غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر الإعلام الإسرائيلي: شلّح يردّد أغنية إسرائيلية في طهران

الإعلام الإسرائيلي: شلّح يردّد أغنية إسرائيلية في طهران

تابعت وسائل الإعلام العبرية باهتمام لافت كلمة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الدكتور رمضان عبد الله شلَّح، في مؤتمر "العالم الإسلامي ودوره في هندسة القوى العالمية"، الذي انعقد في 17 آذار الماضي في طهران. وركز إعلام العدو في متابعته على حديث شلَّح في المؤتمر عن مدينة القدس، وما تتعرض له على يدي الاحتلال، وإشارته إلى أغنية "القدس من ذهب" للمغنية الإسرائيلية الشهيرة ناعومي شيمر.

وبحسب القناة السابعة في التلفزيون العبري، فإن "الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي وظّف أغنية ناعومي شيمر كي يثير الحمية في قلوب المسلمين تجاه القدس، عندما حلّ ضيفاً قبل عدة أيام في مؤتمر رجال الدين في طهران".

بدوره، قال الصحافي جاكي حوقي، وهو مراسل في إذاعة الجيش العبري: "إن شلَّح عبّر عن إحباطه وأسفه العميق من أن العرب والمسلمين لا يبدون الغيرة والالتزام المطلوب بشأن قضية القدس". ونقل عن شلَّح تساؤله في حديثه "ما أهمية القدس بالنسبة لنا؟!، عليكم أن تتعلموا من هذا الكيان الملعون، كيف يرضعون أطفالهم حب القدس والتعلق بها، ليس فقط لمكانتها العسكرية بل لمدلولاتها الحضارية والثقافية والتاريخية".

وأشار الصحافي الإسرائيلي إلى أن شلَّح وفي إطار بث الحماسة في قلوب مستمعيه راح يتلو مقاطع من أغنية "القدس من ذهب" للمغنية الإسرائيلية ناعومي شيمر، التي غنتها في السابع من حزيران في ذكرى احتلال القدس، وينقل أبياتها من العبرية إلى العربية.

من جانبها، علقت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية على خطاب الدكتور شلَّح قائلة: "إن الأمين العام للجهاد الإسلامي حمل في خطابه في طهران قضية القدس بتضمين اقتباسات من الأغنية "قدس من ذهب" كما أسماها، وقال إن "كل طفل وكل جندي في الكيان الصهيوني الملعون يردد هذه الأغنية".

ونوهت الصحيفة إلى أن شلَّح اقتبس جزءاً من الأغنية العبرية محاولاً إيقاظ الوعي في العالم الإسلامي، ومنتقداً بشدة لا مبالاة المجتمعات العربية والإسلامية بقضية القدس والأقصى ومحاولات "إسرائيل" المحمومة لتهويدها.

وأشارت إلى هجوم شلَّح على الجهود التي يبذلها وزير الخارجية جون كيري، للتوصل إلى اتفاق بين السلطة الفلسطينية والجاني الإسرائيلي، وشرحه الخطورة الكامنة في الاعتراف بـ"يهودية الدولة"، وأن هذا الاعتراف معناه إقرار منّا بأن لا حق لنا في القدس، وأن المسجد الأقصى وكنيسة المهد ملك للصهاينة، ليخاطب الحضور "هل يمكن لعاقل منكم أن يقبل بذلك؟!".

من ناحيتها، تطرقت صحيفة "معاريف" العبرية إلى حديث الأمين العام للجهاد الإسلامي، ودعوته خلالها المسلمين إلى أن يحبوا القدس كما يحبها اليهود، واقتباسه أغنية شيمر الشهيرة عن المدينة.

وقالت الصحيفة في تقريرٍ لها: "عندما تحدث رمضان شلَّح عن أغنية "القدس من ذهب"، أراد أن يدلل على محبة يهود العالم للقدس، ويثير حماس المسلمين".

وسلط مركز "أطلس" للدراسات الإسرائيلية، الأضواء على صاحبة الأغنية نعومي شيمر، لافتاً إلى أنها عملت في صفوف جيش الاحتلال.

وطبقاً للمركز فإن "شيمر وبعد تسريحها من الجيش في بداية خمسينيات القرن الماضي بدأت تشق طريقها في عالم الفن والموسيقى، والتأثير في الجماهير من خلال أغانيها".

وأوضح "في سنة 1967 كتبت شيمر أغنية "أورشليم من الذهب" وغنتها بالتزامن مع نكسة حزيران وهزيمة العرب في حرب الأيام الستة، واحتلال القدس والمسجد الأقصى ودخول باحاته، لتغدو هذه الأغنية بمنزلة "النشيد الوطني" للإسرائيليين.

ونوه المركز إلى أن "هذه الأغنية تعتبر واحدة من الأغاني العبرية الأكثر شعبية، وهذا ما جعل الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي رمضان عبد الله يستحضر في خطابه كلماتها التي تجد صدى عسكرياً ووجدانياً في العقل والقلب اليهوديين".

