كشفت القناة العبرية العاشرة النقاب عن قيام ما يسمى بقائد قوات جيش الاحتلال بالضفة "نيتسان ألون" بزيارة لأجهزة أمن السلطة خلال الأسبوع الماضي وذلك بهدف الوقوف على مستوى تنسيقها مع جيشه. ونقلت القناة عن نيتسان قوله: "إنه أعجب بمستوى التنسيق القائم بين أجهزة امن السلطة ونظيرتها الإسرائيلية وعاد من اللقاء بشعور مريح بعد إصدار الرئيس الفلسطيني تعليماته لأجهزته بالاستمرار الوثيق في التنسيق".
إسرائيل تتفاخر بعلاقاتها الأمنية مع السلطة الفلسطينية, وتخرج علينا وهى تخرج لسانها لتقول ( على عينك يا تاجر), المشكلة أن السلطة لا تعلق على مثل هذه الأخبار, لأنها تعتقد أنها غير مسؤولة عما تفعل, ونحن المسؤولون, حتى ردة فعل الفصائل الفلسطينية المقاومة على مثل هكذا خطوات أصبحت غير مقبولة, وكأنها استسلمت للأمر الواقع, إن ما يحدث من تنسيق امني بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الصهيوني, هو عمالة رسمية, اكتسبت مؤخرا صفة العمالة الوطنية على لسان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس, الذي صرح في مؤتمر جدة أن التنسيق الأمني ضرورة وطنية للحفاظ على السلطة, هل أصبحتم تتعاملون مع هذا الأمر على انه أمر واقع؟ يا سادة إن ما يخرج إلينا من تحت أيدي الرقيب العسكري الصهيوني هو أقل القليل مما حدث فعليا على الأرض, فلو كشف اللثام عما يحدث في الخفاء بين أجهزة امن السلطة, وأمن الاحتلال للطمنا الخدود, وبكينا على فلسطين حتى يجف بئر الدموع في داخلنا.
يا سادة إن ما يحدث من تنسيق امني في الضفة الغربية هو الذي يمنع المقاومة المسلحة هناك من تنفيذ عمليات عسكرية ضد الاحتلال الصهيوني وقطعان مستوطنيه, وهو الذي يمنع اندلاع انتفاضة ثالثة لنصرة القدس والمسجد الأقصى, وهو الذي منع الهبة الجماهيرية نصرة لغزة التي كانت تتعرض لعدوان دموي شرس على يد الجيش النازي الصهيوني, والغريب أنكم تطالبون الضفة بالحراك, وإشعال فتيل الانتفاضة, كيف سيحدث هذا والجلسات اليومية بين أجهزة امن السلطة والاحتلال تخطط وتتآمر على شعبنا في الضفة, ويتم اعتقال الشبان الفلسطينيين في سجون الاحتلال وسجون السلطة, ويتم تصفية المقاومين بالتنسيق بينهما؟ إن التنسيق الأمني جريمة لا يجب الصمت عليها أبدا.
لما قالوا لفرعون ايش فرعنك قال ما لقيت حد يقولي لأ, وطالما أن هناك صمتاً على جريمة التنسيق الأمني من الفصائل الفلسطينية التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية تحديدا, وعدم محاسبة المسؤولين الأمنيين على جريمتهم, فإن التنسيق الأمني الذي وصل إلى 100% حسب رئيس السلطة محمود عباس, والذي أسعد جدا جدا جدا قائد قوات جيش الاحتلال بالضفة نيتسان الون, سيحول هذه الأجهزة الفلسطينية من أجهزة وطنية من المفترض أن تدافع عن شعبها وقضاياه وأمنه واستقلاله, إلى أجهزة عميلة تعمل لصالح إسرائيل ووفق أجندتها, أين دوركم في محاسبة هؤلاء وتقديمهم إلى العدالة؟ أم أننا نهذي ونغرد خارج السرب ولا ندري شيئا وتحكمنا العواطف كما يقول بعضكم؟ هل ترتهنون لأموال السلطة ولا تستطيعون أن تستجوبوا أحدا من هؤلاء؟ ماذا أنتم فاعلون أمام شعبكم عندما تسألون عن صمتكم على جريمة التنسيق الأمني؟على الأقل أصدروا بيانا مشتركا تستنكرون فيه هذا الفعل الشنيع, وافضحوا تلك الأسماء "اللعينة" التي تجلس مع الصهاينة لتنسق معهم على وأد الانتفاضة, وتصفية المجاهدين, واعتقال الشرفاء, على الأقل افعلوا كما فعل الأسير القائد مروان البرغوثي في رسائله المهربة من داخل السجن, والتي يحث فيها على المقاومة ووقف كل أشكال التفاوض والتنسيق مع الاحتلال, وتفجير انتفاضة عارمة في وجهه, إن التاريخ لا يرحم, والمرحلة تحتاج إلى فرسان حقيقيين في الميدان الفلسطيني, فهل ستبقون في الميدان, أم ستخرجون منه .... ؟!