بقلم: هاني حبيب
يعتبر جيسون غرينبلات، مساعد الرئيس وممثله الخاص للمفاوضات الدولية وتحديداً، المبعوث الخاص للسلام في الشرق الأوسط، أو حسب المسمى الإعلامي «سفير صفقة القرن»، اليهودي من أصل هنغاري، أحد أهم «أيقونات» البيت الأبيض الأميركي، ولعلّه أكثر المسؤولين استمراراً في منصبه لسنوات ثلاث متواصلة، إذ إن معظم إن لم يكن كل المسؤولين الأميركيين الذين تم تعيينهم في وظائفهم المختلفة بعد وصول ترامب إلى البيت الأبيض، تمت إقالتهم أو استقالوا، دائماً كان هناك موظف ومسؤول كبير، قد استقال أو أُقيل، في معظم الأحيان، ظل العديد من الوظائف غير مشغولة لوقت ما حتى ما بعد استقالة «المسؤول السابق» غرينبلات واصل العمل طيلة ثلاث سنوات، مع أنه كان من المقرر أن يبقى في وظيفته سنتين فقط، من هنا يمكن القول إنه فعلاً «أيقونة» البيت الأبيض، خاصة أن استقالته مرهونة بالإعلان عن «صفقة القرن»، المقرر موعدها بعد الانتخابات الإسرائيلية في السابع عشر من الشهر الجاري.
لماذا لن تتم الاستقالة، رغم الإعلان عنها، إلاّ بعد الإعلان عن الجانب السياسي لما تسمى «صفقة القرن»؟ من الواضح أن سبب الاستقالة لا يعود إلى ما أعلن عنها، والمرجح أن تأكيدات غرينبلات أكثر من مرة، عن قرب الإعلان عن «الصفقة»، ثم العودة أكثر من مرة عن المواعيد المتكررة لإعلانها، وعدم قدرته على العمل مع الفريق العامل مع هذه «الصفقة»، كوشنير، والسفير الأميركي لدى إسرائيل فريدمان، ومساعد كوشنير آفي بيركوفيتش، ومع أن غرينبلات يترأس هذه اللجنة الخاصة بـ «الصفقة»، إلاّ أنه على الأرجح لم يكن منسجماً مع هذا الفريق، الذي يضم «صبيين» أحدهما صهر الرئيس والآخر، نائب كوشنير، ولم يتمكن غرينبلات من الاستمرار بلا انسجام في إطار هذا الفريق، وحتى لا يقال إن غرينبلات قد قدم استقالته بسبب فشل «الصفقة» بعد فشل مؤتمر البحرين، تم الاتفاق أن تسري الاستقالة إلى ما بعد الإعلان عن الجانب السياسي لـ «الصفقة».
ومع أن غرينبلات قد استقال في وقت حساس فيما يتعلق بـ «صفقة ترامب»، إلاّ أن من سيخلفه في المنصب كان الأكثر جدلاً ونقاشاً مقارنة باستقالة غرينبلات، وقد أثير العديد من الأسئلة بين الدبلوماسيين في كل من واشنطن وتل أبيب، الذين وجدوا صعوبة في فهم كيفية وضع هذه المهمة الحساسة على عاتق خريج جامعي شاب، مازال يحبو في ميدان السياسة، وهل يكفي أن يكون قد درس في المدارس الدينية في إسرائيل لمدة عامين، حتى يكون ملماً بالأوضاع المعقدة للصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي.
المتحدثة السابقة للبيت الأبيض، هوب هيكس قالت: إن من وظائف بيركوفيتش الرئيسة ـ قبل تسلمه لمنصبه الجديد ـ الخدمات اللوجستية اليومية مثل تحضير القهوة وتنسيق الاجتماعات، بينما قال أحد أرباب العمل الذي سبق أن عمل بيركوفيتش لديه، إن هذا الأخير كان بحاجة للمساعدة حتى للقيام بالأعمال البسيطة، وتهكّم قائلاً: أنا متأكد أنه سيبلي بلاءً حسناً وهو يعالج مشاكل الشرق الأوسط».
صحيفة الأيام
جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز"