شمس نيوز/ نيويورك
اتهم الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، النظام الإيراني، بأنه لا يزال يسعى إلى تصدير الثورة، داعيًا إلى "ضبط الأداء الإيراني" في الإقليم.
ضرب أرامكو
وعبَّر أبو الغيط، عن "ثقته التامة" في أن "لحظة الحقيقة آتية قريبًا جدًا" في التحقيق الجاري حاليًا بما عدها "هجمات إجرامية" ضد المنشآت النفطية في المملكة العربية السعودية، مؤكدًا أنه "سيحدد بدقة" من هو المسؤول، ومن الذي أطلق الصواريخ والطائرات المسيرة، ومن أين، وعندئذ "سيجري التحرك في كل المؤسسات المؤثرة"، بما فيها مجلس الأمن.
كما أكد أبو الغيط ثقته في أنه سيجري تحديد من قام بهذه العملية، قائلاً: "أنا متأكد تماماً أننا سنصل إلى نتيجة، كثقتي في قدرة طبيب شرعي على تحديد سبب وفاة شخص ما في حادث... قرأت في دورية (الفورين أفيرز) عن تفجير نووي إسرائيلي تحت الأرض في جنوب أفريقيا عام 1979، ورصد ذلك قمر اصطناعي أميركي. فما بالك بالعلوم اليوم، أي بعد 40 عاماً من ذلك".
الثورة الإيرانية
وخلال حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط" الدولية، قال أبو الغيط، "إن إيران ترغب في تصدير الثورة، وفي الدفاع عنها ضد من يتصورونهم خصومها، وهم ليسوا بالضرورة خصومها. الآلية الدفاعية لهذه الثورة تكمن في تصدير الثورة، وفي التصدي لهذا الطرف أو ذاك".
وأضاف: "أنا على ثقة مما سأقوله لك الآن وبعد عشر سنين من الأحداث: إيران مسؤولة في دفع حزب الله إلى الصدام مع إسرائيل عام 2006، كرسالة لإسرائيل مفادها نستطيع أن نطولكم، وحماس في 2008 و2009 عندما تحدت إسرائيل كانت بدفع وتشجيع من إيران. هذه واضحة وضوح الشمس. إذا استطعت أن ألحق بك ضرراً بأقل تكلفة، سأفعل ذلك".
وذكر، "أن مسؤولين إيرانيين قالوا كثيرًا خلال السنوات الأخيرة إنهم يسيطرون على أربع عواصم عربية، للأسف. شكرًا للخلل الذي أصاب العالم العربي والأمة العربية"، وفق قوله.
وتابع، "أن هناك خلل ما حصل في ثلاثة أحداث: عام 1990 عندما قام العراق بحماقة الرئيس صدام حسين بغزو الكويت، فتسبب بهذا الاقتحام على الفضاء العربي، قبل أقول أيضاً الخلل عندما اتجه العراق إلى الاصطدام مع إيران عام 1980، ثم الخلل الآخر الذي سببه الغزو الأميركي للعراق عام 2003، وكذلك الخلل الرابع فيما سماه البعض الربيع وأنا أسميه التدمير؛ لأنه أدى إلى تحلل دول والقضاء على دول وإضعاف دول. يهدد التحلل دولاً مثل سوريا وليبيا واليمن.. التدمير في سوريا بلغ في رؤى البعض ما بين 600 مليار و800 مليار دولار".
القضية الفلسطينية
وفي سياق منفصل، أكد أبو الغيط، أن العرب "لا يمكن أن يقبلوا" بهيمنة "إسرائيل" على فلسطين التاريخية، موضحًا أنه لا يعلم أي شيء عما يسمى "صفقة القرن" لدى إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية: "لا أعلم عنها أي شيء، لأنهم لا يتحدثون عنها. وعندما يطرحونها سنرى، وإن كان ما يتردد عنها يؤشر إلى أفكار خاصة بما يسمى السلام الاقتصادي، أي أن نعطي الفلسطينيين منزلاً وسيارةً في مقابل أن ينسوا القدس واللاجئين، وحقهم في دولة وعلم ونشيد وطني. لن يحصل هذا. التسوية يجب أن تكون سياسية - اقتصادية - اجتماعية، وليست ذات بعد اقتصادي فقط".
وأوضح، أن الوضع الحالي لا يؤشر إلى وجود أمل في الملف الفلسطيني؛ مضيفًا لأن هناك حكومة أميركية موالية بالكامل لإسرائيل. وتتخذ من الإجراءات ما يؤدي إلى الدفع بالفلسطينيين إلى عدم النقاش، ولحسم مسائل حيوية للتسوية. يدفعون بها في اتجاه نصرة إسرائيل، ومنها موضوعات القدس واللاجئين والجولان... كلها مسائل تخرب التسوية.
وأردف: "في هذه اللحظة لست من المتفائلين بالاحتمالات لحركة جادة؛ خصوصاً أن المجتمع الإسرائيلي أيضاً يتصور خطأ أنهم نجحوا في مد أيديهم عبر الفلسطينيين إلى الدول العربية، وهي ليست بحقيقة. ليست الحقيقة، بل هم يروجون هكذا لأنفسهم ولمجتمعاتهم المحلية. يريدون تطبيع العلاقات مع الدول العربية، وبالتالي يصير الموضوع سهلاً".
واستطرد: "لن يحصل هذا. وأقول في كل المحافل الدولية والموائد المستديرة والاجتماعات التي أتحدث فيها: واهم من يتصور أن العرب سيتخلون عن القضية الفلسطينية. العرب يتمسكون بتأييد الفلسطينيين، ولا يمكن أن يقبلوا أن تهيمن إسرائيل على فلسطين التاريخية، وأن يقضى على حقوق الفلسطينيين. لن يحدث".