شمس نيوز/ ملاك بريكة
يجسد الفلسطينيون في كل بقاع الأرض وأينما حلو، صورة وطنية واضحة لتمسكهم بأرضهم وحقهم بالعودة إليها، إذ لا يفوتون الفرصة لتوجيه رسائل للعالم تحمل في طياتها جُل معاني الصمود والتحدي والإصرار على أن فلسطين حق خالص لهم وانهم لن يتنازلوا عنها.
وفي الذكرى الـ43 ليوم الأرض، وضع الفلسطينيون المهجرون بالدول الأجنبية والشتات، بصماتهم في إحياء هذه المناسبة التي تعتبر من أهم المناسبات لدى الشعب الفلسطيني، فعُزف النشيد الوطني حيث تواجد الفلسطيني بكل مكان.
ففي العاصمة الألمانية برلين، أحيت لجنة العمل الوطني الفلسطيني بالتعاون مع سفارة فلسطين ذكرى يوم الأرض الـ43، في فعالية حاشدة، حضرها ممثلو فصائل وأبناء الجالية الفلسطينية، والجاليات العربية المختلفة.
وافتتحت الفعالية بالوقوف دقيقة صمت على أروح شهداء يوم الأرض وشهداء فلسطين جميعًا، تلاها النشيد الوطني الفلسطيني، ومن ثم عرض فيلم وثائقي تطرق لأحداث يوم الأرض في العام 1976.
وتخللت الفعالية كلمة لكل من سفيرة فلسطين لدى ألمانيا خلود دعيبس، تطرقت فيها إلى آخر المستجدات على الساحة الفلسطينية، وطالبت بعقد لقاءات مستمرة مع القوى الوطنية الفلسطينية في ألمانيا، من أجل وضع خطة استراتيجية لمواجهة الهجمة الممنهجة والشرسة التي يمارسها اللوبي الصهيوني في أوروبا بشكل عام، وألمانيا بشكل خاص، ضد المؤسسات وحركات التضامن الداعمة لفلسطين.
كما ألقى إبراهيم إبراهيم كلمة باسم لجنة العمل الوطني الفلسطيني، حيا فيها صمود الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال وخاصة سجن النقب، مؤكدًا على طرح السفيرة دعيبس بأهمية توحيد الجهود الداعمة للشعب الفلسطيني.
واختتمت الفعالية فقراتها بمجموعة أشعار القاها الشاعر الفلسطيني هشام عبد الهادي من تأليفه، مجّد خلالها تضحيات الشهداء والأسرى، مؤكدًا على ضرورة التمسك بحق العودة، وصمود الشعب الفلسطيني ضد المؤامرات.
وفي لاهاي، نظمت سفارة دولة فلسطين لدى مملكة هولندا بالتعاون مع اللجنة الاكاديمية لجامعة لايدن، محاضرة في مقر الجامعة بمدينة لاهاي، ألقاها مساعد وزير الخارجية لشؤون العلاقات متعددة الطراف السفير عمار حجازي، إحياءً للذكرى الـ 43 ليوم الأرض الخالد.
وتناول السفير حجازي في محاضرته، عددًا من القضايا الهامة، مستهلًا إياها بالتذكير بيوم الأرض، وما يمثله بالنسبة للشعب الفلسطيني، وأبرزها اعتبار انتخاب دولة فلسطين في يناير 2019 لترأس مجموعة الـ 77 +الصين بأنه تجسيدًا وترسيخًا للشخصية القانونية الدولية لفلسطين من قبل 134 دولة أي ما يشكل 80% من دول العالم.
وأكد على، أن أهمية رئاسة المجموعة في الفترة الحالية، تكمن في طبيعة الظروف الدقيقة التي تمر بها القضية الفلسطينية والناتجة عن انحياز إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لـ"إسرائيل"، وما تضمنه ذلك من قرارات للإدارة الأمريكية تمثل انتهاكات جسيمة للقانون الدولي، خاصة قرار الاعتراف بالقدس كعاصمة للاحتلال، ونقل السفارة إليها.
وعلى طريقتهم الخاصة أحيت لجان التضامن الجنوب أفريقية يوم الأرض، بمقر متحف سجن النساء بمدينة جوهانسبرغ، أحد الشواهد الشهيرة على الدور النضالي العريق للمرأة الجنوب أفريقية.
وقام المشاركون بزراعة مجموعة من أشجار الزيتون في الحديقة الرمزية للنكبة الفلسطينية، والقيت عدة كلمات تضامنية من قبل ممثلي عدة لجان من بينها: التحالف من اجل فلسطين حرة، وكايروس جنوب افريقيا، ومنظمة اليهود الجنوب أفريقيين من اجل فلسطين حرة، بحضور حشد تضامني من مختلف اطياف المجتمع.
وأكد المتحدثون في كلماتهم، وقوف جنوب افريقيا رسميا وشعبيا مع نضال الشعب الفلسطيني العادل وحقه في الحرية والعودة والاستقلال.
وأطلع الناشط الفلسطيني، منسق تجمع المدافعون عن حقوق الانسان، بديع الدويك، المشاركين بشكل موسع على كافة السياسات العنصرية الاسرائيلية الاستيطانية وجرائمها تجاه المدنيين العزل وخرقها الدائم للقانون الدولي وخاصة القانون الدولي الإنساني.
وفي لبنان، أحيا أبناء شعبنا في مخيمات الشتات الفلسطينية يوم الأرض الخالد، من خلال مسيرات ووقفات تضامنية مع أبناء شعبنا في الوطن.
ففي مخيم نهر البارد شمال لبنان، نظمت الفصائل الفلسطينية واللجنة الشعبية فعالية وطنية أمام ساحة الشهيد الرمز ياسر عرفات بمشاركة ممثّلي الفصائل وحشد من أبناء المخيم.
ونظّمت حركة "فتح" في مخيم برج البراجنة مسيرة كشفية للأطفال، شارك فيها أبناء المخيم وسط هتافات الأطفال المنددة بالاحتلال والتمسك بالأرض والهوية.
وفي مخيم الرشيدية جنوب لبنان نظم المكتب الحركي للمرأة، في قاعة الشهيد فيصل الحسيني، مهرجانا سياسيا في ذكرى معركة الكرامة ويوم الارض وتكريما للشهيدة دلال المغربي.
هذا وأحييت السفارات الفلسطينية والجمعيات الداعمة للقضية الفلسطينية في العديد من الدول الغربية الاجنبية والاوربية والعربية الشقيقة حيث اقامت المهرجانات احتفالا بذكرى الأرض الخالد, منها ايطاليا, بروكسل, هولندا, الدنمارك, ماليزيا, النرويج, اليونان ومثله بالدول العربية كمصر وتونس والبحرين ولبنان والعديد من الدول.
والتي تخللتها عروض للتذكير بيوم الارض والحق الفلسطيني به وكلمات من رؤساء السفراء أكدت على تمسك الشعب الفلسطيني بحقوقه العادلة ودعمه للشعب الفلسطيني في الداخل، وشكرهم للدول الحاضنة والداعمة للقضايا العربية والقصية الفلسطينية على وجه الخصوص.
ويقدر عد الفلسطينيون في الخارج تجاوز حوالي 6 مليون نسمة يعيشون تحت مسمى فلسطينيو الشتات نتيجة التهجير القسري منذ العالم 1947.