شمس نيوز/ توفيق المصري
رغم السياسة الأمنية والعسكرية التي تنتهجها الأجهزة الأمنية التابعة للاحتلال الاسرائيلي في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، إلا أن العام المنصرم سجل تنفيذ 33 عملًا مسلحًا على أيدي خلايا فلسطينية، بحسب محلل عسكري إسرائيلي.
ويقول المحلل العسكري أمير بوخبوط بتقريره في موقع "واللا" العبري، إن الجيش وجهاز الأمن العام "الشاباك" لم ينجحا في تقليص عدد الهجمات رغم السياسة التي يتبعانها في الإحباط المركز الواسع.
خلايا نائمة
وبناء على ما لدى بوخبوط من معطيات، يعتبر أن هناك "خلايا نائمة منتشرة في الضفة الغربية، كفيلة بزعزعة الاستقرار القائم هناك، ورغم الجهود الأمنية الواسعة التي يبذلها الجيش وأجهزة الأمن فلا زالت هناك مجموعات وخلايا بعيدة عن أعينها، وتتحضر لتنفيذ عمليات أخرى".
وفي سياق منفصل، طل الملثم أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام، الأربعاء المنصرم، في كلمة مصورة، ليؤكد أن الضفة المحتلة تُشكّل العمق الحقيقي والبعد الأهم في معادلة المواجهة المستقبلية مع الاحتلال.
ومن يعلم شيئًا عنها؟
"الخلايا النائمة" التي تعد من ضمن أشكال المقاومة الفلسطينية ستظل موجودة طالما بقي الاحتلال، وهي تجعله متخوفًا دائمًا وتوجه الهم الأمني لـ"إسرائيل" في البحث عنها كما حدث في عملية إطلاق النار في رام الله، وفق المختص بالشأن الإسرائيلي، فؤاد اللحام.
ونجحت خليتان بالتخفي عن أعين الرادار الإسرائيلي، ونفذت سلسلة عمليات إطلاق نار في منطقة رام الله، دون أن يتم كشف هوية أفرادها، زعم الاحتلال لاحقًا أن الخلية مكونة من صالح وعاصم البرغوثي.
واستشهد صالح إثر تصفيته من قبل الاحتلال، فيما قالت " إسرائيل" إنها اعتقل خلية أخرى بعد عدة أيام من ملاحقتها، وأنه يقف على رأسها شقيق صالح الذي نفذ عمليته انتقامًا لأخيه وأُعتقل لاحقًا.
ويقول اللحام لـ"شمس نيوز": "لكن هل توجد خلايا نائمة في الضفة؟ يصعب ويستحيل معرفة أين هي وعددها، ووفقًا للقاعدة العامة للأمن الإسرائيلي فإنه يفترض أن هناك خلايا نائمة وهذه القاعدة الأساسية التي يعمل عليها يوميًا".
وبحسب المختص بالشأن الإسرائيلي، فإن الاحتلال يحارب هذه الخلايا المجهولة، كما يحارب كافة أشكال المقاومة الفلسطينية عبر مرحلتين، الاولى ما قبل اكتشاف الخلايا أو الأفراد أو المقاومين في مجال يتعلق بالاستخبارات.
والمرحلة الثانية ما بعد اكتشاف الخلية أو وقوع عملية بالعقوبات الجماعية لأسرة المنفذين لمحاولة الردع أو تنفيذ اعتداءات واسعة في الأسرة وحرمانها من تصاريح العمل.
هل ستتحرك؟
وطالما استمر الاحتلال بسلب الحقوق والأرض واعتقال الفلسطينيين، فإن تصرفاته تؤدى إلى دافع أخلاقي للشعب للدفاع عن نفسه من أجل نيل أبسط مقومات الحياة والكرامة، وفق المحلل والخبير العسكري اللواء يوسف الشرقاوي.
ويقول الشرقاوي لـ"شمس نيوز"، "إن الإرهاب الإسرائيلي وبطشه يخلق تحديًا ما بين الشباب الفلسطيني ليأخذ حقه بالكفاح (السلمي أو المسلح) وكل الشرائع الدينية والدولية وشرائع الأمم المتحدة أقرت بأن الشعب الذي يرزح تحت الاحتلال من حقه أن يفك نير الاحتلال عن رقبته ويتحرر".
وتعمل "إسرائيل" التي احتلت الضفة 50 عامًا، على تجنيد عملاء لها من أجل كشف الخلايا المقاومة، وكسر حاضنة المقاومة وتفتيتها وكسرها، وفق الشرقاوي.
وعن توقعاته بأن تكون هناك تحركات للخلايا في الوقت القريب، قال إنها ستتحرك كلما استمرت "إسرائيل" باجتياح المدن واعتقال المواطنين والعالم لا يحرك ساكنًا تجاه الشعب الذي يقتل يوميًا