شمس نيوز / عبدالله عبيد
حين تتجول في البقالات ومحلات السوبر ماركت بغزة، يبدو لافتا للأنظار انتشار البضائع التركية بمسميات إسلامية كـ"أحمد ومحمد ومحمود" وغيرها من أسماء البضائع، المستوردة من تركيا وبعض دول أوروبا، حيث يشهدُ قطاع غزة، منذ عدة أشهر، ارتفاعاً ملحوظاً في نسبة الإقبال على شراء هذه المنتجات التي باتت تعج بها الأسواق.
وأضحى الطلب على هذا المنتج أكثر من الطلب على من أي منتجات أخرى، ويرجع ذلك إلى اسم المنتج المقبول لدى المواطن وجودته، بالإضافة إلى توفره بأسعار متفاوتة تتناسب مع المواطن الغزي في ظل الأزمات التي يشهدها القطاع منذ عدة سنوات.
العين إللي بتاكل
وعلل المواطن أحمد شريف إقباله كغيره من المواطنين على البضائع التركية، بأن دولة تركيا إسلامية، وصناعاتها الغذائية موثوق بها، وكما يقول المثل (العين إللي بتاكل) بحسب تعبيره.
ويضيف شريف لـ"شمس نيوز": عندما أذهب للسوبر ماركت لشراء شيء، أرى المنتجات التركية فأشتريها فوراً دون تردد"، موضحاً أن ثمنها رخيص مقارنة بالبضائع الأخرى، وجودتها عالية.
وتابع قائلاً: وعندما شاهدت مستهلكات بمسميات إسلامية مثل (نسكافيه محمود وشاي محمد)، أقبلت عليها فوراً، فهذا الاسم إسلامي، أفضل من مسميات المنتجات الغربية والإسرائيلية"، داعياً الصناعات الفلسطينية لأن تتبنى فكرة المسميات الإسلامية وتطبقها على منتجاتنا المحلية.
ازدياد كبير
ولا ينكر المواطن عمر محمد أن إقبال الغزيين على المنتجات التركية في ازدياد كبير، حيث يشير إلى أن أغلب أصدقائه يقدمون فقط على هذه البضائع ، كونهم يقاطعون المنتجات الإسرائيلية بعدما اتفقوا على هذا الأمر.
ويقول محمد لـ"شمس نيوز": بعد مقاطعة المنتجات الإسرائيلية، أصبحنا نقبل على البضائع التركية، لجودتها ورخص ثمنها".
وبالنسبة للمسميات الإسلامية لبعض البضائع، يرى المواطن محمد أن هذه الأسماء قد تكون للاستغلال وزيادة الإقبال فقط، مشيراً إلى أنه لا يلتفت إلى أسماء المنتجات، بقدر ما يهتم بجودة المنتج.
وأضاف: استغلال مثل هذه المسميات قد يكون من باب جذب التجار والزبائن، ولا أفضل استخدام اسم النبي صلى الله عليه وسلم ليكون علامة تجارية لمنتجات غذائية". لافتاً إلى أن العلاقات الطيبة بين تركيا وقطاع غزة هي أحد عوامل إقبال المواطنين على هذه المنتجات.
جديدة في الأسواق
وحين تجول مراسل "شمس نيوز" في أسواق غزة، قابل الشاب تامر انعيم، بائع في أحد المحلات التجارية، والذي أوضح أن المنتجات التركية المسمية بتلك المسميات جديدة في أسواق غزة.
ويشير انعيم إلى أن هذه البضائع تشهد إقبالا كثيفا من قبل المستهلكين، معربا عن اعتقاده أن اسم المنتج قد يكون له دور كبير في جذب المستهلك.
وبيّن أن من أكثر المنتجات التي يقبل عليها الناس "شاي أحمد"، بسبب جودته العالية، مضيفاً: هذا الشاي معروف لدى الناس التي تسافر خارج البلاد، ويطلبونه بشكل كبير".
وأكد البائع انعيم أن هذه البضائع تأتي من عدة بلدان، "لكن أكثر البلدان المصدرة لهذه المنتجات هي تركيا، والمشهورة ببضائعها رخيصة الثمن وعالية الجودة"، وفق قوله.
جذب الناس
من جهته، أكد مدير العلاقات العامة في الغرفة التجارية بغزة، د. ماهر الطبّاع، أن اسم المنتج أحياناً يكون له دور كبير في جذب الناس للشراء، مبيّناً أن المنتجات التركية تصدر إلى كل دول العالم وخاصة الشرق الأوسط، ولها رواج في الوسط العربي بشكل كبير، لأن جودتها عالية جداً وأسعارها مناسبة.
وقال الطبّاع لـ"شمس نيوز" : نحن نعلم أن العديد من المنتجات التركية الموجودة في قطاع غزة لها حصة كبيرة من السوق، من مواد غذائية ومواد بناء وملابس، وكل هذه البضائع سعرها مناسب وجودتها عالية".
وأضاف: ممكن أن يكون هذا الأمر نتيجة المواقف التركية الداعمة للقضية الفلسطينية، خاصة بعد حادثة سفينة مرمرة" مشيراً إلى أن هناك مسميات محلات في غزة تدعم المواقف التركية ووقوفها بجانب القضية الفلسطينية مثل" إسطنبول ومرمرة".
وتابع مدير العلاقات العامة في الغرفة التجارية: هذا كله نابع من المواقف التركية الداعمة للقضية الفلسطينية، وقطاع غزة، وطالبة أنقرة برفع الحصار وغيرها".
وتحظي تركيا باحترام كبير في قطاع غزة خاصة بعد موقفها من الحصار الإسرائيلي، وعقب الحادث الذي تعرضت له سفينة مرمرة التركية وهي في طريقها للقطاع.