شمس نيوز/ وكالات
أعلنت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية أن باحثي مؤسسة Citizen Lab الذين كشفوا استخدام السعودية أدواتِ تنصت إسرائيلية للتجسس على الصحافي السعودي المُغتال جمال خاشقجي والمقربين منه مستهدفون الآن كذلك من قبل "عُملاء سريين دوليين".
ولفتت الوكالة في تقريرها الذي نُشر السبت إلى أن العُملاء انتحلوا صفة باحثين اجتماعيين لجذب موظفي Citizen Lab وقاموا خلال الشهرين الماضيين باستجواب البعض منهم في فنادق فخمة محاولين الحصول على معلوماتٍ بشأن حياتهم الخاصة و كيفية كشفهم عملية التجسس على خاشقجي باستخدام أدوات تنصت إسرائيلية. ويعتقد الباحثون أن المُحادثاتِ سُجلت سراً.
وكان جهاز هاتف أيفون المُعارض السعودي عمر عبدالعزيز قد تعرّض للاختراق من قبل برنامج NSO الإسرائيلي قبل أشهر قليلة من اغتيال خاشقجي الذي لا تزال قضيته تشغل العالم رغم مرور أربعة أشهر على رحيله، إذ طلبت مقررة الأمم المتحدة السبت 26 يناير معاينة َمسرح جريمة قتله وزيارة الرياض ولم تتلقَ رداً من السعودية حتى الآن.
وقال عبدالعزيز إن اختراقَ هاتفه تسبب بشكل مباشر باغتيال خاشقجي ما دفعه إلى رفع دعوى قضائية في ديسمبر الماضي ضد الشركة الإسرائيلية التي اتُّهمت ببيع برامج تجسس إلى بعض الحكومات من بينها حكومات عربية.
وكانت Citizen Lab قد أخبرت عبدالعزيز بأن هاتفه تمّ اختراقه، وكشفت لاحقاً أن الحكومة السعودية كانت وراء عملية الاختراق تلك.
ونفت NSO من جهتها أي صلة لها "مباشرة أو غير مباشرة" بعمليات سرية موجهة ضد المؤسسة البحثية، مشددة على أنها لم تستأجر أي وكلاء لإجراء تحقيق خاص مع موظفي المؤسسة، ونفت كذلك استخدام أدواتها للتجسس على خاشقجي، لكنها في الوقت ذاته رفضت الإجابة عن سؤال ما إذا كانت تبيع أدواتها التجسسية للحكومة السعودية.
واعتبر مدير المؤسسة، رون ديبرت، أن ما يقوم به هؤلاء الذين لم يُكشف بعد من يقف خلفهم "هو شكل دنيء جديد" لمُحاربة حُرية المؤسسات الأكاديمية. وأدان عمليات التجسس ووصفها بـ "التحركات الخبيثة".
هل تُصلِي؟ هل تُحب إسرائيل؟
في السادس من ديسمبر الماضي، تلقى اللاجئ السوري العامل في Citizen Lab، بحر عبدالرزاق، رسالة عبر موقع LinkedIn من رجلٍ قدّم نفسه باسم غاري بومان على أنه مسؤول جنوب إفريقي في شركة مختصة بالتكنولوجيا المالية ويقيم في مدريد اسمها FlameTech، واقترح على عبد الرزاق الانضمام إلى "مبادرة جديدة" لمُساعدة اللاجئين.
يقول عبدالرازق إن رسالته كانت "غريبة نوعاً ما" لكنه قبِل دعوة لقاء بومان في فندق "شانغريلا" في تورونتو، وبدلاً عن الحديث عن مشاكل اللاجئين، سُرعان ما تطرق محدثه إلى تحقيق Citizen Lab في استخدام أجهزة شركة NSO الإسرائيلية في التجسس على خاشقجي والمقربين منه، بحسب عبدالرازق، مؤكداً أنها كانت "مُحادثة غريبة".
وقال إن المحادثة تضمّنت مواضيع مثل: الحرب في سوريا ومشاعره تجاه إسرائيل وأسئلة بشأن ممارساته الدينية، وما إن كان يتلقى "راتباً جيداً" من المؤسسة. ومن بين الأسئلة التي ألقيت على عبدالرازق وفقاً للوكالة: هل تصلي؟، لماذا تكتب عن NSO فقط؟، هل تكتب عنها لأنها شركة إسرائيلية؟ هل تكره إسرائيل؟
وقال عبدالرازق إنه كان "يرتجف" عقب انتهاء اللقاء جراء الصدمة، وعندما أخبر زملاءه عمّا دار في الحوار، تبيّن أنها شركة وهمية لا وجود لها من الأساس.