حاوره / عبدالله عبيد
انتقد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية في فلسطين، د. رباح مهنا، استمرار الخلافات بين حركتي "فتح وحماس" وازدياد وتيرة التراشقات الإعلامية التي طفت على السطح مؤخراً بينهما، محملاً الطرفين مسؤولية تؤخر عملية إعادة إعمار قطاع غزة.
وأكد مهنا، في حوار خاص مع "شمس نيوز" أن تداعيات الانقسام الذي حصل بين حماس وفتح في الفترة الأخيرة، هو السبب الرئيس لتعطيل تنفيذ مشاريع إعادة إعمار قطاع غزة وإدخال مواد البناء.
انقسام غبي
وقال: هناك تقصير في عملية إعادة الإعمار من عدة جهات ولعدة ظروف، أولها ذلك الانقسام الغبي الذي يتحمل مسؤوليته بشكل رئيسي كل من فتح والرئيس أبو مازن وحركة حماس"، منوهاً إلى أنه قد طفح الكيل لدى الشعب الفلسطيني في غزة.
وأضاف د.مهنا: هذا الشعب تحمّل الكثير وصبر وصمد في وجه الاحتلال الإسرائيلي وممارساته، لذلك نقول لـ"فتح وحماس" اتقوا الله في أبناء شعبكم"، مطالباً إياهم أن يضعوا الخلافات جانباً، والتركيز على تعزيز صمود الشعب حتى دحر الاحتلال.
وأوضح عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية أن عدة فصائل "الجبهة الشعبية والجهاد الإسلامي والديمقراطية وحزب الشعب"، حاولت إنهاء حالة التوتر بين حركتي حماس وفتح، بعد التفجيرات التي حدثت أمام منازل قادة "فتح" قبيل الاحتفال بذكرى وفاة الرئيس ياسر عرفات.
واستدرك: لكن فتح وحماس لم تستجيبا، وعدم استجابتهما لنا في رأب الصدع أعاق الكثير من التحرك لحل هذه الخلافات، وسنلجأ إلى تحرك جماهيري لتحقيق ذلك".
سيبقى مستمراً
من جهة ثانية، استبعد مهنا أن تشن إسرائيل حربا جديدة على غزة في ظل هذه الظروف، لكنه شدد على أن نضال الشعب الفلسطيني سيبقى مستمراً لحين زوال الاحتلال.
وبيّن أن ما يحصل بالقدس والضفة المحتلة من عمليات ضد الاحتلال ومواجهات دليل على استمرار النضال الفلسطيني، وأضاف: ما نراه من استمرار حصار قطاع غزة هو شكل من أشكال العدوان الإسرائيلي المتواصل"، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني رغم ما يشهده من ضغوطات وويلات ومعاناة، إلا أنه لا يقبل الرضوخ.
وعن العمليات التي تحصل في مدينة القدس وبالأخص عملية الكنيس، أكد مهنا أن الشعب الفلسطيني وقواه المقاومة تستطيع إيذاء العدو بأبسط الوسائل، مشدداً على ضرورة تصعيد المقاومة بكل أشكالها في جميع أماكن تواجد الشعب الفلسطيني، وداعيا الشعوب العربية وخاصة القوى التقدمية منها أن تدعم هذا النضال.
ورأى أن الظروف الآن مهيأة لانطلاق انتفاضة ثالثة برزت إرهاصاتها منذ عدة أشهر، مشيراً إلى أن انطلاق هذه الانتفاضة في مجمل أوساط الشعب الفلسطيني والوطن والشتات، له عدة اشتراطات.
وبيّن أن اشتراطات قيام انتفاضة ثالثة هي: إنهاء الانقسام وتشكيل قيادة وطنية موحدة، بالإضافة إلى إيقاف التنسيق الأمني بين أجهزة السلطة والاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية".
ونوّه مهنا إلى أن الشرطة الإسرائيلية بمساعدة الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية، يعملون على وأد الانتفاضة "لكن الشعب الفلسطيني سيزداد ضغطه أكثر فأكثر لإشعال انتفاضته" بحسب تعبيره.
خطوة ايجابية
وفي سياق آخر، اعتبر عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية انضمام أبو مازن إلى الأمم المتحدة وتقديمه خطه لإنهاء الاحتلال في مدة أقصاها عامين خطوة إيجابية، ولكن بشرط أن تكون هذه الخطوة ضمن منهج وبرنامج متكامل، يوقف المباحثات المباشرة مع إسرائيل برعاية أمريكية.
وقال: إذا كان أبو مازن مترددا في ذلك، يجب أن نواصل الدعم له حتى يستمر في مثل هذه الخطوات لحماية شعبنا ومصالحه".
وشدد د. مهنا على أن القضية الفلسطينية تمر بمرحلة خطيرة جداً على الصعيد الدولي والإقليمي والمحلي، موضحاً انه ورغم ذلك إلا أن الشعب الفلسطيني، يواجه كل هذه التحديات حتى تحقيق أهدافه في الحرية والاستقلال.
وأردف بالقول: ورغم ما تمر به الشعوب العربية من تراجع وانشغالها في أوضاعها الداخلية، إلا أنها أخيراً ستقف مع الشعب الفلسطيني لأن معركة تحرير فلسطين هي معركة كل الأمة العربية، من أجل إنهاء الظلم الإسرائيلي والهيمنة الأمريكية والحكام العرب الذين لا يراعون مصالح شعوبهم".