شمس نيوز/ موسكو
خرجت روسيا عن صمتها، بعد الأنباء التي تداولتها وسائل إعلام عبرية مؤخرًا، حول احتفاظ السلطات الروسية برفات عميل الموساد "الإسرائيلي" إيلي كوهين، ونيتها نقله إلى "تل أبيب" بعد العثور على جثته في سورية.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان صدر عنها: "نفند بشدة مزاعم عدد من وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن ممثلين عن روسيا زعموا نقل رفات عميل الموساد إيلي كوهين، الذي أُعدم في دمشق عام 1965، من سورية".
وتابعت الخارجية في بيانها: "الدوافع وراء نشر مثل هذه المعلومات الخاطئة غير مفهومة ولا نعرف هوية الشخص الذي طالب بنشر هذه الأنباء وبادر إلى ذلك".
أضافت: "ندعو الشركاء الإسرائيليين، بمن فيهم الصحفيون، إلى توخي الحذر الشديد والمهنية والصدق في معالجة مثل هذه القضايا الحساسة، المسؤولية عن العواقب السلبية المحتملة لهذا الاستفزاز تقع على عاتق منظميها ومنفذيها".
وفي وقت سابق، بداية الأسبوع الجاري، ذكرت صحيفة "جيروساليم بوست"، نقلا عن مصادر سورية لم تسمها، أن "رفات الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين في الطريق من سورية إلى إسرائيل".
وتداولت وسائل الإعلام الإسرائيلية النبأ مدعية أنه "بعد تدخل الوفد الروسي الذي زار دمشق مؤخرا، غادرها وهو يحمل تابوتا يضم رفات الجاسوس، الذي أُعدم بتهمة التجسس لصالح تل أبيب".
تجدر الإشارة إلى، أن كوهين ولد في مصر، وطرد من هناك عام 1957، فهاجر إلى "إسرائيل". وفي العام 1959 تم تجنيده للوحدة 188 في دائرة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي، والتي كانت تعمل على تجنيد عملاء وجمع معلومات ومهمات خاصة في دول تعتبرها إسرائيل معادية لها.
وفي العام 1961 أرسل إلى الأرجنتين لتوفير غطاء له بمزاعم أنه أرجنتيني من أصل سوري باسم كمال أمين ثابت.
وفي نهاية العام نفسه أرسل إلى أوروبا كممثل لشركة بلجيكية ليتم إرساله إلى سورية.
وفي يناير من العام 1962، وصل كوهين للمرة الأولى إلى سورية، وسكن في دمشق. وأنشأ علاقات وثيقة مع كبار المسؤولين في النظام السوري في تلك الفترة، وتمكن من الحصول على معلومات استخبارية خاصة حول الجيش السوري ونشاطه، وعن هضبة الجولان، وعملية اتخاذ القرار من قبل النظام. وفي العام 1963 نقلت الوحدة التي كان يعمل فيها من الاستخبارات العسكرية إلى الموساد للاستخبارات والمهمات الخاصة.
وفي يناير من العام 1965 اقتحمت قوات الأمن السورية شقة كوهين في دمشق، وتم اعتقاله بينما كان يبث معلومات استخبارية لمشغليه في إسرائيل.
وبعد شهرين قدم للمحاكمة، وصدر الحكم بإعدامه شنقا، ونفذ الحكم في الثامن عشر من مايو من العام 1965.
وعرضت قضية استعادة رفاته في جولات المفاوضات في التسعينيات من القرن الماضي، وكذلك خلال المفاوضات بين إسرائيل وسورية في فترة ولاية إيهود أولمرت في رئاسة الحكومة في السنوات 2007 حتى العام 2008.