بقلم/ د. هاني العقاد
ترامب يلعب بالنار ولا يفهم انها قد تحرق مؤخرته او لا يريد ان يفهم ان مياه الخليج إذا ما اشتعلت ستحرق المنطقة تؤدي لمردودات خطيرة في الاقليم وقد تجر الى حرب بعيدة المدي تصل الى اسرائيل حليفتها الكبيرة، وتأتي بأنف كل من امريكا واسرائيل الى الرماد، الشر الامريكي يصور لترامب ان إيران تريد احتلال المنطقة العربية واسرائيل وانشاء قوة عسكرية نووية كبيرة بالمنطقة وبذلك لا تهدد الامن والاستقرار بالمنطقة العربية بل تتعدي على خطط الولايات المتحدة الامريكية لتقسيم المنطقة والاستيلاء على الثروات.
ترامب انسحب من الاتفاق النووي الايراني برعاية 5+1 ليحقق لإسرائيل طموحها في اسقاط اي امكانية للتفاهم بين إيران والولايات المتحدة الامريكية حول هذا الملف ولعل هذا الاتفاق كان بالدرجة الاولي لنزع فتيل مواجهة غربية مع إيران تقودها امريكا لكن يبدو ان ترامب لا يريد هذا.
لم تكتفي ادارة ترامب بذلك بل فرضت عقوبات على إيران شملت التعدين وصناعة الصلب وتصدير النفط واوصلت مستوي التصدير الى الصفر بل وفرضت عقوبات على اي دولة من الدول التي تستورد النفط الايراني.
منذ ان اعتلي ترامب سدة الحكم في البيت الابيض ونتنياهو يعلب لعبة التحريض في الاذن الامريكية ونجح في ذلك واستطاع ان يقنع ترامب بالانسحاب من الاتفاق وهو الان يكرس سياساته والعلاقات بينه وبين ترامب لتأجيج الاجواء بالمنطقة وتصوير ان ايران هي العدو الوحيد في المنطقة الذي يهدد امن واستقرار المنطقة العربية وهي السبب وراء التوتر بالإقليم وتتدخل تدخل سافر في منطقة الخليج العربي بمحاولتها السيطرة على كافة الممرات والمضايق البحرية في محاولة ايرانية لفرض قوتها بالمنطقة والتحكم في حركة التجارة العالمية من والي دول البحر المتوسط والخليج واروبا واسيا كما ان ايران تخطط لإبادة اسرائيل ومحوها عن الخارطة . لعل منحني التوتر في المنطقة يرتفع بسرعة وقد يصل حد المواجهة العسكرية بين امريكا وإيران ويشعل مياه الخليج العربي التي عادة ما كانت تشتعل بسبب السيطرة على الممرات البحرية لأهميتها الاستراتيجية والثروات الهائلة التي تكتنزها اراض دول المنطقة.
هنا بدا التحرك الامريكي منذ فترة وشرعت الولايات المتحدة الامريكية في ارسال اسطولها الحربي الي الخليج بل وذودت الدول العربية بكثير من تقنيات السلاح الامريكي والاسرائيلي بالغة التفوق باعتبار انهم حلفاء امريكا ضد الشر الايراني، وكثفت الولايات المتحدة قواتها في كافة مناطق الصراع الاستراتيجي بسوريا والعراق والقواعد الامريكية المنتشرة في دول الخليج العربي ووضعت قواتها على اهبة الاستعداد.
مايك بومبيو وزير الخارجية الامريكي افاد مؤخرا ان واشنطن ترصد انشطة خطيرة لإيران بمياه الخليج وهي بمثابة تصعيد جديد وخطير وحذر إيران من ان اي هجوم على المصالح الامريكية او حلفائها سيقابل برد قاس جداً من قبل الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها، واشنطن تقول ان لديها معلومات استخبارية مهمة بنية إيران شن هجمات على السفن الامريكية التي تمر بباب المندب كما وان إيران قد تشن هجوما عسكريا بالطائرات على دول الخليج ومناطق استراتيجية في المنطقة. الولايات المتحدة بعد هذا التحذير ارسلت حاملات طائرات وقاذفات عملاقة الى الشرق الأوسط ونصبت منصات صواريخ الباتريوت فيما يمثل إعادة تمركز للعتاد الامريكي رداً على مؤشرات بتهديد جاد من القوات الايرانية، المدمرة الأمريكية " ابراهام لنكولين وصلت الى الخليج العربي بهدف ردع إيران في مياه الخليج ليس هذا فقط بل ارسلت واشنطن أربع قاذفات عملاقة من طراز بي 52 في اشارة باستعداد واشنطن ليس لردع إيران فقط بل الرد على اي هجوم متوقع.
وفي هذا الإطار قال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة جوزيف دانفورد إن قرار إرسال حاملة الطائرات الأميركية "أبراهام لينكولن" إلى الخليج العربي جاء "لردع التهديد الإيراني في المنطقة".
ترامب في اخر لقاء اعلامي له حول امكانية نشوب قتال في منطقة الخليج قال "انه لا يستبعد مواجهة عسكرية قد تحدث في اي وقت وكان قد اجاب أحد الصحافيين حول امكانية وجود خطر ايراني قد يؤدي لمواجهة قال "دائمًا يمكننا الحديث عن ذلك، دائمًا".
و في تقديري ان امريكا بدأت بالفعل تجهز لمواجهة في الخليج العربي وبدأت تعتبر ان المواجهة واقعة لا محالة لتحقق بعض الاهداف الاستراتيجية من وراء توجيه ضربة لإيران اولها الحد من تأثير قوة ايران بالخليج واعادته الى قوته التقليدية التي تحمي حدودها فقط كما وتهدف لضرب اي طموح ايراني في فرض نفوذ ايراني على ممرات الخليج وتخفيض الوجود الايراني في سوريا والعراق الي الحد الذي لا يؤثر على اي مصالح أمريكية، كما ان الولايات المتحدة اذا ما اقدمت على مهاجمة ايران فإنها بالدرجة الاولي سوف تستهدف خرم شهر وكافة مناطق تخصيب اليورانيوم والمواقع الاستراتيجية في ايران لإعاقة انتاج اسلحة دمار شامل تهدد السلم والامن والاستقرار بالإقليم .
اما عن اسرائيل حليفة واشنطن والدور الذي ستكلف به فانا اعتقد انه اذا ما اشتعلت مياه الخليج وبدأت المواجهة بين واشنطن وايران فإنني استبعد مشاركة اسرائيلية ظاهرة وعلنية واعتقد ان اسرائيل استراتيجيا مكلفة بصد جبهتان مهمتان وتحيدهما عن العمل لجانب الحليف الاستراتيجي له وهو ايران بالتزامن مع اي مواجهة امريكية ايرانية قادمة في الخليج وهما جبهتا الشمال والجنوب، لتفكيك سلاح حزب الله في لبنان وسلاح حماس والجهاد الاسلامي في غزة وبالطبع لن تبادر اسرائيل لفتح اي جبهة من الجبهات الا اذا بادرت المقاومة الفلسطينية او اللبنانية بمناوشة اسرائيل والاشتراك مع حليفتها واشنطن في الحرب على ايران .