شمس نيوز/تمام محسن
من جديد يطفو الحديث عن صفقة تبادل أسرى بين الاحتلال والمقاومة الفلسطينية في غزة على السطح، وذلك في وقت تتجهز "اسرائيل" إلى انتخابات برلمانية مبكرة في أبريل المقبل.
وعلى الرغم من الصمت الرسمي و النفي أحيانًا من قبل حماس و"إسرائيل" بشأن الصفقة، إلا أن مراقبون يؤكدون أن الطرفين بحاجة إلى الصفقة أكثر من أي وقت مضى.
وكانت مصادر من حركة حماس، قالت لصحيفة العربي الجديد، إن "تل أبيب" تجري اتصالات غير مباشرة لتحريك صفقة التبادل، قبل الانتخابات ، في محاولة لدعم صورة حكومة بنيامين نتنياهو في الشارع الإسرائيلي.
وأضافت الصحيفة في تقرير نشرته السبت، نقلًا عن مصادر من داخل حماس "تلقينا أخيرًا اتصالات جديدة من طرف أوروبي إضافة إلى القاهرة، بشأن تحريك مفاوضات ملف أسرى الاحتلال لدينا".
لكن المتحدث باسم حماس فوزي برهوم قال الأحد إن حكومة الاحتلال الإسرائيلي غير جاهزة لصفقة تبادل أسرى جديدة، مشيرةً إلى أنه "لا جديد" في هذا الملف.
وتحتجز "حماس" منذ عام 2014، أربعة إسرائيليين بينهم جنديان لم يعرف حتى اليوم مصيرهم، وترفض الحركة تقديم معلومات عما إذا كان المحتجزون على قيد الحياة.
ولأول مرة، كشفت القناة 12 العبرية من خلال برنامج "الحقيقة"، مشاهد حية من خلال كاميرات الجنود للحظة أسر الجندي هدار جولدن إبان العدوان الأخير على قطاع غزة صيف عام 2014.
وأظهر التحقيق، أن جولدن أُسر عند الساعة 7:30 صباحًا، إلا أن آثاره فُقدت الساعة التاسعة، الأمر الذي دفع الجيش حينها للإعلان عن إجراء "هانيبعل" باستخدام نيران كثيفة ضد الأسير وآسريه، حتى لا يبقى حيًا.
وكرر التحقيق التساؤل إذا ما كان جولدن حي أو لا، وقال "وجد أحد الجنود ما يعتقد أنه بقع دماء؛ وعثروا كذلك على قميص هدار وعليه الرتبة وهنا فقدت الوحدة الاتصال اللاسلكي مع القوات خارج النفق.
وتشير القناة، إلى أن الخاطفين أبلغوا عناصر حماس عبر اللاسلكي بأن "تم استلام المهام" ما فسره الاحتلال بأنه جثة هدار جولدن.
في يناير 2018، قال وزير جيش الاحتلال السابق أفيغدور ليبرمان إنه لا يعرف إذا كان الإسرائيليون المحتجزون في قطاع غزة على قيد الحياة أم لا، وكانت تلك المرة الأولى التي يعترف فيها مسؤول إسرائيلي رفيع بإمكانية وجود أسرى أحياء لدى المقاومة في غزة، بعد إصرار لسنوات على أنهم "جثث".
حاجة ماسة
وفي هذا الإطار يرى المحلل المختص بالشأن الإسرائيلي، أكرم عطا الله أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يسعى لإتمام صفقة تبادل أسرى قبل الانتخابات، موضحًا أن نتنياهو "يريد أن يذهب إلى الشارع الإسرائيلي وفي يده ورقة قوية تزيد من أسهمه المرتفعة أصلا حسب استطلاعات الرأي الإسرائيلية".
وأشار عطا الله في اتصال مع "شمس نيوز"، أن نتنياهو في أمس الحاجة إلى حشد الرأي العام الإسرائيلي في معركته ضد النيابة العامة التي تحقق في قضايا فساد ضده.
ويعلق عطا الله على تحقيق القناة 12، بانه يأتي في إطار تشكيل حالة ضغط على الرأي العام الإسرائيلي، اذ أنه يلمح إلى أن هدار لازال حيا وأن هناك جدوى من إتمام صفقة تبادل في هذه الحالة، وتمهيد للجمهور الإسرائيلي لقبولها.
لكن حماس رغم حاجتها للصفقة في الوقت الراهن، تدرك أن عنصر الوقت مهم في هذه القضية باعتباره عنصر ضاغط للمزيد من المكاسب، وفق المحلل السياسي.
إحلال
فيما ذهب ثابت العمور إلى أبعد من سابقه، باعتبار أن صفقة الأسرى تأتي ضمن مساعي إسرائيلية لإحلال حركة حماس مكان السلطة الفلسطينية في قطاع غزة.
وقال العمور لـ"شمس نيوز"، إن تحريك ملف الصفقة في هذا التوقيت بالتحديد، ربما يتخذ بعدًا أعمق من إنجاز صفقة اسرى بل إحلال حماس مكان السلطة الفلسطينية خصوصًا في ظل الجمود في العلاقات بين السلطة و"تل أبيب".
وتابع: إسرائيل وحماس معنيتان بإتمام صفقة تبادل اسرى سواء طال الزمن عام او عشرة، وربما حدث اختراق في الاتصال غير المباشر بين حماس و"إسرائيل" قد يفضي لصفقة تبادل خاصة ان الطرفين نجحا في التوصل إلى اتفاق تهدئة مؤخرًا.
فبالنسبة لحماس، والحديث هنا للعمور، فالصفقة في هذا التوقيت ستشكل رافعة لديها وتعيد الحاضنة الشعبية، بالإضافة إلى أنها قد تخدم حضورها عبر الاتصال بالأطراف الدولية بها.
لكنه يستدرك بالقول، "البعض يريد ان يشوش على الحالة الفلسطينية، إذن أن حماس أعادت ترتيب نفسها في المشهد السياسي، وإنجاز صفقة في هذا التوقيت قد يفضي إلى تآكل كل المساحات التي تقف عليها السلطة الفلسطينية ويرفع رصيد حماس".