شمس نيوز/ توفيق المصري
حين كانت الأنظار تتجه نحو غزة تارة وجنوب لبنان تارة أخرى، أخذت الضفة المحتلة جميع الأنظار صوبها، عندما خرجت من بين أزقة شوارعها رائحة البارود ومسك الشهداء، وكُتب على جبالها عناوين جديدة، أهمها أن الأرض إذا اُغتصبت لا ينام أصحابها، بل يثأرون.
فخلال الأسابيع والأيام الماضية، نُفذت أكثر من عملية ضد جيش الاحتلال الاسرائيلي، منها من جاء ردًا على الاعتداءات المتواصلة لجيش الاحتلال ومستوطنيه على المواطنين وأراضيهم، ومنها من جاء ردًا على اعدام المطارد أشرف نعالوة والشهيد صالح البرغوثي.
ردة فعل
مقاومة الضفة التي لم تتوقف لتبدأ ولم تنم لتصحو ولم تترد لتتحرك من جديد؛ فهي في حالة مقاومة وصمود وثبات على الأرض منذ الاحتلال، كما يقول القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الشيخ خضر عدنان.
ويوضح عدنان خلال اتصال مع "شمس نيوز"، أن وتيرة المقاومة تزداد أحيانًا وتهدأ أحيانًا أخرى لكنها متأصلة في نفس الشعب الفلسطيني، مضيفًا أن "ضغط الاحتلال على شعبنا وهدم المنازل والقمع وفصل المدن الفلسطينية عن بعضها البعض واقتحام المدن ربما يستفز شعبنا ومقاومته أكثر".
من جهته، يرى الكاتب والمحلل السياسي أحمد رفيق عوض، أن العمليات الأخيرة ما هي إلا تعبير عن غضب شديد في الضفة الغربية ويأس واحباط من عدم وجود تسوية سياسية، بالإضافة لاستمرار الاحتلال في توسع الاستيطان والاعتقالات والقتل وقطع الطرق، فضلًا عن أن إسرائيل تدير ظهرها لأي تسوية سياسية وتريد إسقاط حل الدولتين وأوسلو".
هل تتصاعد؟
وأشار عوض خلال اتصال هاتفي مع "شمس نيوز" إلى، أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية توقعت الغضب في الضفة وأن تنفجر الأوضاع، إلا أنه لا يتوقع أن تتجه الأمور نحو تصعيد أكثر، معللًا ذلك لعدم وجود توجيه من قبل الجمهور والنخب والفصائل، مشيرًا إلى أن التصعيد يحتاج إلى اتفاق وطني ورؤية متكاملة.
ويستطرد: "لكن كل شيء قابل لأن يحدث وهذه مواجهة كبيرة والشعب الفلسطيني يتعرض لعدوان شديد وحصار هائل".
ويتابع: "يتضح من عدوان إسرائيل على الشعب الفلسطيني في الضفة، أنها تريد أن تقول أنها ليست بصدد أي تسوية أو سلام وليست بصدد حتى البحث عن شريك بقدر ما هي تريد أن تفرض الحلول وهذه مقدمة يبدو لفرض الحلول".
لبقاء نتنياهو
وعن ما يريد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو من وراء هذا التصعيد المستمر، أشار عوض إلى أن العدوان والتصعيد على الشعب الفلسطيني يخدم الحكومة اليمينة المتطرفة وأهداف ومصالح نتنياهو الضيقة والكبيرة أيضًا.
ويقول: "لأن نتنياهو لا يرغب فقط في ابتزاز السلطة الفلسطينية وإهانة الشعب الفلسطيني وتدمير قواه الحية، بل يهدف أيضًا للتشويش على أية مبادرة، ولينجو من ما يحيط به من تحقيقات حول نزاهته، فضلا عن مكاسبه الانتخابية".