شمس نيوز/ منى حجازي
تصوير/ حسن الجدي
كقطعٍ من الحلوى المثلجة "الآيس كريم" تبدو لك التماثيل، للوهلة الأولى، قبل أن تدقق جيدًا وتجد أن الألوان الوردية ليست سوى صور لأطفال بـ "أكفانهم"، قتلتهم صواريخ الاحتلال صيف عام 2014، وحفظت جثثهم في ثلاجة "الآيس كريم"، ومبردات الخضراوات، لأن المشرحة في مدينة رفح الحدودية، جنوب غزّة، كانت ممتلئة في ذلك الوقت.
بصمتٍ يشبه براءة الأطفال الراحلين من الخطايا، التي تدعيها حكومة "إسرائيل"، وهدوء دمعات أمهاتهم، حين الوداع، ترسم الفنانة الفلسطينية، دعاء قشطة (28 عامًا)، ما ظل عالقًا في أذهانها، من صور شكلت صدمة كبيرة لها، وفق ما قالته لـ "شمس نيوز".
خلال الحرب الاخيرة، قصف الاحتلال مستشفى "أبو يوسف النجار"، وهو المستشفى الوحيد في مدينة رفح التي تأوي أكثر من250 ألف نسمة، مما دفع الطواقم الطبية لإخلاء الجرحى والمرضى إلى "المستشفى الكويتي التخصصي"، صغير المساحة، واللجوء لحفظ الجثامين في أيّ "ثلاجة" لحين دفنها، كي لا تتعفّن؛ فاستعانت بثلاجتيْ "آيس كريم" من متجرٍ مجاور، ومع ارتفاع عدد الشهداء، تزوّدَ المشفى بثلاجتين إضافيتين من "مصنع العودة للآيس كريم".
تضيف دعاء، بأن "صدمة تفاصيل المشهد خلقت حالة متناقضة من المشاعر، فالجمع بين ألوان وردية لتجسيد حكاية أطفال ماتوا ووضعوا داخل ثلاجة الآيس كريم، لا يهدف إلى استفزاز المشاهد، أو الاستهانة بمأساة أهالي الشهداء، إنّما الهدف إعادة إحياء الذكرى، للتذكير بحاجة المدينة إلى مشفى خاص".
وتخطط دعاء قشطة لعرض هذه المنحوتات في معرض غزة، وتأمل أن تكون بمثابة أداة لتسليط الضوء على معاناة الأطفال ولدعمهم.
ويبدأ المعرض، اليوم الإثنين، 18 فبراير، الساعة الرابعة مساءً، في مقرّ مُحترَف شبابيك، ويستمرّ حتى 8 مارس المقبل، بتمويلٍ حصلت عليه بعد الفوز بمنحةٍ إنتاجية عن فكرة المعرض، مُقدَمةً من مركز عبد المحسن القطان، ضمن مشروع الفنون البصرية "بناء واستدامة".