قائمة الموقع

سنة الانسحاب من «بريكست» و«الصفقة»

2019-05-23T09:55:00+03:00
حسن البطل

بقلم: حسن البطل

«بريكست» و«صفقة القرن» مصطلحان سياسيان دخلا بورصة المصطلحات السياسية في وقت متقارب نسبياً. في تصويت العام 2016 اختار 52% من البريطانيين الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، ومنذ حوالى العامين ونصف العام طرح الرئيس الـ 45 للولايات المتحدة خيار الانسحاب من «حل الدولتين».

حكومة تيريزا ماي ضربت ثلاثة مواعيد للخروج، آخرها 31 تشرين الأول. إدارة ترامب ضربت مواعيد عدّة لإعلان صفقتها رسمياً، آخرها الشهر المقبل. قد لا تكون بريطانيا مجرد شعرة تالفة في عجين الاتحاد الأوروبي، فهي ركن ثالث في الاتحاد بعد فرنسا وألمانيا، لكن الخروج صار أشبه باستلال شعرة من العجنة، ما أرغم الست ماي على طرح «عرض جريء» هو إمكانية استفتاء ثانٍ على هذا «البريكست»، وهو ما يقترحه رئيس حزب العمال جيرمي كوربين.

سواء وافق مجلس العموم على استفتاء جديد، بعد أن رفض في تصويتين صيغة رئيسة الوزراء لشروط الخروج أم لا، فإن ماي سوف تنسحب من رئاسة الحزب، وبالتالي رئاسة الحكومة.

خلال شهر، سنرى هل ستنجح إدارة ترامب في «لملمة» حضور كاف ومناسب لمؤتمر اقتصادي عربي ـ إسرائيلي ـ دولي، أم أنها ستطرح الشق السياسي من الصفقة إما قبل المؤتمر ـ إذا نجحت في تنظيمه ـ وإما بعده ـ إن فشلت ـ ربما في الحالتين سيكون هناك نوع من «الاستفتاء» على الصفقة والشرعية الدولية «صوتت» ضد «الصفقة» كما في تصريحات أمين عام الأمم المتحدة، وقرارات القمم العربية، وكذا الاتحاد الأوروبي.. وبالطبع، وأولاً منذ أولى خطوات «الصفقة» السلطة الفلسطينية.

أميركا الترامبية انسحبت من اتفاقيات دولية عدّة، من اتفاقية المناخ، إلى الاتفاقية النووية مع إيران، إلى اتفاقيات اقتصادية دولية، ولكنها وربما ستفشل على الأرجح في الانسحاب من «حل الدولتين»، قبل أن يجري استفتاء ثان على الانسحاب البريطاني من «البريكست».

واشنطن تبدو عالقة في الانسحاب من اتفاقية فيينا النووية 5+1، كما هي عالقة في الانسحاب من «حل الدولتين». طهران ترفض شروطاً أميركية لإعادة التفاوض حول اتفاقية فيينا، وفلسطين انسحبت من علاقاتها مع الولايات المتحدة، منذ أن رفضت «الصفقة» والتفاوض مع إسرائيل بشروط «الصفقة».

هناك صلة بين انسحاب أميركا من اتفاقية فيينا، وانسحابها من «حل الدولتين»، كما هناك صلة بين رفض إيران إعادة التفاوض حول الاتفاقية النووية الدولية، ورفض فلسطين كل تفاوض حول «صفقة القرن»، ولو أن أميركا تحاول جذب دول خليجية إلى موقفها من إيران، وجذب دول عربية إلى موقفها من «صفقة القرن».

بالنسبة إلى الاتفاقية النووية تقول إيران: إن على الدول الموقعة عليها أن تكون ضامن تنفيذها، أما بالنسبة لـ «صفقة القرن»، فإن السلطة تقول للدول العربية: «اقبلوا ما تقبل به فلسطين، وارفضوا ما ترفضه» وللعالم تقول: فلسطين تقبل ما تقبله الشرعيات الدولية والعربية من «حل الدولتين».

لا مكان للسؤال: أيهما أقدر على الصمود أمام «العقوبات» الأميركية إيران أم السلطة الفلسطينية؟ فهي دولة أكبر من كوبا الصامدة أمام العقوبات الأميركية منذ الثورة الكاستروية، والسلطة قادرة على الصمود حتى انهيار «صفقة القرن» وعقوباتها هذا العام.

هرهرة بعد شرشرة

قبل موجة حرّ أيار، كانت أغصان وأفنان الزيتون في فلسطين «مشرشرة» بنوّاراتها، بما يبشر بموسم زيتوني ماسي. فهل أن موجة ساخنة في أيار ستؤدي، في مناطق معينة من فلسطين، إلى هرهرة نوّارات الزيتون؟

موسم غنغرينا الأعشاب

كان شتاء هذا العام طويلاً وماطراً، مع وفرة في نمو الغطاء النباتي البرّي الأخضر، الذي بدأ بالاصفرار والموت كأنه رحيق الغنغرينا في عروقه. هذا موسم الحرائق، والتحذير من سعار الأفاعي والعقارب، خاصة «أفعى فلسطين» التي انتحل الإسرائيليون اسمها إلى «أفعى أرض إسرائيل».

زمان، كان رسّامو الكاريكاتير العرب يرسمون إسرائيل كحيّة رقطاء.

عن صحيفة الأيام

جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز"

اخبار ذات صلة