شمس نيوز/ القدس المحتلة
يدخل أكثر من 400 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال الإسرائيلي يومهم الثالث في "معركة الكرامة2"، والذي شرعت به الهيئات القيادية للتنظيمات، والتحق بهم خلال الساعات الماضية العشرات من الأسرى في عدة معتقلات تركزت في معتقلات "النقب، وريمون، ونفحة، و"ايشل"، و"عوفر"، و"جلبوع"، و"مجدو".
وفاء يوسف، زوجة الأسير عاهد أبو غلمي، قالت إن "الإضراب الحالي يهدف إلى إعادة الوضع داخل السجون إلى ما كان عليه قبل 2014، فقد وصل إلى ذروته إثر تركيب أجهزة تشويش داخل بعض الأقسام في السجون»، مضيفة أنه «عُقدت أكثر من جلسة حوار مع مصلحة السجن، لكن الأخيرة رفضت إزالتها، فيما اتُّفق على تأجيل تركيب الأجهزة في بقية الأقسام إلى يونيو (حزيران) المقبل".
وقالت يوسف، لصحيفة "الأخبار" اللبنانية، إن "النقاط التي أفشلت الاتفاق تمثلت بشروط معيّنة حاولت فرضها إدارة السجن على طريقة الاتصال من الهواتف العمومية، وفي النهاية تنصلت من الاتفاق كله".
أبو غلمى، أحد المتهمين من قبل "إسرائيل" باغتيال وزير السياحة الإسرائيلي، رحبعام زئيفي، وهو أحد قادة "الجبهة الشعبية"، وتتهمه "إسرائيل" بالمسؤولية عن التخطيط لهذه العملية.
وفي عام 2014، خُطف ثلاثة مستوطنين إسرائيليين في مدينة الخليل، جنوبي الضفة المحتلة، قبل أن يُقتلوا وتجد الشرطة الإسرائيلية جثثهم بعد 18 يوماً من اختفائهم، داخل مغارة قرب بلدة حلحول.
كان هدف العملية التأثير في القيادة الإسرائيلية من أجل الاستجابة لمطلب 300 أسير أضربوا لأكثر من 50 يومًا عن الطعام احتجاجاً على اعتقالهم الإداري، إضافة إلى عشرات آخرين يرفض العدو الإفراج عنهم منذ عشرات السنين. ردّ الأخير بشنّ عدوان على قطاع غزة، وبسلب الأسرى عددًا من الحقوق التي ناضلوا من أجلها طويلاً واستطاعوا نيلها بعدما خاضوا الإضرابات والمعارك ضدّ "مصلحة السجون".
ورداً على سؤال بشأن التخوّف من أن يفشل الإضراب كما حدث في 2017، قالت يوسف إن "قرار الإضراب في الوقت الحالي هو نتيجة المضايقات والهجمة الشرسة من المستوى السياسي الصهيوني على الأسرى داخل السجون، وقد قرر هؤلاء أن المعركة الحالية هي أن نكون أو لا نكون... توجد تخوفات تتمثل في احتمال عدم مشاركة الجميع، أو أن تكون هناك تدخلات خارجية كالمستوى السياسي في السلطة الفلسطينية التي قد تحاول التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل على حساب مصلحة الأسرى".
واستعرض نادي الأسير أبرز مطالب الأسرى في (إضراب الكرامة2) وهي: إزالة أجهزة التشويش وتركيب هواتف عمومية في أقسام الأسرى، وإلغاء منع الزيارة المفروض على مئات من الأسرى، ورفع العقوبات الجماعية التي فرضتها إدارة المعتقلات على الأسرى منذ عام 2014، إضافة إلى العقوبات التي فرضتها في الآونة الأخيرة وتحديداً بعد عمليات القمع التي نُفذت بحق الأسرى في معتقلي "النقب الصحراوي، وعوفر".
بالإضافة إلى توفير الشروط الإنسانية في ما يسمى (بالمعبار) (وهو محطة يمر بها الأسرى عند نقلهم من معتقل لآخر قد ينتظر فيه الأسير لأيام قبل نقله للمعتقل)، ونقل الأسيرات لقسم آخر تتوفر فيه ظروف إنسانية أفضل، وتحسين ظروف احتجاز الأسرى الأطفال، ووقف سياسة الإهمال الطبي وتقديم العلاج اللازم للمرضى، وكذلك للمصابين من الأسرى بعد الاعتداءات، وإنهاء سياسة العزل.
ويعد هذا الإضراب استمرارًا لمعارك نضالية خاضها الأسرى منذ نشأة الحركة الوطنية الأسيرة وكان أبرزها إضرابات نُفذت في معتقل "عسقلان" خلال أعوام السبعينيات وأستشهد فيها الأسير عبد القادر أبو الفحم، وإضراب معتقل "نفحة" عام 1980 وفيه ارتقى الأسيرين (راسم حلاوة، وعلي الجعفري) شهداء، والتحق بهم الأسير (اسحق مراغة) بعد سنوات نتيجة تعرضه للتغذية القسرّية.
ووفق النادي ففي عام 1992 نفّذ الأسرى إضراب "بركان أيلول" وفيه شاركت الحركة الأسيرة بكافة أطيافها، واُستشهد خلاله الأسير (حسين عبيدات)، ولاحقاً نُفذت العشرات من الإضرابات. وبعد عام 2000 خاض الأسرى عدة إضرابات وذلك في أعوام 2001، و2004، و2012، و2014، و2017 وهو الإضراب الذي سبق الإضراب الحالي واستمر لمدة (42) يوماً.
يُشار إلى أن أعداد الأسرى في معتقلات الاحتلال يبلغ نحو (5700) منهم (46) أسيرة، و(250) طفلاً، موزعين على (23) سجن ومعتقل.