قائمة الموقع

خبر "المخراز".. مقتنيات الفقراء والأغنياء بغزة

2014-11-16T08:58:37+02:00

شمس نيوز/ عمر اللوح

تنتشر في قطاع غزة محلات بيع الأجهزة الكهربائية المستعملة المعروفة بـ"المخراز" التي يجلبها التجار من الدول الأوروبية بعد أن تتجاوز مدة استخدامها. وتلقى أجهزة "المخراز" إقبالا كبيراً من قبل المشترين، فضلاً ‏عن جودتها العالية وانخفاض أسعارها، مقارنة مع الأجهزة الحديثة.

المواطن عمر حلس ( 31 عاماً )  لم يكن أمامه خيار آخر بعد أن تلفت ثلاجته القديمة سوى شراء أخرى مستخدمة "مخراز" بسبب عدم قدرته على شراء جديدة. يقول حلس لـ"شمس نيوز": اشتريت ثلاجة مخراز وما زالت عندي منذ ثلاثة سنوات" مشيرًا إلى أن الأجهزة الكهربائية المستخدمة تلبي حاجة المواطن الذي لا يقدر على شراء الأجهزة الجديدة.

وأضاف: بعد ان جربنا الثلاجة أصبح عندي قناعة بأن شراء هذه الأجهزة ليس حكرا على الفقراء فقط؛ بل إن جميع المواطنين يشترونها حتى الأغنياء" مشيرًا إلى أن الأجهزة المستخدمة لا تقل جودة عن الأجهزة الحديثة، فهي تحمل نفس المواصفات والماركات، وكل ما في الأمر أنها مستخدمة لبضعة أشهر فقط.

وتابع: في حال وجود أي عطل بالأجهزة تستطيع أن تجد قطع غيار بديلة وبسعر مناسب، بخلاف الحديثة".

اشتري ما يناسبني

أما منى عجور (21عاماً )، فبينت أنها في أثناء خطوبتها قبل عامين ذهبت مع خطيبها لأحد المحلات واشترت غسالة وثلاجة وفرن غاز مستخدمين، وحتى اليوم لم تتعرض الأجهزة لأي أعطال. وقالت: حال وجود أي عطل يمكن إيجاد قطع الغيار دون تعب أو عناء" مشيرة إلى أن إقبالها على شراء المستخدم ليس نابعا من فقر أو قلة مال، وإنما اشترت الأفضل لها.

وتضيف: كل الأجهزة لم تكلفنا سوى 1200 شيكل، فهي رخيصة مقارنة بالجديدة، ونحن لا نهتم إذا كانت الأجهزة ماركة أم لا، وما يعنيني أن تكون السلع بوضع ممتاز وألا تكون كثيرة الأعطال.

لكن غازي بدران ( 28 عاماً) الذي التقى به مراسل " شمس نيوز" في أحد محلات الأجهزة الحديثة، فلا يستحسن فكرة شراء أجهزة مستخدمة، وخاصة إذا كانت ثلاجة أو غسالة؛ لأنه يريد أن يشتري شيئا للعمر وليس لبضعة أشهر وبعدها تتلف ويبدأ حينها ينتقل بين الأسواق لإحضار قطع غيار لها، وبعد تغيير العديد من القطع يكون مضطرا إلى رميها، بحسب اعتقاده.

وقال بدران لـ"شمس نيوز": البضائع الجديدة سعرها فيها، رغم ارتفاع ثمنها ولكنها تبقى بأحدث المواصفات العالمية وتبقى طوال العمر عندك وبضمانة عامين؛ وبعد الضمانة إذا تعطلت تستطيع شراء قطعة بديلة من نفس صاحب محل بيع الأجهزة".

تلبي الحاجة وبأقل تكلفة

بدوره أوضح عماد السقا، أحد مستوردي الأجهزة المستخدمة المعروفة بــ "بالمخراز" بقطاع غزة أن هذه الأجهزة  يتم إحضارها عن طريق المعابر الإسرائيلية من الدول الأوروبية، ويكون عمرها الافتراضي لا يتجاوز عاما أو عاما ونصف، وهي من أفضل الماركات والمواصفات العالمية ولا تختلف عن الجديدة إلا بشيء بسيط، مشيرًا إلى أنه يوجد إقبال كبير على تلك الأجهزة وعندما يشتريها المواطن لا يلاحظ أنها مستخدمة.

وقال السقا لـ"شمس نيوز": الأمر لا يتعلق بالسعر ولا بحجم الماركة، بل بما يفضل المواطن وليس كما يعتقد بعض الناس أن الذين يقبلون عليها هم الفقراء أصحاب الدخل البسيط، ولكن في الحقيقة أكثرهم من الأغنياء، وأسعارها تناسب الجميع وقطع هذه الأجهزة متوفرة ورخيصة جدا".

الحديثة سعرها معها

ولكن مصطفى الخواجة، تاجر الأجهزة الحديثة، فلم ينكر وجود ضعف على شراء الأجهزة غير المستعملة، مبررا ذلك بالوضع الاقتصادي الذي يعيشه القطاع وسوء الوضع المادي لكثير من المواطنين، مما يدفعهم لشراء الأجهزة المستخدمة.

وأضاف الخواجة متحدثا لـ"شمس نيوز": هذه الأجهزة موجودة منذ عشرات الأعوام، ولم يكن هناك إقبال عليها في السابق، مشيرًا إلى أن جميع الأجهزة المستخدمة لا يوجد عليها ضمانات وإذا وجدت الضمانة فتكون لأشهر معدودة، أما الحديثة فضمانتها تزيد عن خمس سنوات، بحسب تعبيره.

وبيّن بالقول: يمكن أن تكون الأجهزة المستخدمة تحمل مواصفات وجودة عالية كالجديدة، ولكنها  تكون مهترئة وبعد أسابيع قليلة يضطر صاحبها لتصليحها، وكل فترة يحتاج قطع غيار لها فيدفع ثمن جديدة".

واستدرك الخواجة بالقول: في نهاية الأمر، الخيار الأول والأخير للمواطن، فهو من يريد أن يشتري وله الحرية في الاختيار حسب إمكاناته المالية وحاجته".

تنعش الاقتصاد

بدوره، أكد الخبير الاقتصادي د. معين محمد رجب، بأن جميع الأجهزة الكهربائية بكافة أنواعها المعروفة بـــ "المخراز" منتشرة بكثافة في أسواق قطاع غزة.

وقال د.رجب لـ"شمس نيوز": هذه الأنواع من الأجهزة كالثلاجات والغسالات والأفران التي لا يمكن لأي مواطن أن يعيش بدونها، هي من المقومات الأساسية للحياة".

وأردف بالقول: تعتبر هذه الأجهزة من أفضل الماركات العالمية ولا تمكث عند الدول المستخدمة لها سوى بضعة أشهر، لأن الأوربيين معتادون كل فترة على تغيير أجهزة المنزل،  فيشتري التجار الفلسطينيون الأجهزة المستخدمة، ويتم إحضارها عبر إسرائيل وبيعها في القطاع،مما يؤدي إلى إنعاش الأسواق.

وتابع الخبير الاقتصادي: ليس بالضرورة أن تكون الفئة التي تقبل على شراء المخراز من الفقراء – كما يعتقد البعض –، بل إن الكثير من الأغنياء يشترونها" مبينا أن الاتجار بهذه السلع يؤدي لزيادة الأيدي العاملة، بما يقلل من نسبة البطالة ويخفف القيمة الشرائية للمواطن ويحقق عائدا اقتصاديا كبيرا للدولة.

 

اخبار ذات صلة