شمس نيوز / عبدالله عبيد
تزايدت في الآونة الأخيرة العمليات الفدائية التي شنها الفلسطينيون في مدينة القدس ضد المستوطنين والحاخامات اليهود، حتى أصبحت تشكل مصدر قلق وهوس كبيرين لحكومة اليمين المتطرف في إسرائيل، خصوصاً وأنها تنفذ بصورة فردية ارتجالية بدون تنسيق وإعداد موسع، وبلا خلفية عسكرية ممنهجة، مما جعل نتنياهو وحكومته في حيرة من أمرهم.
جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك"، فشل بمنع الهجمات الأخيرة التي وقعت في مدينة القدس، وخاصةً الهجوم ضد الكنيس اليهودي الذي أدى لمقتل 5 من كبار الحاخامت المتطرفين قبل عدة أيام، وقبلها العديد من عمليات الدهس والطعن وغيرها.
خبيران في الشؤون الأمنية والعسكرية، أرجعا فشل جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك"، في منع العمليات بالقدس، للعمل الفردي الذي لا يعتمد على استخدام التكنولوجيا، ولا على التنسيق والإعداد المسبق للعمليات.
وأكد الخبيران لـ"شمس نيوز"، أن العمليات البطولية التي ينفذها الفلسطينيون في ازدياد مستمر، مشددين في الوقت ذاته على أنه لا يمكن لأي جهاز أمني في العالم أن ينجح في السيطرة على مثل هذه العمليات.
وكان موقع (NRG) التابع لصحيفة "معاريف" العبرية، قد نشر مؤخرا تقريراً مطولاً عن فشل جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" بمنع الهجمات الأخيرة التي وقعت في مدينة القدس، وخاصةً الهجوم ضد الكنيس اليهودي الذي أدى لمقتل 5 إسرائيليين.
وقال الخبير العسكري عمير رابابورت، لصحيفة "معاريف" العبرية: الاستخبارات الإسرائيلية فشلت في منع عمليات القدس خصوصاً العملية التي تم تنفيذها في كنيس "هار نوف"، وعمل "الشاباك" لم يعد ينتج أكثر لمنع الهجمات الفردية مع تصاعد الأحداث مؤخرا في القدس".
بشكل فردي
الخبير في الشؤون الأمنية والإستراتيجية د. محمود العجرمي، أرجع فشل جهاز "الشاباك" الإسرائيلي في القضاء على منفذي هذه العمليات ومنع حدوثها، لسبب أنها تنفذ بشكل فردي دون تنسيق وإعداد مسبق.
ويرى العجرمي في حديثه لـ"شمس نيوز" أن التراكمات التي حصلت في مدينة القدس من إجراءات قمعية لسلطات الاحتلال، جعلت أبناء الشعب الفلسطيني يقومون بمثل هذه العمليات، مشدداً على أنه لا يمكن لأي جهاز أمني في العالم أن ينجح في السيطرة على مثل هذه العمليات.
وبحسب وجهة نظر الخبير الأمني، فإن هذه العمليات وإن كانت تنفذ بشكل فردي، إلا أن المنفذين يتحركون بتأشيرة من فصائل تأمرهم وتوجههم"، معتبراً العمليات الفردية شكلاً من أشكال المقاومة الفلسطينية.
وأضاف: هذه العمليات من وسائل الدفاع عن النفس، حيث كان هناك وسائل عديدة استخدمتها المقاومة في قطاع غزة، كالأنفاق والقضاء على العملاء والتشويش على أجهزة العدو، ولعمليات الفردية".
غياب استراتيجية فلسطينية
بدوره، يرى الخبير العسكري، اللواء المتقاعد يوسف الشرقاوي، أن هذا النمط من العمليات أصبح يتواتر بمبادرات فردية، نظراً لغياب استراتيجية فلسطينية على صعيد فصائل العمل الوطني، مشيراً إلى أن هذه المبادرات الفردية تعتبر البديل لإسقاط فصائل العمل الوطني "الكفاح المسلح" من أجندتها.
وقال الشرقاوي لـ"شمس نيوز": اللافت لهذا العمل الذي يعتبر بكل المقاييس فدائيا، أن كل فرد يقوم يعتبر نفسه أنه يستشعر خطر التهويد والاستيطان والقتل والحرق والشنق أكثر من غيره، أي أنه يعتبر نفسه رأس حربة في الدفاع عن ما تبقى من القضية الفلسطينية".
واستدرك في حديثه: لكن لكل عمل إيجابيات وسلبيات، السلبية هنا أصبحت تتمثل في غياب استراتيجية مقاومة منظمة وطويلة النفس ضد الاحتلال بكافة مفاعيله"، مشدداً على أن هذه العمليات ستستمر لصعوبة تنبؤ أجهزة الأمن الإسرائيلية وخاصة الشاباك بالنية المسبقة لمنفذيها مهما بلغت من مهنية عالية من أفراد ومعدات ومتعاونين مع تلك الأجهزة.
واستطرد الخبير العسكري بالقول: قد يكون هناك نوع من المنافسة والإقدام على هذا العمل مستقبلاً، وقد يصبح نمطاً وأسلوباً بديلاً عن استراتيجيات التنظيمات، إذ يعتبر هذا الأسلوب نوعا من المقاومة الشعبية"، وفق تعبير الشرقاوي.