بقلم/ د. هاني العقاد
سلسلة عمليات فدائية انطلقت من الضفة والقطاع مستهدفة تجمعات جيش الاحتلال الاسرائيلي في الاونة الاخيرة تباينت بين العمليات المسلحة بالقطاع عمليات الخطف والطعن والدهس في الضفة الغربية وعمليات الاقتحام والاشتباك معجيش الاحتلال على حدود غزة , جاءت هذه العمليات بسبب حالة الاحباط الكبيرة التي اصابت الفلسطينين سواء بالضفة او القدس او حتي غزة ,فالمشهد هو ذاته مع قليل من الاختلاف في الثلاث مناطق . السياسة الاسرائيلية تجاه الفلسطينين ان لا حل سياسي كلها تفاهمات هنا او هناك تسهيلات هنا او هناك سياسة مراوغة في كل مكان استهداف المسجد الاقصي يوميا من قبل المستوطنين الاسرائيلين تحت حماية الشرطة الاسرائيية ضمن مخطط تقوده حكومة اليمين المتطرف لتقسيم المسجد الاقصي زمانيا ومكانيا وتعويد الفلسطينين على هذا المشهد بالقدس , لا خطة سلام حقيقية تطرحها اسرائيل سوي الخطة الامريكية التي يرفضها الفلسطينين على اختلاف الوانهم السياسية ودون استثناء ولا حلول قريبه في الافق لحالة الحصار المالي والسياسي للسلطة ولحماس في غزة . المشهد يدخل الفلسطينين في حالة من الغليان والانتفاض الذاتي بعيدا عن الفصائل لان الفصائل باتت اليوم تخشي العمل وانكشاف اي استهداف تتبناه باتجاه اسرائيل .
حالة من النقد تسود الشارع الفلسطيني للفصائل كلها بلا استثناء لما يدور الان الحديث عنه وهو العمليات الفردية التي تخشي المقاومة تبنيها خوفا من استهداف اسرائيل لقادتها هذه الفصائل وخاصة ان هذه العمليات باتت اسلوبا مهما من اساليب المقاومة , لعلنا لا نحبذ تبنيها الان او حتي لاحقا ولا حتي نحبذ ان يعلق اي فصيل فلسطيني عليها مهما كان وزنه على الساحة ولعل تبني الفصائل لهذا النهج يمثل ايجاد راس تضربه اسرائيل وهذا سوف يسبب فشل مستقبلي لاي محاولة لتطوير هذه العمليات ولا اعتقد ان اي فصيل فلسطيني سيحاول حتي ولو من باب درء النقد , الفصائل باتت اليوم مشغولة بالغنائم والمناصب السياسية والتسهيلات والمراكز والكراسي ولا وقت لديها للتفكير بالمقاومة بهذا الشكل لان اي عملية تتبناها المقاومة في غزة او الضفة معناها نشوب حرب كبيرة . الملاحظ ان من ينفذ هذه العلميات هم دون سن الثامنة عشرة اي سن قبل التاطير والتنظيم او التاطير لاي فصيل وهذا يؤكد ان تلك العمليات تنطلق من وازع فردي مقاوم بسبب حالة من االياس الشديد الناتج عن سلوك وممارسات الاحتلال الاسرائيلي ضد الارض والانسان والمقدسات .
الفصائل الفلسطينينة في الضفة وغزة باتت اليوم في حرج كبير مما يجري على الارض لان الاولي انها صاحبة هذه الاستراتيجية التي خرجت عن اطارها , لان كل الفصائل لا تريد ان يدفع بعناصرها الي المشهد والاشتباك مع اسرائيل , غزة ابرمت تفاهمات كبيرة مع اسرائيل لا تستطيع اختراقها من طرف واحد لكنها تنبه بين الفينة والاخري بضرورة التزام اسرائيل بهذه التفاهمات وخاصة ان اسرائيل بدات تستخدم هذه التفاهمات كتكتيك ما لتحقيق وتنفيذ مخطط كبير قد يكون له ارتباط بصفقة القرن , وفتح بالضفة الغربية لا تستطيع ان تقود عمليات منظمة ومواجهة منظمة بعيدا عن المقاومة الشعبية لان اسرائيل تفتح عينيها على كافة قيادات الحركة بدا من اللجنة المركزية وحتي اخر عنصر بالقاعدة الفتحاوية , تاخر المصالحة و تعثرها عزز انشغال كل طرف بذاته وبات يخشي الاخر فتح تخشي حماس في الضفة وحماس تخشي فتح في غزة وهذا ما انتج العمليات الفردية اسلوبا ونهجا للمقاومة الموجعة لاسرائيل. مع هذا العجز الكبير للفصائل الفلسطينية بات مهما ان تقتنع انها معطلة لمسيرة التحررالمنظمة وديمومة المقاومة الحقيقية الموجعة لاسرائيل ولم تعد هذه الفصائل لديها استراتيجية مقاومة مع الاحتلال وفقدت بالاصل وحدة هذه الاستراتيجية وبقي سلاحها فقط علي ظهور ابنائها استعراضيا.
- هذا العجز بات مهما ان نقول ان هذا مرحب به شعبيا وليس فصائيليا ,واذا ارادت المقاومة ان تفعل شيئا عليها تسليم السلاح للشعب الذي انتج هذا النوع من المقاومة المحيرة لاسرائيل والتي اربكت كل حسابات اجهزته الدقيقة فلا يستطيع اي جهاز استخباراتي ان يتوقع هذه العمليات او ان يدخل الى عقل كل شاب فلسطيني ليعرف كيف يفكر وكيف يمكن ان ينفذ عملية فردية و اي محاولة بالمقابل من الفصائل منع هذه العمليات ستنقلب ضدها ولا اعتقد ان تلك الفصائل تستطيع ان تحمي شرفها وكرامتها في حال اقدمت علي ذلك تحت ضغط الوسيط المصري لضبط هذه المجموعات التي قد تضر بحالة الهدوء التي توصل اليها الطرفان في غزة . كما انه بالمقابل فان اي اجهزة امنية بالضفة لا تستطيع ان تمنع مثل هذه العمليات لانها خارج مناطق سيطرتها هذا من جانب ومن جانب اخر انها ليست فصائيلية اي لا تتبناها التنظيمات الفلسطينية . المتوقع ان تتصاعد خلال الفترة القادمة مثل هذه العمليات والتي سجلت تصاعدا ملحوظا خلال الساعات والايام الماضية وكبدت الاحتلال الاسرائيل العديد من الخسائر في الارواح وهي بالمناسبة عمليات ناجحة ونوعية وسبب نجاحها انها ذاتية التخطيط والتمويل والتنفيذ وسوف تشهد الضفة الغربية والقدس والعديد من هذه العمليات بهذا النهج وخاصة ان اسرائيل اخذت مؤخرا بممارساتهما الاحتلالية العنصرية تدفع الشبان الفلسطيني بالتفكير للانتقام والمقاومة وتنفيذ عمليات انتقامية للكرامة والعزة والمقدسات فما اقدمت عليه اسرائيل في المسجد الاقصي خلال عيد الاضحي المبارك بالسماح لمئات المستوطنين من اقتحام المسجد والتنغيص علي الفلسطينين واستفزاز مشاعرهم الدينية اكد ان القادم هو مقاومة الوجود الاحتلالي بالقدس وكل مدن وطرق الضفة الغربية بعمليات فردية ذاتية التخطيط او حتي عمليات تستمد اسنادها اللوجستي من بعض التنظيمات المحلية .