قائمة الموقع

ورقة نتنياهو الاخيرة

2019-09-02T10:15:00+03:00
د. هاني العقاد

بقلم/ د. هاني العقاد

مع فقدان نتنياهو العديد من الاوراق الهامة في اللعبة الانتخابية وظهور تهديد حقيقي لمستقبلة السياسي وانهاء مدو لحياته السياسية بدا مرتبكا وعصبيا بعد رد حزب الله الذي جاء علي اثر محاولته العربدة في لبنان وسوريا والعراق هذا الرد الذي كشف الله مدي ضعف نتنياهو وسياسته تجاه قضية تغير قواعد الاشتباك مع حزب الله والاستفادة من ذلك انتخابيا، وحتي بعدما ضرب محيط القري اللبنانية بالجنوب بالفسفور الحارق محاولا حسم حالة الردع لصالحه تبرزه انتخابيا الا ان الامور لم تأتي كما اراد نتنياهو وبدا عاجزا امام قوة رد حزب الله ونوعية وطبيعة الرد وبالتالي سارع نتنياهو لإغلاق جبهة الشمال خوفا من المزيد الخسارة .

مع هذه الاجواء تشتد المعركة الانتخابية الاسرائيلية وطأة يوم بعد اخر كلما اقتربنا من السابع عشر من سبتمبر اليوم المحدد لإجراء الانتخابات الاسرائيلية لان نتنياهو اليوم يواجه كومة من الخصوم السياسيين حتى من ابناء جلدته اليمين المتطرف.

لم يتمكن نتنياهو حتى اللحظة تحقيق ما يريده المستوطن الاسرائيلي فيما يتعلق بالجبهتين الشمالية والجنوبية في قطاع غزة حزب الله قد لا يكتفي بالرد الاخير وابقي الملف مفتوحا، التفاهمات التي ابرمها مع المقاومة الفلسطينية تفاهمات هشة لا توفر الامن والاستقرار في الجنوب طويلا وهذا ما يعرفه المستوطنين بالجنوب والذين قد يحجبوا عن نتنياهو المزيد من الاصوات.

الورقة الاخيرة بيد نتنياهو بعد ذلك هي وعد الإسرائيليين بضم مستوطنات الضفة الغربية وعدم تفكيك اي منها تحت اي ظرف كان وفي اي اطار او اتفاق سلام قادم مع الفلسطينيين وقال خلال تدشينه مدرسة في مستوطنة " الكانا" بالضفة انه سيمد السيادة اليهودية على جميع المستوطنات كجزء من ارض اسرائيل ,لكن نتنياهو لم يحدد اطارا زمنيا لتنفيذ هذا الوعد وقال انه لن يجري اقتلاع اي مستوطن من الضفة الغربية وان اخلاء المستوطنات الذي حدث في قطاع غزة عام 2005 لن يتكرر واكد انه ابلغ الرئيس الامريكي ترامب بهذا ضمن اي خطة سلام تطرحها الادارة الامريكية علي اسرائيل وهذا ما يفسر بروز اتجاه امريكي يدعم ضم اسرائيل مستوطنات الضفة للسيادة الاسرائيلية . كان نتنياهو قد اطلق هذا الوعد قبل انتخابات الكنيست 21 التي فشل على اثر نتائجها في تشكيل حكومة يمينية خالصة واليوم يجدد هذا الوعد الذي يعرف انه وعد الورقة الاخيرة التي يستطيع بها ان يضمن اصوات المستوطنين وجمهور اليمين في اسرائيل ويواجه تهديدات "ابيض ازرق" حزب الجنرالات الذي يهدد مستقبله السياسي اذا ما صدقت نتائج استطلاعات الراي الاخيرة التي افادت بتقدم حزب الجنرالات وتراجع الليكود الي اقل مستوي معهود وافادت الاستطلاعات ان مجمل الاصوات اليمينية التي تتحالف مع الليكود لن تزيد عن 55 مقعد وبالتالي قد يفشل نتنياهو من جديد ولن يتمكن نت تشكل حكومة اسرائيلية علي اساس تلك النتائج .

