شمس نيوز/ واشنطن
كشفت تقارير صحافية عما أسمتها بـ "الملامح النهائية" لمبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب " صفقة القرن "، مشيرة إلى أنها اتضحت وتقوم على مرحلة انتقالية مدتها خمس سنوات يجري خلالها التأسيس للحل النهائي بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
ونقلت صحيفة " القدس العربي" عن مصادر دبلوماسية غربية قولها إن المبادرة الأمريكية التي ستعرض عقب الانتخابات الإسرائيلية وتشكيل حكومة جديدة، تنص على بقاء السيطرة الأمنية الإسرائيلية على غور الأردن وشمال البحر الميت، وهي منطقة تشكل 28 في المئة من مساحة الضفة الغربية، وكذلك على جميع المستوطنات والقدس.
وأضافت أن المبادرة تنص أيضا على بقاء البلدة القديمة من مدينة القدس الواقعة داخل الأسوار تحت السيادة السياسية والأمنية الإسرائيلية، على أن يحتفظ الفلسطينيون بممر للوصول إلى الأماكن المقدسة مثل المسجد الأقصى وكنيسة القيامة.
كما تنص "صفقة القرن"، وفق المصادر ذاتها، على أن يحتفظ الفلسطينيون بإدارة الخدمات المحلية في هذه المنطقة.
وبشأن باقي أجزاء القدس، نصت الخطة على تفاوض الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي خلال المرحلة الانتقالية على إيجاد حل يمكن كل من الفلسطينيين واليهود من إدارة أحيائهم وتجمعاتهم في المدينة مثل الشيخ جراح ووادي الجوز وجبل المكبر والعيسوية وصور باهر وغيرها.
هذا وأقامت إسرائيل تجمعات استيطانية في قلب هذه الأحياء والقرى والبلدات الفلسطينية.
وفيما يتعلق بالمستوطنات، نصت الخطة على نقل السيادة الإسرائيلية على الكتل الاستيطانية التي يعيش فيها غالبية المستوطنين اليهود، بينما يجري تجميد البناء في المستوطنات الواقعة في قلب الضفة الغربية، وعددها قليل، مع بقاء الجيش الإسرائيلي فيها لحين انتهاء المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي حولها.
وقالت المصادر إن المبادرة عبارة عن رؤية أمريكية للحل السياسي وليست خطة مفصلة، وإن الحل النهائي متروك للمفاوضات بين الجانبين.
وأشارت المصادر إلى أن المبادرة تخصص للجانب الأمريكي دور الراعي للمفاوضات المستقبلية بين الجانبين وأن الجانب الأمريكي "لن يكون وسيطا ولا حكما".
وتابعت إن المبادرة تركت الشكل النهائي لـ "الكيان الفلسطيني المستقبلي" إلى المفاوضات، لافتة إلى أنها لا تستخدم تعبير الدولة، وإنما تستخدم تعبير الإدارة الذاتية في المرحلة الانتقالية، تاركة الأمر للمفاوضات المستقبلية التي ستجري خلال الفترة الانتقالية.
وبخصوص مصير المستوطنات الواقعة في قلب الضفة الغربية، نصت المبادرة على أن يجري الاتفاق على مصيرها خلال المفاوضات التي ستجري في الفترة الانتقالية، بحيث يمنح سكانها من المستوطنين اليهود خيارات البقاء أو الرحيل والتعويض.
وقالت المصادر إن الخطة لا تقدم حلا لمشكلة اللاجئين وتترك الأمر للمفاوضات.
وتنص المبادرة على تخصيص حوافز اقتصادية كبيرة للفلسطينيين والدول العربية المنخرطة في العملية السلمية، وكذلك على أن يكون قطاع غزة جزءا من الحل، وأنه سيكون مرتبطا بالضفة الغربية.
وذكرت المصادر أن أراضي الضفة الغربية، التي يملكها الفلسطينيون، ستظل في أيديهم حتى في حال بقاء السيطرة الأمنية الإسرائيلية عليها مثل أجزاء واسعة نسبيا من غور الأردن.
ويتوقع أن يرفض الفلسطينيون المبادرة الأمريكية بشدة، ويرفضون التعاطي معها والانخراط في أي مفاوضات تنجم عنها.
وبهذا الصدد، نقلت الصحيفة عن مسؤول فلسطيني وصفته بالرفيع قوله: "إذا صحت هذه الأنباء، فإن الخطة تهدف إلى تحويل الضفة الغربية إلى محمية عسكرية إسرائيلية، يتواصل فيها التوسع الاستيطاني بلا توقف"، مضيفا: "لقد جربنا الحلول الانتقالية مع إسرائيل، وتبين لنا أن الانتقالي عندهم نهائي".
وتابع إن "الجانب الفلسطيني يراهن على رفض الدول العربية التعاطي مع مبادرة من هذا النوع تهدف إلى توفير الغطاء للاحتلال والاستيطان اليهودي في مختلف أنحاء الأرض الفلسطينية".