قائمة الموقع

مهام جديدة للعملاء في غزة .. لماذا يحدث ذلك؟

2019-01-23T13:56:00+02:00
خبر-موقع-جديد.png

شمس نيوز/ توفيق المصري

منذ بداية الصراع مع الاحتلال، والمقاومة تكشف متعاونين مع أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، والتي كانت تكلفهم على مدار تلك السنوات بجمع معلومات عن أنشطة المقاومة، إلا أن الفترة الأخيرة اُكتشف عملاء كلفوا بمهام جديدة، تتمثل بنقل معدات واستئجار منشآت.

الحدث الأمني المتعلق بالقوة الخاصة في خانيونس، بجانب اكتشاف محاولة التجسس على القائد بالقسام مروان عيسى، ومن قبلهما اغتيال الأسير المحرر مازن فقهاء، تظهر بشكل جلي تغير في سياسة الاحتلال بخصوص استخدام العملاء.

وفي الثامن من يناير الحالي، كشفت وزارة الداخلية والأمن الوطني في قطاع غزة، عن إلقاء القبض على 45 متخابرًا عقب عملية تسلل الوحدة الخاصة شرق خانيونس في نوفمبر الماضي، وبثت الداخلية اعترافات لعملاء شاركوا في مهام ميدانية لصالح الاحتلال.

وقبل أيام، نقلت صحيفة "الأخبار اللبنانية"، عن مصادر بغزة قولها، إن أمن المقاومة فكّك أجهزة زرعها أحد العملاء في منزل مجاور لمنزل مروان عيسى ، إذ كانت موجّهة صوب المنزل لالتقاط الموجات الصوتية التي تصدر منه.

لماذا؟

يرى المختص بالشأن العسكري رامي أبو زبيدة أن الاحتلال توجه إلى إحداث تغيير (غير جدري) في مهام العملاء، بسبب صعوبة حصوله على معلومات تتعلق بالمقاومة كالسابق، وحاجة ذلك إلى طرق وتقنيات يتطلب استخدامها مساعدة على الأرض.

وأوضح أبو زبيدة في حديثه لـ"شمس نيوز" أن نجاح العمليات العسكرية مرهون بكم المعلومات المتوفرة عن الخصم، لافتًا إلى أن جهد التخطيط وجمع المعلومات ما قبل العمليات هو الأكبر والأكثر تعقيدًا، "لذلك يستخدم الاحتلال كافة الوسائل".

وأشار المختص ابو زبيدة إلى، أن المقاومة الفلسطينية أصبحت اليوم تمتلك استراتيجية كاملة بما يشمل الحرب الاستخباراتية والالكترونية والمعلومات الأمنية، إلى جانب الجهد العسكري من حيث الإعداد والاستعداد والتخطيط.

محاولات فاشلة

من جانبه، يقول الخبير الاستراتيجي والأمني د. محمود العجرمي إن تحول استخدام الاحتلال للعملاء من المستوى الاستخباراتي إلى المستوى اللوجستي المباشر بتكليف عدد منهم بشراء سيارات وتجهيز كراجات وتأمين معدات ووضعها في أماكن معينة، سقطت أمام تقدم وتطور الخبرة المستفادة للداخلية وفصائل المقاومة.

واضاف لـ"شمس نيوز" أن الأجهزة الأمنية وفصائل المقاومة نجحت على مدار عقد من الزمان بالمس على نحو فاعل بعيون العدو على الأرض وخاصة في الحدث الأخير بكشف وحدة "سيريت متكال" الخاصة التي تسللت إلى غزة.

ففي خطة خطيرة جدًا كما يرى العجرمي، كانت المجموعة تنوي زرع تجهيزات في غاية التقدم على شبكات الاتصال (المغلقة) للمقاومة لكشف الانفاق ولمعرفة أماكن الجنود الأسرى، واستخدم أسماء وجمعيات وزور بطاقات تعريف ووفر أجهزة ومعدات بغزة، تم اكتشافه خلال أيام وهو ما يدلل على قدرة متطورة ومتقدمة لدى المقاومة.

كيف يقبل العميل المخاطرة؟

ويشير العجرمي إلى، أن الاحتلال استغل الوضع الاقتصادي الصعب في قطاع غزة لمضاعفة ابتزازه للعملاء والضغط عليهم للقيام بمهام لوجستية لصالحه.

وقال العجرمي لـ"شمس نيوز"، إن الاحتلال الذي يفرض حصارًا على قطاع غزة منذ 12 عامًا أدى إلى تدمير البنى التحتية والمشاغل والمصانع ولا يسمح دائمًا بإدخال مواد البناء، خلق بذلك ظرفًا اقتصاديًا خانقًا للسكان، فابتز عبر المعابر ضعاف النفوس بأوضاعهم الاقتصادية لتقديم مهمات جديدة في النقل والشراء والتجهيز".

اخبار ذات صلة