شمس نيوز/ علاء الهجين

قبل أيام قليلة، دعت كتائب القسام الدراع العسكري لحركة حماس عبر الناطق باسمها أبو عبيدة، مؤيديها ومحبيها في الوطن والعالم الخارجي، إلى دعم المقاومة ماليًا، من خلال العملة الرقمية الشهيرة "بتكوين".

وأثارت دعوة القسام تساؤلات عديدة حول إمكانية نجاح استخدام "البتكوين" في ري منابع المقاومة ماليًا، خاصة في ظل تشديد الحصار المالي على المقاومة من قبل الاحتلال الاسرائيلي وبعض الدول الداعمة لها.

و "البتكوين" عملة رقمية يتم تداولها عبر الإنترنت فقط، من دون وجود حقيقي و ملموس لها، فهي نظام مالي يعمل دون مستودع مركزي أو مدير واحد، وليست لها هيئة مركزية تقف خلفها.

تلاشي القيود

يرى المحلل المالي والاقتصادي أمين أبو عيشة أن دعم المقاومة عن طريق العملات الرقمية يُمكن أن تكون طريقة جيدة للتحايل على الرقابة المصرفية الدولية والتي تستغلها "إسرائيل" في منع وصول الأموال للمقاومة.

وأوضح أبو عيشة خلال حديثه لـ"شمس نيوز" أن لجوء المقاومة إلى "البتكوين" يمكنها من التحايل على القوانين الدولية التي تكافح "الارهاب" والقيود المفروضة على الحوالات المالية، وتحديدًا الحوالات المالية القادمة من الخارج لغزة.

هذا وتُحارب المقاومة الفلسطينية بقوانين مكافحة "الإرهاب" الدولية، كون أن بعض الجهات الدولية أدرجت مسبقًا بعض فصائل أو مسؤولي المقاومة على قوائم "الإرهاب"، كما تستغل حكومة الاحتلال ذلك في مساعيها الرامية لمنع تمويل المقاومة.

يوجد مخاطرة

ويتطرق أبو عيشة إلى مخاطر "البتكوين" بالقول، إن استخدام هذه العملة فيه مخاطرة عالية، كون أنها خسرت من قيمتها خلال عام واحد أكثر من 500%.

وأوضح أبو عيشة في حديث لـ "شمس نيوز"، أن خسائر البتكوين بلغت مع نهاية عام 2018 أكثر من 250 مليار دولار نتيجة للانخفاض في القيمة السوقية لها من 19800 دولار بداية العام ذاته إلى 3500 دولار للوحدة الواحدة في نهايته.

وأشار المحلل المالي، إلى أنه يجب تعريف الأشخاص الراغبين في دعم المقاومة ماليًا كيفية التداول على المنصات حتى لا يتعرضون لخسائر غير محسوبة، منوهًا إلى أن تداول "البتكوين" يكون بنظام التشفير بين شخص وآخر مباشرة دون وجود هيئة وسيطة للتعامل، ويتم التحقق من هذه المعاملات عن طريق عُقد الشبكة وتسجيلها في دفتر حسابات موزع وعام يسمى سلسلة الكتل.

دعم بملايين الدولارات

من جانبه، توقع الخبير الاقتصادي، ورئيس تحرير صحيفة الاقتصادية، محمد أبو جياب، أنه منذ اعلان القسام عن استقبالها للدعم من خلال عملة "البتكوين"، وحتى شهر واحد ستجمع المقاومة عشرات ملايين الدولارات عبر حسابها.

وأكد أبو جياب، أن التعامل بهذه العملة الرقمية آمن ولا يكشف داعمي المقاومة الفلسطينية، وذلك قد يشجع المتعاملين على التبرع بسبب عدم انكشاف دعمهم للمقاومة، وسيزيل خوفهم من الملاحقة من قبل السلطات التي تحارب المقاومة ومن يتعامل معها.

وبالعودة إلى المحلل المالي أبو عيشة، فإنه يشير إلى إمكانية جمع ملايين الدولارات من خلال العملات الرقمية، إن وُجد من يستطيع التعامل بها بشكل سليم، بجانب إيجاد تداول للعملات الرقمية بشكل كبير في القطاع،

ويوجد في العالم 60 نوعًا من العملات المشفرة من أبرزها "البيتكوين"، وهي أول عملة أنشئت عام 2009، وقد طورت على يد شخص م يُدعى ساتوشي ناكماتو، يمكن مقارنتها بالعملات الأخرى، واستخدامها كأي عملة للشراء عبر الإنترنت أو تحويلها إلى عملات تقليدية.