غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

لقاء الشيخ بـ"الشاباك" .. الهرولة خلف البقاء؟

خبر-موقع-جديد.png

شمس نيوز/ تمام محسن

على مدار أسبوع عاشت الضفة الغربية المحتلة، تصعيدًا غير مسبوق، وحملة إسرائيلية عنيفة طالت عدد من مدنها وقراها، بما فيها مدينة رام الله حيث مقر المقاطعة ما تسبب بـ"إحراج" للسلطة الفلسطينية.

وفي أعقاب ذلك، عاودت السلطة الفلسطينية بإطلاق تهديداتها لحكومة الاحتلال الاسرائيلي بـ"إعادة النظر" في الاتفاقات الموقعة بين الطرفين.

وكشف وزير الشؤون المدنية بالسلطة الفلسطينية، حسين الشيخ، عن اجتماع عُقد بين وفد من السلطة وآخر من الاحتلال ،مساء الاثنين، بضغط إقليمي لتطويق الأوضاع بالضفة.

وقال الشيخ في تصريحات صحافية إنه، "على إثر التصعيد الإسرائيلي الأخير في الأراضي الفلسطينية المحتلة، عقد اجتماع هام بين الطرف الفلسطيني والاسرائيلي بضغط اقليمي لوقف العنف الاسرائيلي في الضفة، واستهداف السلطة الفلسطينية، وثم تناول جميع التطورات"، مشيرًا إلى مساعٍ أردنية ومصرية "للضغط على "إسرائيل" لوقف إجراءاتها" في الضفة.

وفي هذا السياق، يرى أكرم عطا الله، المحلل السياسي والكاتب في صحيفة الأيام المحلية، أنه "ليست من مصلحة أحد تفجير الأوضاع بالضفة".

وقال عطا الله في اتصال مع "شمس نيوز"، إن "الأردن لا تريد ذلك ففي أثناء الانتفاضة واجهت "خطر كبير" من الفلسطينيين، وبالنسبة لمصر فهي تخشى أن تنسحب الأوضاع في الضفة على قطاع غزة".

وتابع بالقول، "لو بدأت الاحداث في الضفة تتطور، فغزة لن تقف صامتة أمام التغول الإسرائيلي ورأينا عدوان 2014 حيث بدأ العنوان بقتل ثلاثة إسرائيليين في الضفة وحملت الحكومة الإسرائيلية حماس المسئولية".

عقاب للسلطة**

وتحاول السلطة الفلسطينية جاهدة احتواء التصعيد بالضفة، إذ قمعت مسيرات انطلقت في مدينتي نابلس والخليل واعتدت على المشاركين فيها بالهراوات، في وقت تتزايد دعوات حركة حماس إلى التصعيد.

وقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إن الضفة الغربية هي "الساحة الأهم والأعمق لحسم الصراع مع إسرائيل".

وأضاف هنية في كلمة ألقاها خلال مهرجان نظمته الحركة في ذكرى تأسيسها الحادية والثلاثين، أول أمس الأحد، "نحن مستبشرون بالضفة فهي الساحة الأهم للأحداث، والساحة الأعمق لحسم الصراع مع عدونا الصهيوني وندعو لرفع القبضة الأمنية عن المقاومة ورجال الضفة".

فيما أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، تبنيها للشهيدين أشرف نعالوة وصالح البرغوثي اللذان تتهمها "إسرائيل" بتنفيذ عملية ضد أهداف إسرائيلية، وقالت إن "المزيد في جعبتها".

ويرى عطاالله، في دعوة حركة حماس محاولة "لعقاب" السلطة الفلسطينية عبر تصعيد الأوضاع بالضفة المحتلة، إذ "أنها المسئول الأول عن الأمن هناك".

وبشأن منع أفراد الأمن للمسيرات في الضفة، قال إن "السلطة لديها هاجس وقلق من حركة حماس وتجربتها في قطاع غزة, فقد بدأت بالمقاومة وانتهت بطرد السلطة من قطاع غزة. السلطة تخشى من تكرار السيناريو في الضفة".

إعادة النظر بالاتفاقايات**

وبالعودة إلى الوزير الشيخ، قال إن الوفد الفلسطيني نقل رسالة واضحة للاحتلال الاسرائيلي، مفادها أن هذا الوضع لم يعد يحتمل وان الاتفاقيات الموقعة بين السلطة و"اسرائيل" على المحك ولم تعد قائمة بحكم هذا التصعيد.

وكانت السلطة الفلسطينية هددت العام الجاري بوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال، وصدرت توصيات من المجلس المركزي للجنة التنفيذية بوقف التنسيق الأمني وتعليق الاعتراف بـ"إسرائيل"، في ضوء توتر العلاقات بين الطرفين.

فيما قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي، إن "التنسيق الأمني مع إسرائيل لم يتوقف بشكل رسمي رغم وجود توصيات من المجلس المركزي بذلك".

وأضاف في تصريح صحافي، "لكن إسرائيل بعد العمليات الأخيرة قررت اتخاذ خطوة من طرف واحد بالدخول للمناطق الفلسطينية للبحث عن المطلوبين أو المشتبه بهم، دون أن يتم التنسيق مع الطرف الفلسطيني لتنفيذ هذا الإجراء".

وقال أحمد رفيق عوض أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس لـ"شمس نيوز"، إن "التنسيق الأمني بالنسبة للسلطة أحد دعائم بقائها ، وهو حامل أركان السلطة وجزء أساسي لتثبيت الهدوء في الضفة، وبالتالي وقف التنسيق الأمني يتعني تغيير العلاقة مع إسرائيل ".

لكنه رأى أن " استمرار إسرائيل في نهجها القمعي تجاه الضفة، وفي إضعاف السلطة وإذلالها أمام جمهورها فمن المحتمل جدا أن تذهب السلطة في إعادة النظر في الاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل".

وأشار إلى، أن الضفة تسير في اتجاه الهدوء وأن "الانتفاضة في شكلها الشعبي القديم لن تشهدها قريبا ولكن سنشهد موجات من التوتر والأعمال الفردية".