شمس نيوز/علي الهندي
تتواصل تصريحات قيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن حركة "حماس" وفصائل المقاومة الفلسطينية بغزة قد كثفت مؤخراً من تجاربها الصاروخية في القطاع عبر إطلاق دفعات منها باتجاه البحر في إطار تدريبات وتجارب.
وقال الناطق باسم جيش الاحتلال إن حماس تطلق ما معدله صاروخ تجريبي أسبوعياً وذلك منذ انتهاء العدوان الإسرائيلي على القطاع في يوليو وأغسطس الماضيين، مؤكدا متابعة جيشه الحثيثة لتجارب المقاومة الصاروخية.
في هذا السياق، أكد الخبير في الشئون الاستراتيجية د. محمود العجرمي أن العدو الإسرائيلي ينظر بجدية وخطورة، ويراقب عن كثب هذه التجارب المستمرة للمقاومة في غزة، مشيرا الى استمرار الفصائل الفلسطينية في تطوير قدراتها العسكرية والصاروخية.
وقال د. العجرمي في حديثه لـ"شمس نيوز" أن المقاومة الفلسطينية تصرّح دوما بان التدريبات والاعداد لأي عدوان قادم يجري على قدم وساق وهذا ليس سرا، الى جانب ان المقاومة تعلن تمكنها وبتقنياتها الخاصة والاعتماد على خبرائها ومواد محلية من تصنيع عدد من العيارات المتعددة للصواريخ وتطوير مداها ودقة إصابتها للأهداف الى جانب تطوير الرأس المتفجر لزيادة قوته التدميرية.
وأشار الخبير الأمني إلى اعتماد اكبر على (قذائف المورتر) "الهاون" بمديات مختلفة نظرا للعيارات المتعدة القريبة والبعيدة وفعالية هذا النوع من المدفعية خلال المعارك الأخيرة, بالإضافة لتطوير سلاح البحرية الذي أثبت جدارته في صد وردع القطاع البحري لجيش العدو.
وأكد العجرمي أن هناك تقديرات حقيقية للعدو بمفاجئات متوقعة في المعارك القادمة وهذا ما اثبتته الحروب الاخيرة على غزة حيث تفاجئ الجيش الاسرائيلي بقدرة المقاومة العالية على استخدام اسلحة لم تكن متوقعة واللجوء لأسلوب التخفي من خلال حرب الانفاق، ومواصلة المعركة لأطول فترة ممكنة، بالإضافة لتعطيل قدرة الاحتلال على ضرب أي اهداف استراتيجية .
ولفت إلى أن الاحتلال تفاجئ بالمدى الكبير الذي وصلت إليه صواريخ المقاومة التي ضربت تل ابيب وبئر السبع وحيفا، ووصلت لعمق الكيان الاسرائيلي ولمعظم المواقع الحساسة.
وبيّن الخبير الأمني أن الاحتلال يتوقع مزيد من المفاجئات في المعارك القادمة، دون ان يعلم كيف وأين ومتى! ، موضحا أن للمقاومة طرقها الخاصة سواء في استقدام اسلحة جديدة نوعية او تطوير وانتاج اسلحة محلية الصنع.
وأشار إلى أن استخبارات العدو لاحظت فشل جيشهم في عمليات الرصد التي لا تتمتع باي عمق في غزة وهذا شكل صدمة كبيرة لهم، بعد نجاح المقاومة باستراتيجياتها فرض حصار على اعين العدو سواء الأرضية أو الجوية وأفشلت كل محاولاته لرصد وتحديد تحركات أفرادها.
وأوضح الخبير الاستراتيجي أن تدريبات المقاومة تأتي في سياق الخطاب الأخير لأبو عبيدة الناطق الرسمي لكتائب القسام برفح، حينما اكد ان استمرار الحصار وعدم اعادة الاعمار سيضع الأمور من جديد على صفيح ساخن، لافتا إلى أن هناك تقديرات موضوعية بان المعركة لم تنتهي بعد وأن العدو معروف بنقده للعهود وهذا أقصر الطرق لانفجار جديد محتمل.
وأكد د.العجرمي أن محاولات الاحتلال لرفع تدريجي للحصار عن غزة، ليقينه بان الضغط سيولد بالضرورة انفجارات كبيرة في وجهه ، وأن محاولاته لإدخال العمال ورجال الاعمال عبر معبر "إيرز" يسعى من خلالها لتجديد منظومة العملاء التي نجحت المقاومة والداخلية في غزة من انهاء تأثيرها الى حد كبير.
يذكر أن مصادر عسكرية إسرائيلية قالت مؤخرا إن عشرات الصواريخ أطلقت من قبل منظمات فلسطينية في إطار تدريبات وتجارب، موضحة أن الشهر الماضي وحده شهد إطلاق 10 صواريخ تجريبية تجاه البحر.
وأعلنت فصائل المقاومة المسلحة في غزة عن نيتها تطوير وتحديث ترسانتها العسكرية عقب انتهاء الحرب الأخيرة على القطاع.