قائمة الموقع

بـ"ريشة ولون".. أطفال غزة خارج الصندوق

2019-07-09T10:06:00+03:00
3.jpg

شمس نيوز/ توفيق المصري

ببراء الطفولة تجادلا ساجد الشنطي ومحمد أبو شهلا من مدينة غزة وهما يمسكان ما أنتجاه بحب وشغف، فالأخير يريد بيع شنطة صنعها من الجوخ يدويًا بـ 15 شيقلاً، والأول يقول له "أنا ممكن أراعي أوضاع الناس وأبيعها بـ 5 شواقل".

الشنطي وأبو شهلا ضمن 100 طفل من منطقة غرب مدينة غزة فضلوا الانضمام لمخيم "ريشة ولون" للتعلم لدى مركز محلي يدرب الأطفال بـ"المجان" على إقامة مشاريع صغيرة في العطل المدرسية تضمن لهم عدم تسولهم في الطرقات وعلى المفترقات، بعدما دمر الاحتلال الإسرائيلي مركز المسحال الثقافي المسرح الوحيد بحيهم، والذي كان يضم بين أجنحته أطفال الأحياء المحيطة في كل فعالياته.


 

يقول الطفل أبو شهلا لمراسل "شمس نيوز"، وهو يرتب ما صنع تمهيدًا لعرضه بمعرض نظم خصيصًا لمنتجات الأطفال خلال اختتام فعاليات المخيم، وقد بدا عليه ترقبه وانتظاره للزوار ليجمع ثمن ما بذل من جهد: "أكون حزين جدًا حينما أرى طفل يتسول في الطرقات أو يعمل في مهنة شاقة، وشعور جميل جدًا أن أصنع بحب دون تعب، وأتمنى من أطفال الشوارع بأن يلجأوا للتعلم والتدريب لتوفير دخل إذا كانوا بحاجة له من مصدر يحفظ كرامتهم".


 

ويوضح، أنه تعلم خلال المخيم على صناعة الشنط من الجوخ والتطريز والخياطة، وأنه صنع مجموعة حقائب لعرضها في المعرض مقابل الحصول على عائدها.

أما ساجد الذي يشارك مع زميله أبو شهلا في صناعة شنط من الجوخ، أحب أيضًا فن الرسم على الخشب، "وتعلمت كيف أسوق المنتجات وإنني أفخور وسعيد جدًا بعرض منتجاتي للبيع، أشعر بثقة بأنني صنعت بكلتا يداي وأعرضه وأسوقه للناس، وسأبقى مستمرًا ولن أفكر  بأن أتجه إلى الشوارع خصوصًا في العطل المدرسية"، وفق قوله.



 

وبفرح قالت الطفلتان هلا طه (11 عامًا) وابنة عمها رنا (12 عامًا) وهما تقفان إلى جانب ما أنتجتا: "صنعنا أساور من الستان ودباديب من الفوم وشنط من الجوخ ورسمنا على الخشب، وتعلمنا كيف نصور منتجاتنا، والتسويق وكيف أكون صاحبة مشروع".

تقول هلا: "أشعر بتميزنا عن غيرنا من الأطفال، وأتمنى أن أشاهد أطفال الشوارع وهي تصنع مثلما صنعنا، وهو حقهم".

تقاطعها رنا لتقول:  "إن الاستمرار في مساعدة أطفال الشوارع ليس حلاً، فيمكن إقناع عائلاتهم بأن يرسلوهم لمراكز خلال العطل المدرسية بدلاً من العمل في الشوارع أو تسول الأطفال، وهناك مراكز كثيرة ترعى الأطفال وتقدم لهم خدمات مجانية، حتى يتعلموا ويتشجعوا لصنع شيء ما سيحبوه ويختاروا امتهانه".

اللعب مشروع

وبينما تشارك حليمة عبد العزيز مديرة مركز تطوير الأعمال وشركة "كرداش"، بغزة، الجهة القائمة على المخيم الذي أطلقت عليه "ريشة ولون"، توضح لمراسل "شمس نيوز"، أن "الفكرة جاءت حتى لا يقضي الأطفال أوقاتهم خلال العطل المدرسية في الشوارع أو ان يتسول بعضهم، وحتى لا يلعبوا في الشارع، فقررنا تعليمهم مهارات يدوية وتعليمية".

مخيم لعب للأطفال هدفه أيضًا تعريفهم على المشغولات اليدوية وبالإضافة لتعليمهم كيفية بناء مشاريع صغيرة، وكان في الخطة أن يستهدف 50 طفلاً، لكنّ العدد تضاعف وأصبح 100 طفل نتيجة إقبال الأهالي على إرسال أطفالهم للتعليم، حسب حليمة.

وتشير إلى، أن "ما دفع الجهور إلى التشجع والاقبال كون أن المشروع ممول من قبل مؤسسة إنجاز فلسطين، والتسجيل به مجاني، ونسعى من خلاله إلى إبراز مواهب الأطفال وإخراجها إلى أرض الواقع، وبعرض منتجاتهم في معرض متخصص لمشغولاتهم اليدوية ومنتجاتهم، محاكاة للسوق، وليكون العائد للأطفال أنفسهم؛ من أجل تحفيزهم".

وتشير إلى، أنها ستعمل جاهدة من أجل خلق جيل واعي من العلم والتفكير والابداعي ضمن مخيمها، ليفكر الطفل خارج الصندوق، مضيفةً "ولنا استعداد على استقبال آخرين، حتى تكون تعود استدامة مشاريع الأطفال بالنفع عليهم".

وتختم، أن المخيم يضم أكثر من زاوية، منها التطريز والمشغولات الجوخ والإكسسوارات والرسم على الخشب، موضحةً أنه تم تدريب الأطفال على كل الزوايا، حتى يختار الطفل الأنسب له، ليكون مشروعه المستقبلي.



 

اخبار ذات صلة