شمس نيوز/ توفيق المصري
لم يكتمل المشهد والصورة التي كانت تسعى الصحافية والناشطة رباب الحاج بمساعدة زميلها علي بخيت لنقلها إلى العالم عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ بسبب ضعف الانترنت عبر شبكات الاتصال المحمولة، حينما كانا يستخدمان خاصية البث المباشر في "فيس بوك" لنقل وقائع مؤتمر أُقيم في قطاع غزة المحاصر.
تقول الحاج لمراسل "شمس نيوز"، إن خدمات الشركات المزودة للإنترنت غير متوفرة في كل مكان ما يعيق استخدامها لخاصية البث المباشر وقتما احتاجت إليها، بالإضافة إلى أن كل المحاولات التي اجرتها في اختيار حزم انترنت كبيرة الحجم على شبكات الاتصال لتتمكن من خلالها استخدام هذه الخاصية، لم تجدي نفعًا بسبب ضعف الانترنت في غزة مقارنة بمناطق أخرى من فلسطين والعالم.
نتلاشاها رغم أهميتها
يظهر لرباب عبر شاشة هاتفها في بعض الأحيان، أن البث يتم على ما يرام وتعتقد للوهلة الأولى أن جميع متابعيها سيستمتعون في مشاهدة المقطع المرئي المباشر، إلا أن الشكاوي من رداءة جودة الصورة والصوت تبدأ تصل إليها عبر التعليقات، ما يصيبها بخيبة أمل كبيرة، كما تروي الحاج.
هذا الأمر الذي بات لا مفر منه، يدفع الناشطة الحاج للابتعاد عن استخدام خاصية البث المباشر، لتترك مرغمةً هذه الخاصية المهمة والتي تجلب تفاعلاً كبيرًا في تغطية الفعاليات والأحداث كونها تنقل الصورة لحظة وقوعها، لتنضم رباب إلى زميلتها الناشطة خلود نصار والتي قررت قبل فترة تجنب استخدام هذه الخاصية حتى على موقع "انستغرام".
وتقول نصار والمعروفة بحبها لنقل الصورة أولا بأول خلال تنقلها داخل القطاع المحاصر، إنها اتخذت هذا القرار بعد حالة اليأس التي أصابتها من حزم الهاتف التي لا تصلح إلا للتصفح مهما كان حجمها.
فقدان الآنية
"في غزة تفقد الأحداث آنيتها ورونقها، بسبب بطيء انترنت حزم شبكات الاتصال اللاسلكية، أواجه صعوبة في نشر المشاهد والأحداث أولاً بأول، ما يجعلني أضطر إلى حفظ وأرشفة ما قامت بتصويره لنشره حين وصولي للمنزل، أو أي مكان آخر يوجد فيه انترنت لشبكات اتصالات أرضية أو شركة مزودة للإنترنت"، كما تقول خلود.
وبينما اتفقتا خلود ورباب وهما من الناشطات على مواقع التواصل الاجتماعي في غزة، على مطلب تشغيل تقنية الـ3g بغزة كما الضفة، يرى رئيس نادي الإعلام الاجتماعي علي بخيت، أن حتى هذه التقنية غير كافية، كون أن العالم وصل لتقنية الـ5g وأكثر.
ويرى بخيت والذي عاش خيبات أمل كثيرة بفعل رداءة الانترنت في غزة، منها ما عاشها مع الناشطة الحاج خلال مساعدتها في فعاليات النادي الاجتماعي، يرى أن تشغيل تقنية الـ3g في غزة سيساعدهم كنشطاء ومستخدمي لوسائل التواصل الاجتماعي في نقل البيانات.
ويضيف بخيت لـ"شمس نيوز" بالقول: "تشغيل هذه التقنية يعني أن يكون معنا انترنت دائمًا وفي كل مكان نتواجد فيه لتغطية حدث أو فعالية معينة، وهذا له أن يساعد النشطاء على خدمة القضية الفلسطينية بشكل أفضل والاستغناء عن استخدام الشبكات الاسرائيلية والتي تصل إلى بعض مناطق غزة، خاصة الحدودية منها".
جهود تبذل
بينما تضغط الجهات الرسمية الفلسطينية على سلطات الاحتلال الإسرائيلي للسماح بإدخال معدات تقنية 3g في غزة، فإن الأخيرة لا تزال تمنع إدخالها عبر الموانئ والمعابر التي تحتلها، في خطوة تأتي ضمن إجراءات حصارها المستمر على قطاع غزة منذ 11 عامًا.
ويفيد وكيل وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في رام الله، سليمان الزهيري، خلال اتصال مع "شمس نيوز" بتقديم قوائم للاحتلال من خلال اللجنة الفنية المشتركة لأجهزة ومعدات من أجل إدخالها إلى غزة.
وتضم القوائم -وفق الزهيري- طلبات لبناء شبكات الجيل الثالث في غزة والجيل الرابع بالضفة، مؤكدًا وجود "مؤشرات إيجابية" لتفعيل تقنية G3 بغزة.
ويوضح حقيقة إدخال معدات للتقنية إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم كما ذكرت وسائل إعلام محلية، قائلاً: "قد تكون أُدخلت معدات تدعم وتستخدم كلا النظامين الجيل الثاني والثالث، لكننا لم نبلغ بالموافقة على إدخال المعدات المطلوبة لبناء شبكة الجيل الثالث، ومن أجل أن تدخل يجب أن نكون قد بلغنا رسميًا، ولم نبلغ أيضًا بتشغيل ترددات النظام في غزة".
وختم الزهيري حديثه بالقول، انه لا يمكن لشركة أن تبني نظامًا بدون شركة أخرى، مستدركًا: "نحن اشترطنا أن يتم إطلاق الخدمات من قبل شركتي (الوطنية وجوال) مع بعضهما؛ فنحن لا نخدم جهة على حساب أخرى.. لكن هناك شركات ومن باب المنافسة تذهب لتسويق أنها أدخلت الأجهزة وأن الخدمة ستكون متاحة لديها بالوقت القريب، وهذا من باب الترويج لاستقطاب المشتركين.