إصابة النائب الثاني لرئيس الحركة الإسلامية حسام أبو ليل بكسر في يده
اعتقال 24 فلسطينيا وإصابة شرطيين إسرائيليين بحجارة المرابطين
الجيش الإسرائيلي والمستوطنون ينسحبون من المسجد الأقصى بعد تصدي المرابطين لهم
شمس نيوز / عبدالله عبيد
تتوسع دائرة الجريمة المنظمة التي تفتعلها سلطات الاحتلال الإسرائيلي وتستهدف من خلالها مدينة القدس المحتلة ومسجدها الأقصى المبارك، والتي دخلت حيز التنفيذ الفعلي وبشكل صارم بتطبيق سياسات تهويد الأقصى، بعد استغلال الاحتلال لأجواء الواقع الفلسطيني المنقسم والواقع العربي المترهل، لتعلن الحرب على المدينة المقدسة والمسجد الأقصى، وقمع المرابطين والمعتكفين وطلاب مصاطب العلم الذين وقفوا في وجه المخططات الإسرائيلية، والتي تهدف إلى التحكم الكامل في الأقصى.
ومنذ صباح اليوم الأحد، بدأت قوات الجيش الإسرائيلي والشرطة وقطعان المستوطنين اقتحاما كبيرا لباحات المسجد الأقصى، بحجة أداء الطقوس الدينية الملازمة لما يسمى بـ"عيد الفصح اليهودي".
وأغلقت قوات الاحتلال كافة أبواب المسجد الأقصى ومنعت المصلين المسلمين من دخوله. وبحسب شهود عيان، اندلعت مواجهات عنيفة بين جيش وشرطة الاحتلال وبين المرابطين الذين لم يغادروا المسجد الأقصى منذ أيام، وتركزت الاشتباكات قرب باب حطة وباب السلسلة، حيث اعتدت قوات الاحتلال على النساء وكبار السن بالهراوات.
وقال الشهود إن الجيش الإسرائيلي أطلق تجاه المرابطين الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز المدمع، وغاز الفلفل والقنابل الصوتية، حيث وقعت إصابات في صفوف الفلسطينيين، عرف من بينهم حسام أبو ليل، النائب الثاني لرئيس الحركة الإسلامية في الداخل المحتل ومنعت قوات الاحتلال سيارات الإسعاف من الدخول لنقلهم للمستشفيات.
وجاء في الأنباء الواردة من المسجد الأقصى، بأن جنودا من قوات الاحتلال اعتدوا علي المرابطين في المسجد الأقصى ، في حين قامت قوات أخرى باقتحام المسجد القبلي وكسر زجاج نوافذه، حيث يرابط مئات المصلين المسلمين داخله.
واعتقلت قوات الاحتلال خلال حملتها على المسجد الأقصى 24 فلسطينيا واقتادتهم إلى جهات مجهولة، فيما اعترفت مصادر إسرائيلية بإصابة شرطيين جراء رشقهما بالحجارة من قبل المقدسيين الغاضبين.
وفي وقت لاحق انسحبت قوات الاحتلال من باحات المسجد بعد أن تصدى لهم المرابطون بقوة، فيما هرب المتطرف "فيجلين" مع مجموعة من المستوطنين خارجا من باب السلسلة دون أن يكمل جولته الاستفزازية.
وكانت القناة "الإسرائيلية" الثانية نشرت أنباءً تتحدث عن عقد المجلس الوزاري "الإسرائيلي" المصغر اجتماعاً لاتخاذ إجراءات عدة للحد من المظاهرات في المسجد الأقصى بينها أوامر اعتقال إدارية بحق نشطاء من القدس ونشطاء من الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني المحتل.
تطبيق سياساتها
وأكد د. حسن خاطر، الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي بدأت تُطبق وتُنفذ سياساتها بشكل صارم على المسجد الأقصى المبارك، والتي تهدف إلى الإظهار بأن لليهود حقا في الأقصى، من خلال فتح أبوابه لهم والتحكم في حركة المسلمين بالدخول والخروج والصلاة.
وأوضح خاطر لـ"شمس نيوز" أن كل ما تفعله اليوم سلطات الاحتلال هدفه محاولة الوصول إلى تقسيم فعلي للمسجد الأقصى كما هو الحال في الحرم الإبراهيمي "على أن يصبح لليهود حقوق رسمية وواضحة تثبت في أيام محددة وأوقات زمنية معينة لهم"، مشيراً إلى أن اعتقال المرابطين بالأقصى سببه أن إسرائيل تعتبر هؤلاء المرابطين العقبة الرئيسية والأساسية في وجه الاحتلال ومخططاته بالمدينة المقدسة والمسجد الأقصى.
وأضاف: كلما فشل الاحتلال في تنفيذ حلقة من حلقات هذه المخططات، يصب جام غضبه على هؤلاء المرابطين الذين يدافعون عن الأقصى بأيديهم وأجسادهم وبصدورهم العارية"، مشدداً على أنه إذا استمر الحال على ما هو عليه دون مقاومة ودون أي اهتمام أو اكتراث عربي وإسلامي ودولي، فإن الاحتلال سيحقق أهدافه في الوصول إلى ما يريد وبالتحكم الكامل في المسجد الأقصى.
ويرى الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات أن الاحتلال يستغل الأجواء الموجودة اليوم على المستوى الفلسطيني والعربي، والتي تشجعه على أن يمضي قُدماً في مخططاته وعدوانه على المسجد الأقصى، مبيناً أنه لم يبق الكثير الآن ليحقق الاحتلال أهدافه في الهيمنة على المسجد الأقصى والقدس.
استكمال مشروع التهويد
في هذا السياق، أوضح الخبير المقدسي جمال عمرو أن الإسرائيليين قرءوا الواقع الفلسطيني المنقسم والواقع العربي المنهزم ووجدوا أن الفرصة سانحة لاستكمال مشروعهم الصهيوني القائم على شعار "لا قيمة لإسرائيل بدون أورشليم، ولا قيمة لأورشليم بدون جبل الهيكل".
وأضاف عمرو في حديث لمراسل "شمس نيوز": الإسرائيليون اغتنموا فرصة انشغال العرب والانقسام الفلسطيني، وأغلقوا مدينة القدس وبدءوا بتصفية الحسابات مع المدينة المقدسة، وشرعوا بمرحلة متقدمة، وهي الانتقال من العمل السرّي إلى العلني في معاقبة المدينة"، لافتاً إلى أن اليهود أعلنوا الحرب على الأقصى هذه الأيام، الأمر الذي سيخلّف تداعيات خطيرة، بحسب وصفه.
وتابع بالقول: عندما يتخذ قرار بحق الأقصى وتحويل المرابطين إلى السجن الإداري، فإن الاحتلال يعتبرهم أعداء في الميدان ولا حاجة لمحاكمتهم، وتصبح المسألة في غاية الخطورة باعتبار أن المستوى السياسي الإسرائيلي شكّل غطاء إجراميا لقوى الأمن الصهيونية."
وأشار عمرو إلى أن المرابطين وطلبة مصاطب العلم أربكوا حسابات الاحتلال ومنعوا اقتحامه للمسجد الأقصى، منوهاً إلى أن الاحتلال يريد توجيه رسالة قوية جداً لهؤلاء المرابطين من خلال اعتقالهم ومنعهم من الدفاع عنه.
وطالب الخبير المقدسي برد فعل فلسطيني وعربي رسمي وشعبي لمواجهة جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق المسجد الأقصى.