بقلم/ د. هاني العقاد
تتفاقم معاناة موظفي السلطة الفلسطينية المدنيين والعسكرين في غزة، رواتبهم التي باتت لا شيء يمكن ان يحقق مستقبل امن ومستقر لابنائهم معاناة اكثر من عشر سنوات خلفتها حكومة الحمدالله ورائها، رواتب مقطوعة للكثيرين ,تقاعد قسري ومالي وكل اشكال التعنيف بهؤلاء المواطنين واللعب بمستقبل ابنائهم, مرة بزريعة محاربة حماس واخري بزريعة الازمة المالية دون امل ان تتحسن حالة هذا الموظف الذي قضي الانقسام علي حياته وحياة أبنائه، قصصي معاناة الموظفين باتت تقلق الجميع وتنذر بانهيار منظومتهم الاجتماعية بعد ان ارتمي عدد منهم بالشوارع لعدم القدرة على دفع ايجار البيت الذي سكن به والبعض الاخر سكن بالمتنزهات واخرون يقبعون بالسجون بسبب الذمم المالية وعدم قدرتهم علي دفع وتغطية الشيكات التي استعانوا بها ليؤمنوا متطلبات تعليم ابنائهم . كان املهم ان تنصفهم حكومة الدكتور محمد اشتية حكومة الوحدة الوطنية وتعالج كافة قضايا رواتبهم وتنصف من اهانهم الحمدالله بتلك الاجراءات المجحفة والتي لم يكن لها اي مبرر سوي محاولة بائسة من حكومته زجهم في وجه الانقسام وذبحهم على مقصلة الخلاف السياسي.
لا اعتقد ان د. محمد اشتية يجهل معاناة هؤلاء الناس ولا يعرف حجم الامل الذي بات في نفوسهم عندما شكل حكومته لكنه لم يأمر بمراجعات شاملة لحالة موظفي السلطة الفلسطينية على الاقل في غزة منذ ان تسلمت حكومة الوفاق الوطني برئاسية الدكتور رامي الحمدالله مهامها حزيران 2013 واول ما بدأت به وقف علاوة الاشراف والمهنة والمواصلات لموظفي غزة المدنيين ومنذ ذلك الوقت استمر استهداف هؤلاء الناس ولحق بهم العسكرين وطالتهم الاستقطاعات كعلاوة القيادة وغيرها الي ان وصل الحال للتقاعد المالي والقسري للعسكرين بلا مبررات موضوعية . لا اعتقد ان الانتظار أكثر من ذلك سيكون في صالح الموظف او حتى الحكومة التي نالت ثقتها من ثقة المواطنين بقدرة هذا الرجل على الخروج بها من الاوحال التي باتت غارقة فيها بسبب الكثير من المشكلات واهمها المشكلات المالية التي طالت الكثيرين واهمهم الموظفين المدنيين.
ولا اعتقد ان الموظف يستطيع ان ينتظر ابعد من ذلك الانتظار فقد كان يبني امالا مع كل تصريح وزاري وسرعان ما يتضح انه واهم وان معالجة اموره الوظيفية باتت مستحليه.
اليوم الدكتور محمد اشتية مطالب بمراجعات شاملة وعليه ان يشكل خلية وزارية بأقصى سرعة لدراسة كل حالة من حالات الاخلال بمسؤوليات الحكومة الماضية وتعويض المواطن عن تلك المرحلة واحتساب حقوقه ولا نقول دفعها مرة واحدة ولكن لابد للمواطن ان يعرف حقوقه وباي شكل من الاشكال تستطيع هذه الخلية التواصل مع الموظف وتطلعه على مستحقاته الخاصة به والاجراءات التي اتخذت بحقه والتي امل ان تكون اجراءات ليست علي خلفيات سياسية او انتماءات حزبية وعلي هذه الخلية دراسة كل تفاصيل الازمة منذ بدايتها حزيران 2013 وهي الفترة التي اهين فيها الموظف واراد الكثيرين بمعاناته استعادة الوحدوية الوطنية وكأن هذا الموظف هو السبب الحقيقي وراء انقلاب حركة حماس علي الشرعية ولابد من مراجعة دقيقة حتي لكافة الملفات الخدماتية الموجهة الي قطاع غزة في قطاعات مختلفة اهمها الصحة والتعليم والشؤون الاجتماعية , لا يمكن باي شكل من الاشكال ان نفهم ان ابناء السلطة الفلسطينية في غزة اصبحوا حمل زائد او فائض يجب التخلص منه ولايوجد من يدافع عن حقوقهم .
ولأيمكن ان نفهم ان دور حكومة الوحدة الوطنية التي يرأسها الان الدكتور محمد اشتية يمكن ان تتخلي عن ابناء السلطة وتسير في ذات المسار الذي سارت فيه حكومة رامي الحمدالله وتتجاهل علاج قضايا مهمة ترسخ وتقوي النسيج المجتمعي الفلسطيني وتعيد الثقة بين المواطن والحكومة.
نحن امام حالة وطنية بامتياز تأزم فيها المواطن امتلأت حياته بالديون والقروض لم يستطع تعليم ابنائه الا بالديون ,فرط الساسة بمستقبل الاجيال ,نهش الانقسام اعراض الكثيرين من ذويه امام كل هذا نقدر حرص د. محمد اشتية لحل الازمة و الوعد بإجراء مراجعة شاملة لكافة قضايا الموظفين واهل غزة واننا نطالب بضرورة معالجة دقيقة لكافة الحالات والمواقع التي استهدف فيها هذا المواطن من قبل اي حكومة فلسطينية باعتبار حكومة د. محمد اشتية حكومة انقاذ وطني شامل وحكومة تحرر كلفها الرئيس لتأخذ بيد المواطن الي النجاة اقتصاديا وسياسيا وامنيا واجتماعيا بعدما اهين المواطن في غزة علي يد الحكومة السابقة، فلا يصح ان تتسلم حكومة سيادتكم كل بقايا الحكومة السابقة دون ان البحث عن اسباب قصورها بحق المواطنين وودون ان نشتت تلك الاسباب ونهيها ونعيد الحق لمن يستحقه , اعتقد انه دون مراجعة شاملة متخصصة يعرف المواطن تفاصيلها ا مرحلة وراء اخري لن يستطيع احد الوقوف على حجم الكارثة والتحقق من استهداف حقوق المواطنين ومعرفة اين ذهبت تلك الحقوق وخاصة ان هناك استقطاعات مالية كبيرة وهناك اشهر لم يتلقى فيها موظفي السلطة رواتبهم واصبح خبرها مجهول لتبدأ حكومتكم عهدا جديدا مع موظفيها وتعيد لهم كرامتهم التي سلبت دون وجه حق .