بقلم: باسم برهوم
نتيجة الانتخابات الإسرائيلية قد تكون محسومة سلفاً، أو أن العالم على ما يبدو حسمها قبل أن تبدأ. فكل ما حدث قبل الانتخابات أظهر أن ترامب ليس هو المعني الوحيد ببقاء نتنياهو قويا في الحكم في اسرائيل، بل هناك اطراف دولية وحتى أطراف اقليمية وحماس معنية هي الاخرى بنتنياهو.
السبب وراء ذلك هو أن هؤلاء يريدون قيادة في اسرائيل قادرة على المضي قدما فيما يسمى بصفقة القرن وتمريرها بكل عناصرها الإقليمية. فالصفقة وإن تم تسويقها بأنها تهدف الى ايجاد حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، إلا أن واضعيها يدركون أنها لن تمرر إلا في اطار اقليمي وضمن حلول اقليمية اخرى وبموافقة مجموعة مؤثرة من الأقطاب الدولية والاقليمية، وبما أن الفكرة كذلك فإنه ليس هناك أفضل من نتنياهو لتمريرها، خصوصا أنه شارك بوضعها، وقد قام حتى الآن بتمرير فصول مهمة منها، وان الفصول المتبقية هو المؤهل اكثر من غزه في اسرائيل لإنهائها.
وعندما نأخذ ما تسرب من عناصر صفقة القرن نعرف الى أي اتجاه المنطقة ذاهبة، ونعرف لماذا نتنياهو المهم للمرحلة القادمة، عناصر الصفقة على الصعيد الحمساوي "دولية فلسطينية" في قطاع غزة، مضاف إليها المناطق ذات الكثافة السكانية بالضفة وظيفيا، دولة بدون القدس والاغوار ومعظم مناطق "ج" في الضفة ومع بقاء معظم المستوطنات، ولكي تكون الدويلة قابلة للحياة والاستمرار فإن اسرائيل ومعها ترامب سيسعيان الى توسيع قطاع غزة باتجاه مناطق من سيناء، شمالا وشرقا.
وإقليميا الهدف هو دمج إسرائيل في المنطقة، وهنا نشير ان نتنياهو يحاول تحقيق تقدم في هذا المجال والتطبيع مع بعض الدول العربية.
من جانب حماس التي تسيطر على قطاع غزة تعتقد واهمة أنها من الرابحين في صفقة القرن، لذلك ترى من مصلحتها عودة نتنياهو، وترجمة ذلك بأنها التزمت بشروط التهدئة عشية الانتخابات. وهي، اي حماس وعبر حلفائها الاقليميين تنخرط شيئا فشيئا بصفقة القرن تحت وهم أنها هي من سيحكم الدولة المسخ.
لقد تلقى نتنياهو كل الهدايا الانتخابية التي يحتاجها للفوز، تلقى من ترامب بما يتعلق بالجولان، وتلقى رفاة الجندي الاسرائيلي الذي قتل خلال حرب لبنان عام 1982.
"صفقة القرن" من الممكن أن تؤجل أو تتعثر اذا ما فاز اي طرف غير نتنياهو، فأي ائتلاف حكومي غير يميني متطرف في اسرائيل لن يكون باستطاعته التعامل مع الصفقة الاقليمية تماما كما تريد ادارة ترامب ، واي رئيس حكومة غير نتنياهو لن يستطيع هو الآخر تمرير الصفقة داخليا وخارجيا او انه على الاقل سيحتاج الى وقت أطول للانخراط بها.
عن صحيفة الحياة الجديدة
جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز"