غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

مناورات الاحتلال تحيل مراعي الأغوار الشمالية إلى أرض محروقة

الأغوار

شمس نيوز/ وكالات

على قمة تلة صغيرة، بجانب الطريق الواصل بين طوباس والأغوار الشمالية، في منطقة "البرج"، يقف شاب في العشرينيات أمام قطيع أغنام لوالده في المكان المطل على مساحات واسعة من المراعي في المنطقة.

كان ذلك الشاب، الذي رفض التعريف باسمه، يبحث عن مكان مناسب لرعي عشرات رؤوس الأغنام الخاصة بوالده، رغم اتساع المنطقة.

والسبب في ذلك أن تدريبات أجراها الاحتلال يوم الاثنين، في الأراضي المفتوحة في منطقتي "البرج" و"أم القبا" بالأغوار الشمالية، أدت لاشتعال النيران في الأعشاب.

وقال الناشط الحقوقي عارف دراغمة إن النيران القوية التهمت عشرات الدونمات.

وكانت المنطقة الممتدة إلى الجنوب الشرقي من الطريق الواصل بين طوباس والأغوار الشمالية، حتى مساء أمس، ملونة باللون الأصفر بفعل القش المتراكم، لكنها باتت سوداء بفعل النيران.

وفي محاولته وصف المشهد والتهام النيران الأراضي التي أمامه، أخذ دراغمة يباعد يديه عن بعضها في حركة دائرية، وقال، إن "ما يجري في هذه المنطقة هي نتيجة سياسة تحالف بين مؤسسات الاحتلال الإسرائيلي لمحاربة الفلسطينيين بلقمة عيشهم، في المراعي، والسيطرة عليها وطردهم منها".

وعرف سكان المنطقة باحتراف رعي الماشية، والاعتماد عليها بشكل أساسي في العيش، مستفيدين من بيع حليبها ومشتقاته، أو بيع المواشي ذاتها.

وبالعودة إلى الراعي الشاب، فإنه بات يبحث عن مكان آخر للرعي، بعدما كان يظن أن هذا الموسم سيغنيه عن شراء الأعلاف.

لكن البقعة الجغرافية التي طالتها النيران كانت فارغة من الرعاة. غير أن الراعي أكد أنها تكون مليئة بالأغنام في الأيام التي لا يوجد فيها تدريبات.

وقال دراغمة: "كانت الحرائق على مرتين، واحدة عند الظهيرة والأخرى قبل المغرب".

وبالنسبة لعدد من الرعاة في المنطقة فإن احتراق القش بسبب النيران، هو خسارة كبيرة لهم بعد أن تأملوا كل الخير في هذا الموسم بكثافته في الجبال والمراعي، فعلى مدار أعوام، كان القش اليابس بمثابة طعام مجاني لآلاف رؤوس الماشية في الأغوار.

وأضاف دراغمة أن "المناطق الرعوية أفضل للفلسطينيين من تلك المزروعة بالمحاصيل البعلية، لا مقارنة في المساحة".

وحتى الأراضي المزروعة بالمحاصيل البعلية، فقد دمر الاحتلال منها هذا العام عشرات الدونمات، عندما جلب عشرات الدبابات، ووضعها فيها، وكان في وقت سابق من هذه السنة، أقام في بعضها قرى استخدمها في تدريباته العسكرية المتكررة.

يقول الشاب الذي كان يتقدم قطيع الأغنام: "الاحتلال يدمر المراعي في الشتاء، وفي الصيف".

وخلال يومين بث دراغمة على صفحته بمواقع التواصل الاجتماعي، صورا ومقاطع فيديو عن تلك النيران، وأظهرت المقاطع أيضا طواقم الدفاع المدني وهي تتعامل مع تلك الحرائق.
لكن خلال عمليات إخماد الحرائق انفجرت بعض القذائف من مخلفات الاحتلال.

وقال دراغمة: "في العشر سنوات الماضية استشهد 5 مواطنين وأصيب أكثر من 25 شخصا، كما نفقت عشرات رؤوس الماشية، بسبب مخلفات التدريبات العسكرية".

وأضاف أن "هذه المراعي هي ملاذ الفلسطينيين في هذه المناطق، وعندما يجوبون بمواشيهم تلك المراعي فهم لا يدركون أين تكون مخلفات الاحتلال".

واليوم أخطر الاحتلال بطرد عدد من العائلات الفلسطينية في منطقة "حمصة الفوقا"، وهي منطقة سهلية واسعة من سهل "البقيعة" مكسوة بلون القمح الذهبي بحجة التدريبات. 

المصدر: وكالة وفا الرسمية