غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

رد حزب الله.. ضربة دسمة وسهلة الهضم

عبدالله مغاري

بقلم/ عبدالله مغاري

الرد لم يعد بعيدًا كما السابق، فالقرار اتخذ من قبل حزب الله اللبناني، وأعلن على لسان نصر الله، ذلك الرجل الذي لا يكذب كما يعترف الجمهور الإسرائيلي، التجربة الأليمة مع نصر الله بالنسبة للإسرائيليين لا يمحوها التاريخ.

الخطاب الأخير لزعيم حزب الله كان بمثابة إعلان مرحلة جديدة بالتعامل مع اعتداءات الاحتلال، طفح الكيل وحان الوقت لفتح دفتر الحساب، حان الوقت بالنسبة لحزب الله أن يكتب ورقة جديدة في هذا الدفتر، وبالدماء.

ورقة سيكتبها حزب الله اليوم أو غدًا أو بعد غدٍ لكن بالنهاية ستكتب الورقة، و في وقٍت لا يرغبه أحد، فلا الحزب الذي أنهكته الحرب في سوريا ويعي أنه بحاجة لمزيد من الوقت حتى يتعافى، ولا نتنياهو التواق للفوز في ولاية جديدة، أراد أن يأخذها بأفلام الاستعراض بالمنطقة، يريد الحرب.

لحزب الله حسابات عديدة معظمها كان يراهن عليها الاحتلال، فالحزب يعي الوضع اللبناني جيدًا، ويعي أن للحرب نتائج لا يحتملها هو والشارع اللبناني الآن، ويعي أن لعبة النار يمكن أن تحرق الجميع في المنطقة بلا استثناء، لذلك هو يبحث عن رد لا يجره إلى حرب.

رد حزب الله يطهى على نار هادئة والهدف يقاس بمزان الذهب، يريد نار لا تتمدد و بصقة في وجه نتنياهو تشوه ملامحه قبل الانتخابات، وانجاز يعيد للحزب شعبيته التي فقدها بسبب الحرب في سوريا، وضربة تعيد أعداء المحور خطوات للخلف، باختصار يبحث عن ضربة دسمة لكنها سهلة الهضم.

ليس من المنطق أن تكون الوجبات الدسمة سهلة الهضم، إلا أن الذي يمنع الحرب الآن هو ذلك، الضربة الدسمة من مصلحة حزب الله و أن تكون سهلة الهضم فهذه هي مصلحة نتنياهو، لكن ماذا لو لم يهضمها رئيس حكومة الاحتلال المعروف بأنه ذكي لحد الغباء؟.

من الواضح أن نتنياهو يعي أن هضم الضربة من مصلحته، ومن المعروف أن شخص مثله يثقن صناعة الأفلام الاستعراضية قد يتمكن من هضمها واقناع جمهوره بهضمها، حتى لو احتاج قليلًا من الوقت، أما إذا قرر التصعيد فإن المنطقة دخلت في مرحلة جديدة من الصعب هضمها.

من الصعب تخيل شكل الحرب بعد ذلك، هل تقتصر على حزب الله أم أن المدافع ستدوي من كافة المناطق التي يتواجد بها حلفاء إيران، هذا لا يحدده سوى الميدان و الأيام القادمة.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".