غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر بالفيديو والصور: أطفال الفشل الكلوي بغزة.. رحلة معاناة من البيت إلى سرير "الغسيل"

مراسل "شمس نيوز" يجري مقابلة مع الطفل محمد

شمس نيوز / عبدالله عبيد

مستلقون على أسرتهم التي تحتضن أوجاعهم، داخل غرفة لا يسمع فيها إلا أصوات أجهزة الكلى الصناعية، الموصولة بأجسادهم التي أنهكها المرض لتخترق أياديهم الصغيرة، والتي لا تفوح منها إلا رائحة الأدوية والمحاليل الطبية.. هذا ما رأيناه عند زيارة أطفال قطاع غزة المصابين بمرض القصور الكلوي أو ما يعرف بـ"الفشل الكلوي"، والمتواجدين داخل قسم "غسيل الكلى" بمستشفى عبد العزيز الرنتيسي التخصصي للأطفال.

مراسل "شمس نيوز" قام بزيارة المستشفى وتوجه فوراً إلى تلك الغرفة، ليرى العشرات من الأطفال المصابين بهذا المرض في كل زاوية وسرير، ومن بينهم طفل ممدد على سريره ونظرات وجهه البريئة تخفي قصة ألم حرمته طفولته، ليكن على هذه الحال منذ ما يقارب العامين، هو الطفل محمد زياد أبو غوطة، ابن التسعة أعوام، الذي يشكو من مرض القصور الكلوي بالإضافة إلى العديد من الأمراض التي طرحته على سرير المستشفى.

محمد له ثلاثة أشقاء، يسكن في مدينة "رفح" جنوب قطاع غزة، حيث لم يرحمه المرض منذ ولادته.. لم يقدر هذا الطفل على الحديث، فكثيرة هي الأنابيب الموصولة في جسده الصغير، والتي لم نرَ فيها سوى لون الدم، وصوت أجهزة الغسيل التي تسبب للرأس صداعا، وبعد دقائق معدودة نطق بكلمة تقشعر لها الأبدان: عمو أنا تعبت من هذي البرابيش، ومن الوجع إلي فيه كيف بدي أرتاح؟ نفسي أرتاح".

رحلة عذاب

لم يكن بوسع والدته ( أم طارق) 35 عاماً التي تجاوره يومياً في رحلة العذاب هذه، من رفح إلى حي النصر ، أن تكفكف دموعها بعد أن سمعت كلماته البريئة، فمن معاناة ابنها رائد قبل سنوات إلى طفلها محمد الذي فقد الأمل، لتستيقظ به كل يوم من الساعة الخامسة فجراً وتقوم بتجهيزه لعملية الغسيل التي تستغرق من ثلاث إلى خمس ساعات.

وبلمسة يده الحنونة كفكف الطفل محمد دمعات أمه، وكأنه يقول لها "لا تبك فهذا هو قدرنا ونصيبنا"، إلا أنها قالت لمراسل "شمس نيوز": الحمدلله على كل حال، فقبل سنوات كنا نعاني من رائد والذي يشكو من كثرة الحصوات، والآن نرى الويلات والمعاناة مع محمد الذي لم يذق طعم الأكل والشرب، لأن حياته على أدوية المقويات والحديد فقط ".

وتضيف: محمد مصاب بهذا المرض منذ طفولته، كان يعاني من كثرة الحصوات وكل شهر أو اثنين، نقوم بإجراء عملية تفتيت الحصوات، إلا أنه تم تشخيص مرضه هذا في إحدى مستشفيات إسرائيل"، مشيرة إلى أنها قد سافرت معه إلى عدة دول مجاورة، لعلاجه لكن دون جدوى.

معاناة الحصار

لا تنتهي معاناة محمد بزراعة كلى فقط، فوالدته استعدت للتبرع له في حال تم هذا الأمر، إلا أن الأطباء الإسرائيليين شرحوا لها بأنه يريد قبل زراعة الكلى، عملية زراعة الكبد، بعد أن تعرض كبده للتلف، حسب أم طارق.

وتشير إلى أن الأطباء قاموا بتحويله إلى مستشفى مصري السنة الماضية، "فلم نستطع السفر بسبب إغلاق معبر رفح لمدة شهرين آنذاك، وهذا ما زاد من سوء حالته المرضية"، مبيّنة أنه إذا لم يغسل يومين أو ثلاثة قد يتعرض إلى الموت.

وعن انقطاع التيار الكهربائي وتأثيره عليه، تقول الأم: عند انقطاع الكهرباء يشعر محمد بالاختناق في حال إطفاء المروحة، فنقوم أنا وإخوته بعمل تهوية يدوية له من خلال الأواني البلاستيكية".

