بقلم / فاطمة المزروعي
حدى الأمهات وخلال جلسة مع بعض الصديقات، تحدثت عن ابنها وقالت إن أكثر ما يجيده ويفعله بمهارة هو قدرته على إغضابي أنا وأبيه، قدرته على أن يخرجنا من طورنا.
وهذه الأم لم تجانب الصواب، هناك ثلة من المراهقين بصفة عامة، من يتمتعون بصفة سيئة تتعلق بميلهم نحو استفزاز الآخرين، ويتسببون في خروجهم عن طورهم والوصول لحالة من الغضب.
نشاهد أيضاً أمثال هذه الحالات في المدارس، حيث يتصرف المعلم في البعض من الأحيان بعصبية وعنف كبير ضد طلابه أو أحدهم، ولم يكن لم يصل لحالة الغضب دون سبب، فقد قام أحد التلاميذ باستفزازه إما بحركة أو كلمات أو نحوها. وداخل المنزل قد يمارس المراهق عملية الاستفزاز بكل أريحية وهدوء أكبر.
مثل هذه الحالات رصدها علماء التربية والنفس وتحدثوا عنها، وهي ماثلة في مجتمعاتنا. أحياناً يكون للصحبة ورفقة المراهق سبب في هذا السلوك، ففي المدرسة يريد المراهق أن يثبت لأقرانه تميزه وقدراته، ويجد التشجيع والتحفيز فيظهر هذا السلوك أو سلوكيات أخرى. لكن سلوك الاستفزاز بحد ذاته الأكثر واقعاً، كونه الأسهل وأيضاً الذي فيه مجال للمراوغة الكلامية وكما يقال للف والدوران.
بطبيعة الحال على كل أب وأم وكل معلمة ومعلم، التحلي بالهدوء وسعة البال، فعندما نمسك أعصابنا كما يقال، ويتم التعامل بهدوء مع المراهق، فنحن نفوت عليه الفرصة والأهم أننا نوجه له رسالة بأن هذا السلوك عبثي ولا قيمة له، وهو سلوك خاطئ مكشوف.