شمس نيوز/ منى حجازي
ما يقارب الـ 40 يومًا، على إجراء الانتخابات الإسرائيلية، و"التخبط" ظل الطابع الأوضح على سياسات رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، الذي يواجه اتهامات بالفساد، والتراجع في شعبيته، على ضوئها، وفق استطلاعات للرأي، مما يجعله يهرول باحثًا عن خيارات "التفافيه" للتخلص من هاجس "غزّة"، بطرقٍ تزيد رصيده في صناديق الاختراع، ويضمن خسائر أقل، دون التضحية بـ "انجازات" قدمها نتنياهو، كان آخرها تطبيع للعلاقات مع دولٍ عربية كبيرة.
فخيار الحرب بدى يُلوح به "إسرائيليًا"، خاصة بعد توجيهات قائد أركان جيش الاحتلال الجديد آفيف كوخافي، في التجهز تدريجيًا لمواجهة عسكرية شاملة مع غزّة، والانتهاء، أمس الثلاثاء، من مناورة تحاكي حربًا عليها، جاءت بشكلٍ مفاجئ، وشملت القتال في مناطق مأهولة والقتال في الليل وتحريك ناقلات الجنود والدبابات.
قبل أن ينشر موقع "واللا نيوز" العبري، نقلاً عن مصادر سياسية رفيعة، قولها: "إن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، طلب البحث عن مصادر تمويل لتحويل أموال إلى قطاع غزة لدفع رواتب الموظفين، وذلك بدافع الخشية من التصعيد في القطاع والضفة الغربية".
بين الحرب و"الدولار".. إلى ماذا سيتجه نتنياهو قبل الذهاب إلى الانتخابات؟!
الكاتب والمحلل السياسي، هاني حبيب، قال إن ما تشهده الساحة الإسرائيلية، على ضوء الحملة الانتخابية وتراجع شعبية بنيامين نتنياهو، وفق استطلاعات الرأي، جعل الخيارين (الحرب والهدنة) مطروحيّن.
وأضاف حبيب، خلال حوار هاتفي لـ "شمس نيوز"، " أنه من الممكن أن يلجأ نتنياهو إلى التصعيد في غزّة، ومن الممكن أيضًا أن يلجأ لتهدئة يتم تمرير الأموال خلالها، ورفع القيود الاقتصادية لدرء خيار الحرب، وتحميل حركة حماس والفصائل في غزة مسؤولية أي إشعال للحرب مع دولة الاحتلال".
ورجّح الكاتب، خلال حديثه، خيار "إدخال الأموال" مقابل الإقدام على شن حرب عسكرية، مردفًا: "لا اعتقد هناك نوايا إسرائيلية لشن حرب على غزة، خلال هذه الفترة، لأن الحرب ليست مضمونة النتائج ولن تؤدي لإنجاز إسرائيلي محتمل، بالتالي أي حرب ستكون نتيجتها عدم التوصل لانتصار إسرائيلي سيؤدي إلى خسارة نتنياهو وحزب "الليكود" بأكمله في الانتخابات ورحيل نتنياهو من العمل السياسي".
وافقه في ذلك، الكاتب والمختص بالشأن الإسرائيلي، ثابت العمور، مضيفًا: "اعتقد أن الأمور ستتجه نحو الدولار بمعنى التسهيلات أكبر من خيار الحرب"، رغم عدم استبعاده، من قبل المحلل ثابت، خاصة في ظل الحديث عن مناورات عسكرية تحاكي المواجهة مع قطاع غزّة.
وأضاف العمور، خلال حديث خاص لـ "شمس نيوز"، "أن الخيار الثاني (الدولار أو الهدنة) تميل له الظروف الواقعية، فالمؤشرات أقرب إلى التوجه لتحسين ظروف قطاع غزة، وتقديم التسهيلات الاقتصادية كـ "إبر بنج"، أكثر من المواجهة العسكرية.
وعزا ذلك، إلى أن الحرب ستُكبد "إسرائيل" خسائر كبيرة، وترغم الاحتلال على تخفيف الضغوط على جبهات أخرى، فالحرب ستعيد فلسطين إلى الخبر الأول في وسائل الإعلام والاهتمام العالمي والعربي والإسلامي، مما سيؤدي إلى تعطيل مشاريع عربية "تطبيعيه" مهمة مع "إسرائيل"، إلى جانب الحديث عن انجاز صفقة تبادل للأسرى، وأي تصعيد سيلغي الاتفاق، رغم حاجة الطرف الإسرائيلي لإنجازه.
أما زمنيًا، فأوضح الكاتب، بأن عنصر الزمن والتوقيت يشير إلى عدم منطقية شن حرب عسكرية على غزة، مضيفًا: "لم يعد هناك وقت لحرب شاملة، خاصة ونحن لم يبق سوى 40 يومًا للانتخابات، فأي عمليات نوعية ستكون المقاومة قادرة على فعلها، ستعطل المطارات وحركة الحياة، مما سيؤثر على القوائم المقدمة للانتخابات".
وختم بالقول: "من يريد الخروج إلى حرب عليه حساب الظروف والتبعات، ستوضع مناطق غلاف غزة والمستوطنات الإسرائيلية، تحت مرمى الصواريخ الفلسطينية، مما سيشكل حالة ضغط من قبل الجبهة الداخلية لإسرائيل".