شمس نيوز – نورة أبو عبيد
ميناء غزة البحري تلك المساحة الصغيرة التي تطل على زرقة المياه باتت قبلة للأسر الغزية ومتنفسهم الوحيد الذي يسيرون إليها أفواجا بالرغم من أن فصل الصيف لم يبدأ بعد في ظل قلة أماكن الترويح عن النفس كالمتنزهات والحدائق العامة في القطاع المحاصر منذ سبع سنوات، فعشرات العائلات بصغارها وكبارها تصطف فى هذا المكان للتنزه، وطلبا لهواء بحري نقي، لا لشيء إلا أنهم يبحثون عن سعادة أطفالهم ومكانا ترسو عليه همومهم في الوقت التي ضاقت بهم سبل العيش الكريم .
يعد ميناء غزة متنزها عاما لسكان القطاع بعدما عملت وزارة النقل والمواصلات في حكومة غزة على إنشاء الحديقة "المعشبة" التي تتميز بإطلالتها على البحر ومقاعد لاستراحة المواطنين الذين تتضاعف أعدادهم في فصلي الربيع والصيف .
ولم يعد المرفأ البحرى (ميناء غزة) المتنزه والمتنفس للمواطنين، بل بات مصدر رزق للصيادين وأصحاب الاستراحات؛ مما يوفر للعشرات من العاطلين بعض فرص عمل المؤقتة لتأمين لقمة عيش يقتاتون منه ويساعدون عائلاتهم.
سرعان ما يبدأ الغروب بالقرب من الميناء حتى تجد المرور مزدحم وعناصر الأمن يملئون المكان , والناس يتسابقون من يدخل أولاً إلى هذا المرفأ الجميل, وكل الوجوه التي ترهقها الهموم والألم، بدأت تعلوها الابتسامة, فلا خيار لديهم إلا أن يبتسموا.
تخفيف ضغط الحياة
ووجدت الفتاة العشرينية سها عوض في ميناء غزة بحلته الجديدة مكانا جيداً للترويح عن النفس والاجتماع بالأصدقاء بدلا من الجلوس داخل البيت خصوصا بعد إجراء التحسينات والتعديلات عليه وإنشاء مقاعد وتوسعه الميناء, لافتة إلى أنها بات تأتي لهذا المكان مع صديقاتها ثلاث مرات أسبوعيا بعد الانتهاء من الدوام الجامعي من أجل التخفيف عن نفسها من ضغط الحياة ".
"وأضــافت عوض" لـشمس نيوز" عائلتي تحضر للذهاب للميناء مع بدء دخول فصل الصيف لجمال هذا المكان وروعته في ظل استمرار انقطاع التيار الكهربائي وارتفاع درجات الحرارة لاسيما أنه مكان ليس خاص ويحتاج إلى مصاريف كبيرة بل عام ومجاني لكافة المواطنين .
ولفتت المواطنة عوض إلى أنه بالرغم من أن هذا المكان يشهد ازدحام كبير وخاصة يومي الخميس والجمعة بفعل توافد عدد كبير من العائلات إلى أنه مؤمن على مدار اليوم ويناسب العائلات بمختلف أطيافها.
ويعانى قطاع غزة من حصار إسرائيلي خانق منذ سبع سنوات حوله إلى سجن كبير، إلى جانب معاناة الأهالي من انقطاع شبه دائم للتيار الكهربائي، وقلة أماكن للترفيه والترويح عن النفس إن وجدت .
إقبال كبير
أما أبو خالد فهو أحد هؤلاء المواطنين الذين اصطحبوا أسرهم للتنزه فى الميناء، يقول " اصطحبت أطفالي بعد أن طلبوا منى الخروج للتنزه، فذهبت إلى الميناء بحكم أنني أعمل سائق وأتردد بشكل شبه يومي عليه مع الزبائن وشاهدت جمال المكان وهدوئه كونه يشكل متنفساً يمكن اللجوء إليه من دون الحاجة إلى دفع رسوم دخول أو تكاليف أخرى".
وأضاف أبو خالد لـ"شمس نيوز" تفاجئت بإعداد الناس الكبيرة التي تأتي إليه بشكل يومي في غير أيام الإجازة وخاصة بعد التعديلات التي حدثت عليه، ولكن نطمح لأفضل من ذلك, وخاصة من ناحية النظافة وتوفير أماكن أخرى للجلوس".
وبين أبو خالد أنه يحرص على زيارة الميناء برفقه أسرته بشكل منتظم في أوقات انقطاع التيار الكهربائي ، بعد افتتاحه مؤخراً، للهروب من واقع الحياة الصعب في غزة، والبحث عن السعادة بشتى الطرق، مطالبا بتقوية وسائل الأمان خاصة المناطق المفتوحة والتي تحوى الحجارة الكبيرة المتكسرة فهم لا يؤمنون على أطفالهم اللعب بالقرب منها.
مصدر رزق
المواطن الثلاثيني محمد النمر" أبو البراء" أحد البائعة الجائلين الذي يقف أمام عربه صغيرة لبيع المأكولات الشعبية داخل ميناء غزة يقول " جعل هذا الميناء مكانا ترفيها للمواطنين في ظل عدم توفر أماكن بديلة للترويح عن النفس في غزة وفرصة جيدة للحصول على مصدر رزق بعد اشتداد الحصار وإغلاق الأنفاق التي كانت تنعكس بشكل ايجابي على كافة المجالات في القطاع .
وأضاف النمر في حديثه لـشمس نيوز"بعد التعديلات والسماح بدخول الأفراد والعائلات يوميا من مختلف أماكن القطاع وخاصة في يومي الخميس والجمعة، وتزايد أعداد الزائرين وبالأخص في فترة المساء, إضافة إلى الرحلات من المؤسسات والمدارس والجامعات ساهم ذلك في مساعدته على تلبية متطلبات عائلته الأساسية بعد أن فقد عمله خلال الفترة الماضية .
ويشكو العديد من الصيادين من افتتاح المرفأ لعامة المواطنين كونه يعيق عملهم ويساهم في العبث بأدواتهم، مستغربين من تحويل المرفأ إلى متنزه شعبي ومزار لكافة الناس تؤمه من كل حدب وصوب.