شمس نيوز/ عمر اللوح
"المصيبة التي حلت بنا ليست في سقوط الأمطار، بل باختلاط مياه الأمطار بمياه المجاري، فمنذ منتصف الليل ونحن غارقون حتى أصبحت لا أعرف ماذا افعل؟؟ أهرب بنفسي أم أنقذ أطفالي الذين حاصرتهم مياه المجاري من كل مكان داخل غرفتهم" بهذه العبارة بدأت أُم خالد الشيخ من سكان مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة حديثها لـ"شمس نيوز"، بعد تعرض غزة لمنخفض جوي مستمر منذ يومين.
وقالت الشيخ والدموع تتساقط من عينيها: بعدما أخرجت أطفالي من غرفتهم حاولت الخروج من البيت، ولكنني تفاجأت بأن أسلاك الكهرباء سقطت على الأرض في وسط المياه، وبعد أكثر من ست ساعات حضرت طواقم الدفاع المدني واستطاعت إخراجي مع أطفالي، وكتب الله سبحانه وتعالى لنا النجاة".
وألقت أم خالد بشديد اللوم على بلدية غزة، التي وصفتها بأنها مقصرة ومهملة في أداء واجبها، لتضيف: البلدية غير قادرة على استثمار مكانتها في تأدية واجبها، وتخفيف العبء عن سكان المخيم، ووضع حد لطفح المجاري عندما تسقط الأمطار في معظم الأماكن، أو حتى التخلص من المياه العادمة التي تشكل مستنقعات ضارة تسهم في نشر الأمراض والمكاره الصحية، وانتشار الجراثيم وكثرة التلوث، لأنهم أصلاً شطبوا اسم مخيم الشاطئ من خريطة غزة" بحسب تعبيرها.
غرفتي غرقت بالمجاري
مراسل "شمس نيوز" تحدث مع "أحمد الشيخ"، ابن الرابعة عشرة، وهو نجل أم خالد، حيث قال: رتبت كتبي المدرسية وذهبت للنوم حتى أستيقظ باكراً للمدرسة، وأثناء نومي سمعت صوت أُمي وهي تنادي علي، فاستيقظت من النوم، وإذ بغرفتي مليئة بمياه المجاري والأوساخ، وبدأت بالصراخ، لأني كدت أن اغرق في المياه".
ويتابع والخوف يسيطر على جسده: بعد فترة حملتني أُمي على كتفيها وأخرجتني من الغرفة، وعندما حاولنا الخروج من البيت لم نستطع لأن أسلاك الكهرباء الموجودة في الشارع سقطت على الأرض". مبينا أن الجيران وطواقم الدفاع المدني قاموا بإخراجهم من البيت، مردفا: والدموع تسيل من عينيه: كل ملابسي امتلأت بمياه المجاري، وأصبحت رائحة كتبي كريهة جداً... أنا أكره الشتاء لأن حياتنا تصبح كالجحيم ونبدأ بالتفكير بالليل والنهار كيف سيمر هذا الشتاء بسلام علينا".
حياتنا جحيم
أما أبو خالد الشيخ فتحدث لـ"شمس نيوز" قائلاً : كل المجتمعات في العالم تسعى جاهدة للحفاظ على صحة البيئة، وهناك مؤسسات ومراكز خاصة مهمتها الأساسية حصر مشاكل البيئة بكل أنواعها ووضع البرامج والحلول العملية للمشكلة، ولكن في مخيم الشاطئ الوضع مختلف تماماً، فالبلدية نائمة والدفاع المدني نائم".
وأضاف: فوق ما احنا مهجرين من أرضنا نسكن في مخيم الشاطئ الذي ترفض الدواب أن تسكن فيه، فالمجاري أصبحت جزءا من حياتنا اليومية بدون سقوط الأمطار؛ ولكن بعد سقوط الأمطار أصبحنا نرفع الراية البيضاء لبلدية غزة حتى تصلح البنية التحتية للمخيم".
نعمل بكل طاقتنا
بدوره، أكد مدير عام المياه والصرف الصحي في بلدية غزة المهندس سعد الدين الأطبش أن البلدية تعمل بالليل والنهار منذ عدة أسابيع لاستقبال فصل الشتاء لهذا العام من خلال تفقد كافة المصارف وتنظيفها من الأوساخ – إن وجدت- لتفادي أي مشكلة أثناء سقوط الأمطار.
وقال الأطبش لـ"شمس نيوز": لكن يجب علينا أن لا ننكر أنه خلال الحرب الأخيرة دمر الاحتلال عددا من مصارف الصرف الصحي، وهي بحاجة لإعادة ترميم من جديد وتحتاج لتمويل ووقت كي يتم إصلاحها".
وفيما يخص مخيم الشاطئ بيّن م. الأطبش أن مباني المخيم أنشئت بطريقة عشوائية وغير سليمة وهي تحتاج لإعادة تأهيل بالكامل لحل المشكلة من جذورها، مؤكدا أن المسؤولية تقع بالأساس على وكالة الغوث، لأن سكان المخيم لاجئون، والبلدية تقوم بدور المساعد في ذلك.
ولفت إلى أن البلدية تقوم في كثير من الحالات بشفط المياه الموجودة بالشوارع خوفا من ارتفاعها، لأن العديد من المنازل المدمرة يوجد بجوارها مصارف للمياه وهي ما زالت موجودة حتى الآن ولم تتم إزالتها.