شمس نيوز/تمام محسن
مرة أخرى تدخل جهود المصالحة الفلسطينية "في الحيط"، إذ أجمع 12 فصيلًا التقوا في العاصمة الروسية في موسكو على "لا بيان مشترك".
وعلى رغم الضحكات التي جمعت ممثلي أكبر فصيلين في أطراف الانقسام، وتداولها نشطاء التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، لم تفلح موسكو في "لحلحة" ملف المصالحة أو إحداث اختراق حقيقي في الملف المستمر منذ ما يربو عن 11 عامًا.
وأنهت الفصائل الفلسطينية، أمس الأربعاء، جولة حوار استضافتها موسكو على مدار يومين، وذلك من دون الخروج بالبيان الختامي المشترك، بعد تحفظ فصائل على بعض بنوده.
وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد، في المؤتمر الختامي، إنّ ما توصلت إليه الفصائل اليوم شبيه باتفاقي 2011 و 2017، لكنّها "عجزت عن بلوغ اتفاق مشترك".
وألقى الأحمد باللائمة في حضن حركة حماس، وقال إن إنهاء الانقسام يكمن في تنفيذ الاتفاقيات الموقعة، وتسليم غزة لحكومة واحدة.
فيما قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس، موسى أبو مرزوق، إن الفصائل توافقت على ضرورة توحيد الصفوف لمواجهة صفقة القرن، مشيرًا إلى أن خلافات فتح وحماس حول فهم فحوى الاتفاقيات الموقعة ورؤية فتح لذاتها بأنها هي الشرعية.
حركة الجهاد الإسلامي، من جهتها، رفضت التوقيع على البيان الختامي بسبب الخلاف حول "تمثيل الشعب الفلسطيني". إذ دعا عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد، د. محمد الهندي، إلى ضرورة "تعديل منظمة التحرير الفلسطينية، كي تدخلها حماس والجهاد".
ويجمع مراقبون على أن روسيا لا تستطيع تسجيل اختراق حقيقي في ملف المصالحة الفلسطينية. ففي الوقت الذي تمتلك فيه القاهرة كل أدوات الضغط على طرفي الانقسام، لم تفلح في أكثر من دفعهما إلى "الاتفاق" في سبتمبر 2017 على تنفيذ اتفاق القاهرة 2011 وملحقاته، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، لكن ما لبثت أن تعثرت هذه الجهود مجددًا في ظل تعنت الطرفين.
وكانت اللقاءات التي استضافتها القاهرة مطلع فبراير الجاري لوفد رفيع من حركة حماس، خلصت إلى تعرقل ملف المصالحة "كليًا".
إذ كشفت صحيفة "الأخبار" نقلًا عن مصادر مطلعة على اللقاءات بين حماس والسلطات المصرية، أن ملف المصالحة تَعرقل كليًا بعد رفض "فتح" مبدأ الحوار المباشر مع "حماس"، أو حتى وقف إجراءاتها الأحادية المتعلقة بتشكيل حكومة جديدة من فصائل منظمة التحرير وتستني حماس، وكذلك زيادة "العقوبات" على قطاع غزة.
وقالت الصحيفة، إن مصر اقترحت أن يشمل الحوار جميع فصائل "منظمة التحرير"، و"حماس" و"الجهاد"، موضحةً أن الأخيرتين رأتا أن أي لقاء من دون حضور رئيس السلطة محمود عباس، شخصيًا، يشير إلى "تهرب فتحاوي واضح" من المصالحة.
وبالعودة إلى لقاء موسكو، الذي عقد بالتزامن مع مؤتمر "وارسو" الدولي الذي دعت إليها الولايات المتحدة، فإنه يشير إلى سعي روسيا إلى دور أكبر لها في المنطقة عبر بوابة القضية الفلسطينية وعلى رأسها ملف المصالحة، وفق محللون تحدثوا إلى "شمس نيوز".
ذلك، بالإضافة إلى أن موسكو ترى في استضافتها حوار الفصائل مواجهة شاملة مع واشنطن على ضوء مؤتمر "وارسو".
ويرى المحلل السياسي، مصطفى الصواف، أن "روسيا تريد أن تحافظ على مكانها، وأن تلعب دورًا أساسيًا، في الموضوع الفلسطيني، لكي تضع موطئ قدم لها في المنطقة، انطلاقًا من اعتقادها أن القضية الفلسطينية هي بوابة الدخول إلى المنطقة العربية مرة أخرى بعد غياب، وما حدث بسوريا من صراع خفي بين روسيا والإدارة الأمريكية".