شمس نيوز/تمام محسن
على رغم أن أيًا من الطرفين لم يعلن عن بنود اتفاق التهدئة الذي جرى بحثه بوساطة مصرية في الأشهر الماضية بين الفصائل الفلسطينية بغزة و "إسرائيل"، لا يلبث الطرفان بالتهديد بشأن الاتفاق والعودة للتصعيد.
فبعد أسابيع من الهدوء النسبي بين "إسرائيل" وغزة، تصاعدت حدة قمع جيش الاحتلال الإسرائيلية للاحتجاجات، الجمعة الماضية، على الحدود الشرقية لقطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد 4 فلسطينيين وإصابة 40 آخرين.
واتهمت حركة حماس، أمس السبت، "إسرائيل" بالتنصل من تفاهمات اتفاق التهدئة، ودعت الوسطاء للتحرك لإجبار الاحتلال الاسرائيلي على الالتزام بما تم الاتفاق عليه ورفع الحصار عن قطاع غزة.
وقالت حركة الجهاد الإسلامي إن المقاومة ملتزمة "بمتطلبات الهدوء لكنها لن تسمح للعدو أن يوغل في دماء الشعب الفلسطيني". فيما عقدت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة بغزة اجتماعًا طارئًا لتحديد " سياستها وقواعد عملها تجاه جرائم الاحتلال ضد المشاركين في مسيرات العودة".
وبعد توقف لأشهر، أُطلق، مساء السبت، دفعة جديدة من البالونات الحارقة نحو المستوطنات المحاذية لقطاع غزة.
فيما قال أفيغدور ليبرمان وزير جيش الاحتلال الاسرائيلي السابق، عضو الكنيست، في تغريدة له عبر حسابه في(تويتر) إن "الهدوء مع حركة حماس ينهار، ماذا تفعل الحكومة الإسرائيلية؟، تغض الطرف وتواصل نقل 15 مليون دولار من قطر إلى حماس كل شهر".
وكانت سمحت "إسرائيل" في نوفمبر الماضي، بإدخال 15 مليو دولار كدفعة أولى من المنحة القطرية المقدرة بـ90 مليون دولار، لدفع رواتب الموظفين وتمويل مشروعات أو للوقود.
وعلى الرغم أن الطرفين لم يوقعا اتفاقا على الورق، لكن مسئولين فلسطينيين وإسرائيليين يؤكدون أن التفاهم سارٍ على الأرض.
وقال القيادي في حركة حماس أحمد يوسف، في حديث سابق لـ"شمس نيوز"، إن اتفاق التهدئة بين الفصائل بغزة و"إسرائيل" سارٍ على الأرض قبل التوقيع، موضحًا أن الاتفاق "شبه موافق عليه من الجانبين" مشيرًا إلى أن الخلاف في توقيت التنفيذ؛ قبل المصالحة أم بعدها، والجهة الموقعة؛ هل ستكون حماس أم منظمة التحرير؟.
وقال المحلل السياسي، ثابت العمور، " يبدو أن إسرائيل ترغب في تعويض ما حدث في الضفة الغربية باستهداف المتظاهرين في قطاع غزة، والقراءة الموضوعية على الأرض تقول إن الاستهدافات للمتظاهرين تتعمد القتل وليس الردع".
وأضاف، في اتصال مع "شمس نيوز"، أن "المقاومة وحركة حماس لديها معادلة بأن التهدئة مرهون بالوقائع على الأرض، واذا ما استمرت اسرائيل في تصعيدها فإن الأمر قد يتدحرج إلى موجة رد من قبل المقاومة".
وتبادل الطرفان موجات من التصعيد ،خلال الأشهر الماضية، قصفت خلالها طائرات الاحتلال عدد من المنشآت المدنية في القطاع، فيما ردت المقاومة برشقات من الصواريخ تجاه المستوطنات .
ورأى العمور، أن الأوضاع الأمنية في قطاع غزة، أقرب ما تكون "إلى بيئة الاشتباك منها إلى التهدئة "، قائلًا "لازلنا بعيدين جدًا عن اتفاق التهدئة، وأنها مرهونة بتقديم حلحلة في الوضع الاقتصادي بغزة ورفع الحصار وهو ما يبدو بعيدًا في الوقت الراهن".
عل خلاف العمور يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر، مخيمر أبو سعدة، أنه على الرغم من التوتر الأمني الحاصل، مؤخرًا، لا يتوقع الذهاب إلى تصعيد بغزة.
وقال :"سيكون هناك تدخل من الوسيط بإلزام اسرائيل بالتفاهمات، والطلب من حماس بعدم تصعيد الاحتجاجات على الحدود، وقطع الطريق على العودة إلى دوامة الصواريخ ".
مضيفًا " الفصائل بغزة وإسرائيل على حد سواء ليسوا معنيين بالتصعيد ويمكن قراءة رد الفصائل الفلسطينية في الجولة الأخيرة من التصعيد في نوفمبر الماضي والذي كان مدروس ومحدود ين كمحاولة لتجنب الانجرار إلى مواجهة عسكرية".
وبحسب مصادر إعلامية عبرية، يشمل اتفاق التهدئة وقف حركة حماس الاحتجاجات قرب المنطقة الحدودية لقطاع غزة والتي أسفرت عن استشهاد مئات الفلسطينيين منذ أواخر شهر آذار/مارس الماضي، مقابل أن تسمح "إسرائيل" بتزويد غزة بالغاز والكهرباء، بالإضافة الى تمويل رواتب الموظفين في غزة من أموال قطر.