ضم كل مناطق (ج) بالضفة الغربية وفرض السيادة اليهودية على أكثر من 242 مستوطنة اسرائيلية يعيش فيها 650 ألف مستوطن ورقة نتنياهو الضعيفة ليفوز بالانتخابات وللأسف هو يعتقد انها أقوى الاوراق لذلك استخدمها من جديد بذات الوعد القديم.

لهذا سيستمر نتنياهو في جولات انتخابية بالمستوطنات هذه الفترة وخاصة الخليل لان مستوطنو الخليل طالبوه اكثر من مرة بالسماح لهم بالاستيطان على اراضي سوق الجملة في المدينة وقد يشارك نتنياهو المستوطنين في الخليل باقتحام الحرم الابراهيمي في سياق حملته الانتخابية لإظهار نفسه انه رجل اليمين الاول الذي لا يتنازل عن المخططات الصهيونية في مدينة الخليل وانه الداعم الاول للاستيطان فيها وأنه ينوي زيارة العديد من المناطق في منطقة الخليل للالتقاء بالمستوطنين وقادتهم للتأكيد لهم ان حكومة برئاسته فقط هي التي تدعم الاستيطان في الخليل . ما يدلل ان نتنياهو يستخدم ورقة ضعيفة في الانتخابات هو اجماع معظم الاحزاب السياسية اليمينية على ذات الورقة في فرض السيادة الإسرائيلية على مستوطنات الضفة وخاصة "اتحاد أحزاب اليمين" في اسرائيل بزعامة ايليت شاكيد، التي رفعت سقف دعايته الانتخابية بالتركيز على عنصر الاستيطان في الحملات الدعائية للأحزاب في اسرائيل وحل مشكلات المستوطنين وتخفيض اسعار الشقق في المستوطنات بالإضافة الي فرض السيادة الاسرائيلية عليها.

ورقة ليست قوية يلعب بها نتنياهو وهي ورقة ضم مستوطنات الضفة الغربية خاصة بعد سلسلة العمليات الاخيرة التي تلقاها المستوطنين في الضفة الغربية والتي كان اخرها تفجير العبوة الناسفة قرب مستوطنة " دوليف "غرب رام الله والتي ادت لمقتل مستوطنة واصابة اثنين اخرين، يدرك المستوطنين انها ورقة انتخابية في الوقت الضائع لأنه فشل في توفير الامن والاستقرار للمستوطنين فكيف إذا ما أعلن فرض السيادة اليهودية على تلك المستوطنات دون قدرة على فرض الامن والاستقرار.

الجميع يعرف ان نتنياهو يلعب بالنار إذا ما أقدم على تنفيذ هذا الوعد حتى لو احتل الضفة الغربية بالكامل وقام بإعادة نشر جيش الاحتلال لضمان امن المستوطنات الغير قانونية وبالتالي فان نار جهنم ستفتح على نتنياهو إذا ما نفذ هذا الوعد حتى لو فاز في الانتخابات وشكل حكومة جديدة وهذا بات مستحيلا في ظل تناقص اصواته الانتخابية.

الجمهور الإسرائيلي بات يدرك اليوم انه امام رجل فاشل بمعني الكلمة صاحب وعود كاذبة وصاحب حقن الانسولين عديمة الفائدة.

ولعل أخطر تحدي يواجه نتنياهو اليوم انه بات يكرر برنامجه الانتخابي امام ناخبيه الذين باتوا يرغبون في التغير والذهاب لبيني غانتس والجنرالات الذين لم يوعدوا بشيء حتى الان لكنهم بالهدوء والواقعية يقنعوا الناخبين أكثر من الليكود الذي جربوه طويلا.

 

 

اخبار ذات صلة