وأخيراً وجهت هذه الأم المكلومة كلمتها إلى أصحاب الضمائر الحية، لعل أحداً يستجيب لنداءاتها التي طالت سنين، بأن يتكفل أحدهم فلذة كبدها "محمد"، ويقوم بمعالجته".

إحصائيات

وفيما يتعلق بعدد المصابين بالفشل الكلوي في قطاع غزة ذكرت وزارة الصحة أن الذين يقومون بعملية غسيل شبه يومي في قطاع غزة, (505) مريضا منهم (380 ذكور) و (125أنثى) , بينهم (20 طفلاً) تصل نسبتهم ل(4%) يتلقون العلاج في مستشفى عبد العزيز الرنتيسي بغزة والذي يعتبر المركز الوحيد للغسيل الكلوي للأطفال.

مرض وراثي

الدكتور نبيل عياد، رئيس قسم الكلى في مستشفى الرنتيسي التخصصي للأطفال، يشير إلى أن الطفل محمد أبو غوطة قدم إلى المستشفى منذ عامين، ولم يكن المرض الذي يعاني منه معروفا، لافتاً إلى أنه تم تحويله إلى مستشفى في إسرائيل لتشخيص مرضه.

وبيّن عياد لـ"شمس نيوز" أنه مرضه وراثي ينتج عن ترسبات الأملاح في أنسجة الجسم، بما فيها الكلية وتكوين الحصى في الكليتين وباقي الأعضاء تصاب، موضحاً أن العلاج الأمثل له أن يعمل له غسيل كلوي يومياً على مدار الأسبوع، لمنع ترسبات أملاح "الأوكزالات" في باقي أعضاء الجسم.

وأكد أنه من الممكن أن يتم تحويل الطفل محمد إلى مستشفيات الخارج للعلاج، ولكن في حال تم استدعائه لعملية زراعة الكبد قبل الكلى، مضيفاً أنه " لا يستطيع أن يعمل زراعة كليتين لطالما هناك بعض ترسبات في الكبد".

ولفت رئيس قسم الكلى في مستشفى الرنتيسي إلى أن الأطفال الذين يغسلون كلى في المستشفى حوالي 20 حالة قابلة للزيادة، "لأنه يوجد لدينا 400 حالة لأطفال مصابين بأمراض الكلية المزمنة، وغالباً ما يحتاجون في القريب العاجل لعملية الغسيل"، وفق تعبيره.

الغسيل يومياً

من جهته، أكد مدير مستشفى الرنتيسي التخصصي للأطفال، الدكتور جميل علي، أن مستشفى الرنتيسي، هو المستشفى التخصصي الوحيد في مستشفيات قطاع غزة يتم فيه الأعمال التخصصية، خصوصاً غسيل الكلى، مبيّناً أن مرضى غسيل الكلى هم مرضى بالعادة يحتاجون لعملية غسيل يومياً ولمدة لا تقل عن ثلاث إلى خمس ساعات للجولة الواحدة.

وقال علي في حديثه لـ"شمس نيوز": لذلك فهم بحاجة إلى العديد من الأدوية والأجهزة الطبية والتي بأغلب الأحيان تكون متعطلة بسبب انقطاع التيار الكهربائي، وبسبب نفاد الوقود من مخزون وزارة الصحة"، لافتاً إلى أن هذا الأمر قد يؤدي إلى وفاة الطفل.

وأضاف: الحصار هو أحد الأسباب الأساسية في عدم قدرتنا على توفير الأدوية اللازمة وتوفير الوقود، لأنه في أغلب الأيام المعابر مغلقة، وكمية الوقود التي تصل وزارة الصحة غير كافية باحتياجات المستشفيات".

وافتتح قسم الكلى في مستشفى عبد العزيز الرنتيسي منذ ما يزيد عن الثلاث سنوات، للأطفال الذين يقل معدل أعمارهم عن(12) عاما ما قلل نسبة الوفيات من هذا المرض, بعد عمل اللازم لهم من غسيل كلوي والذي يعتبر أحد أهم جوانب العلاج بالنسبة للمريض.

المزيد حول هذا الموضوع في الفيديو والصور:


عدسة الزميل: حسن الجدي



كلى

IMG_5472 نسخ

IMG_5446 نسخ

IMG_5442 نسخ

IMG_5429 نسخ

IMG_5419 نسخ

IMG_5411 نسخ

IMG_5401 نسخ

IMG_5387 نسخ

IMG_5371 نسخ

IMG_5344 نسخ