وأشار مركز "أطلس" إلى أن "الأمين العام للجهاد أراد التذكير بأن القدس موجودة في قلب كل ولد إسرائيلي وكل جندي إسرائيلي، فهم يشعرون بها وبحبهم لها، وهي جزء من ثقافتهم، فماذا تعني القدس لنا كمسلمين؟!".

وشدد على أن "الخطاب الذي ألقاه الدكتور شلَّح وجد صداه في العقل الإسرائيلي، الذي يدرك المغزى والهدف الذي أراد الأمين العام للجهاد توصيله، وهو الدعوة لنقل المعركة إلى مستوى جديد من الصراع الثقافي والتاريخي على القدس وإعادة تحفيز دور الأمة المنشغلة فيه.

ولعل حديث الدكتور شلَّح عن القدس ـ كما يختم المركز - جاء في ظل استشعاره لحجم الخطر الذي يداهم المدينة، في ظل القلق البالغ من تراجع مكانتها وقيمتها الدينية والحضارية تدريجياً في العقل والشعور العربي والإسلامي على وقع الصراعات والبحث عن الخبز والأمن.

واعتبر المفكر الفلسطيني عادل سمارة، استخدام الدكتور شلَّح أو توظيفه الأغنية في حديثه عن القدس شكّل اقتحاماً وتغلغلاً فكرياً، وهذا ما يضايقهم.

وأوضح أن الإسرائيليين يعتبرون أن الاقتحام أو التغلغل الفكري خاصية تقتصر عليهم، فكيف بها إذا جاءت من شخصية إسلامية فلسطينية مقاومة بحجم الدكتور شلَّح، لافتاً في السياق إلى الدور القتالي لحركة الجهاد الإسلامي.

ونوه سمارة إلى أن هذا التوظيف لو جاء من شخصية لا تمارس المقاومة لما حظي بهذا الاهتمام، أضف إلى ذلك أنه يأتي من إيران لتكتمل مبررات انزعاجهم.

ورأى أن الأمين العام للجهاد الإسلامي أراد التنبيه للخطر المحدق الذي يداهم القدس وفلسطين، في الوقت الذي أدى فيه التطاحن بين بعض القيادات إلى تطفيش العرب والمسلمين عن قضيتهم المركزية، مشيراً بذلك إلى ما جرى مؤخراً بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والنائب في المجلس التشريعي المفصول من عضوية اللجنة المركزية لحركة فتح محمد دحلان.

وبحسب سمارة فإن حالة التضامن مع القضية الفلسطينية ضعيفة في الفترة الحالية، مرجعاً السبب في ذلك إلى عملية اغتيال "الربيع العربي" لمصلحة الغرب والإمبريالية العالمية.

أما أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة مخيمر أبو سعده، فيرى أن توظيف زعيم حركة الجهاد الإسلامي للأغنية الإسرائيلية في حديثه جاء من منطلق إحساسه بالأسى على ما يحدث في مدينة القدس في الوقت الحاضر.

وبيّن أن الاقتحامات شبه اليومية للمسجد الأقصى المبارك من قبل أعضاء في الكنيست والحاخامات وعصابات التطرف الإسرائيلي، أمرٌ يثير حنق واستياء كل إنسان مسلم ووطني.

وقال أبو سعدة: "يحاول الدكتور رمضان أن يدق ناقوس الخطر لدى الشعوب العربية والإسلامية بحديثه عن القدس التي تهوَّد على مرأى ومسمع منهم، وهم لا يحركون ساكناً"، مشيرًا إلى أنه يدغدغ بذلك عواطف الرأي العام المنكبّ على همومه.

وبيّن أن الغالبية العظمى من الرأي العام العربي إما منشغل في القضايا الداخلية التي طرأت مؤخراً، وإما منشغل بالأزمات المختلفة كالفقر والبطالة.. إلخ، مستبعداً أن تنجح محاولات إحداث اختراق هذه الحالة وهذا الواقع المرير.

وتحدث أبو سعدة عن الواقع الفلسطيني، مشيراً إلى أنه ليس بأفضل حال مما تشهده باقي الدول العربية. ولفت إلى أن العواطف الوطنية والقومية كانت قوية عند المواطن الفلسطيني في العقدين الأخيرين من القرن الماضي حينما لم يكن يعاني الفقر والانقسام.

وأضاف: "المواطن الفلسطيني اليوم يجد نفسه منشغلاً طوال اليوم في البحث عن الرزق، ولم تعد فلسطين والقدس محور اهتمامه وقضيته المركزية.. حالة الإفقار والشقاء والانقسام باتت لها تداعيات تدميرية للقضية الوطنية، فضلاً عن أن هنالك قيادات لا ترتقي الى مستوى المسؤولية".