بقلم/ سامر ابوسير
لم يكن من المتوقع نجاح غانتز زعيم حزب "حسون يسرائيل" في إقناع لبيد زعيم حزب "يش عتيد" في الدخول في تحالف انتخابي، مع ثلة من القادة العسكريين السابقين، لمواجهة التحديات الكبيرة لليمين واليمين الصهيوني المتطرف ونتنياهو. لكن نجاح غانتز غير المعادلة والحسابات السياسية والحزبية، بحيث أصبح اليوم من الممكن هزيمة نتنياهو إن لم يكن بالفوز بالانتخابات على حزب الليكود بعدد المقاعد سيكون بإمكان الفوز عليه بعدد المقاعد لكتلة اليسار والوسط الصهيوني.
ونتنياهو سيغير حساباته ويبدأ بالتعامل بأكثر جدية والبحث عن طرق أخرى تقف أمام هذا التغيير وتحاول البقاء على تفوق حزب الليكود على مختلف القوائم.
- أول هذه التحديات الاستطلاعات التي تشير الى تفوق التحالف الجديد والنوعي والخطير، وما يعني ذلك بالحرب النفسية ضد نتنياهو.
"نخب عسكرية كبيرة ولها مكانتها، نخب سياسية، نخب اعلامية، وغيرهم"
- ثاني هذه التحديات التصدعات الواضحة في معسكر اليمين واليمين المتطرف بالرغم من الوحدة الشكلية للبيت اليهودي مع قوة إسرائيل، وهذا سيجعلهم في اللحظات الأخيرة لمحاولة رأب الصدع في لخلق كتله كبيرة لمواجهة الخطر القادم.
"فشل نتنياهو كحلون في مفاوضات توحيد الصفوف".
- ثالث هذه التحديات تذكرنا بانتخابات 92 والتي فاز بها حزب العمل بقيادة يسحق رابين على الليكود منذ سنوات رئيس الوزراء الليكودي الأسبق إسحاق شامير فشل في انتخابات 1992 بعد اتهامه بتخريب من شدة تطرفه بان بالعلاقات الخارجية للدولة عموما وعلى وجه التحديد مع امريكا، وفي الوقت ذاته زخرت وسائل الإعلام بقصص وروايات حول مظاهر الفساد في بيت نتنياهو، ولا سيّما تلاعب زوجته سارة بالأموال العامة المخصصة للمقر الرسمي للعائلة، ناهيك عن إيراد الكثير من الأدلة على تدخلها في شؤون الحكم والقضية المرفوعة ضدها بذات السياق.
- رابع هذه التحديات احتمالية ان تقدم ضد نتنياهو لائحة اتهام على ملف 2000 المتعلقة بالغواصات والتي يمكن ان تقدم قبل الانتخابات القادمة، عدى عن الملفات الاخرى التي لا تقل اهمية وخطورة.
- خامس هذه التحديات التحالف الجديد لغانتز لبيد وانضمام اشكنازي لهم بقائمة حزبية مشتركة باسم "كحول لبان" ابيض ازرق، والتي اكتسحت في الاستطلاعات الاخيرة وتفوقت على نتنياهو والليكود.
- سادس هذه التحديات فوز كتلة اليمين بعدد المقاعد بفارق قليل، وامكانية تشكيل حكومة برئاسة نتنياهو ب 61 مقعد، كما حدث في انتخابات 2009 مع تسيفي ليفني التي فازت في الانتخابات لكن من شكل الحكومة نتنياهو بتحالف قوى اليمين، استقرارها غير مضمون في ظل التناقضات القائمة.
الظروف تعيد نفسها بالرغم من الاختلاف الكبير حيث العلاقة مع الولايات المتحدة الامريكية قوية جدا ومستوى التناغم عالي، ونتنياهو ليس السابق الذي لا يملك التجربة والخبرة، بل اكتسب الخبرة والدهاء والحكمة السياسية، لكنه لم يغير اساليب الخداع والمكر والتضخيم والتضليل عن الدورات الانتخابية الماضية، وهذه المرة قدم نفسه على انه الزعيم الوحيد المتبقي في اسرائيل وهو الذي سيبقى حامي سفينتها لتصل لبر الامان، حتى الاجواء بعد حل الكنيست ديسمبر 12 الماضي كانت توحي انه لا بديل له بين القادة والنخب السياسية.
لكن الهدف يبقى ذاته السابق والجديد اسقاط شامير 92 واسقاط نتنياهو 2019، والسؤال يبقى هل تكرر الهزيمة؟
الوقت قد ازف للتحالفات والاتحادات والقوائم المشتركة وقد سلمت جميع الكتل قوائمها الانتخابية الى لجنة الانتخابات المركزية، بما يشير ان الانسجام بكتلة الوسط وتحالف أكثر مما هو عليه داخل كتلة اليمين الذي كثيرا من قادته لا يثق بنتنياهو المخادع، والعديد من احزابه يرغب في خوض الانتخابات منفردا، ظاهريا لازال نتنياهو والليكود هم من يملكون الحظ الاوفر للفوز واكتساح المقاعد البرلمانية في الكنيست القادمة، جاء التحالف الجديد غانتز لبيد المعني باستبدال الحكم في اسرائيل، هذا التحالف استطاع لمجرد ان ضبط ايقاع ونظام عمله واهدافه "غانتز بقدرته السياسية والقيادية استطاع ان يضع نتنياهو في مازق كبير ويشعره ان الهزيمة قاب قوسين او ادنى وليست ضربا من خيال وبالمستطاع الوصول لذلك.
سوف يسعى نتنياهو للحفاظ على قوة كتلة اليمين الصهيوني كما هي الان في الكنيست الاكثر عددا ولا تخضع للتهديد او الابتزاز من الكتل الاخرى او في أي محطه سياسية وامنية قادمة.
ما يهمنا في هذه اللحظات والتطورات العاصفة التي طرأـت على الساحة السياسية ما بين اليمين واليسار الصهيوني وحالة التحالفات الجديدة لكتلة اليمين المتطرف، وكتلة اليسار والوسط الصهيوني، نتنياهو يدرك انه امام تحدي جاد وخطير قد يخسره كرسي الحكم في اسرائيل، والتغيرات التي حدثت ليس بسيطة وهامشية ومن الصعوبة بمكان تخطيها بهدوء، وحزب الليكود يدرك تمام ان التحالف الجديد ليس لوحده يقف في مواجهة الليكود فالعديد من المراكز والمؤسسات والمراكز الاعلامية تقف الى جانب التحالف الجديد ابيض ازرق.