غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

كيف بدأ العمل بالتوقيت الشتوي؟

التوقيت الشتوي

شمس نيوز/ وكالات

إذا كنتم تعيشون في بلد لا يلجأ كل عام إلى العمل في التوقيت الشتوي مثل تركيا مثلاً، فعليكم الانتباه إلى هواتفكم الذكية التي من الممكن أن تعود ساعة إلى الوراء أوتوماتيكياً، كونها تُحدث نفسها تلقائياً.

ففي شهر أكتوبر من كل عام تلجأ غالبية الدول في العالم إلى بدء العمل في التوقيت الشتوي، وذلك عن طريق تأخير الوقت ساعة إلى الوراء.

ورغم أنّها مجرّد ساعة واحدة، فإنها مفيدة جداً للكثيرين، لذلك سنقدم لكم اليوم كل ما تريدون معرفته عن فوائد تأخير الساعة، وما هي الدول التي تعمل بهذه الآلية والأسباب.

بكل اختصار فإن العمل بالتوقيت الشتوي هو للاستفادة بشكل أفضل من ضوء النهار، فعندما نؤخّر الساعات بمقدار ساعة في الخريف، فإننا ننقل إحدى ساعات الليل إلى النهار، حيث يمكن للمزيد من الأشخاص الاستفادة من هذه الساعة. والعكس في الربيع.

ففي الخريف نقوم بتأخير التوقيت ساعة إلى الوراء أما في الصيف فتتم إعادتها إلى وضعها الطبيعي بتقريبها ساعة.

وفق صحيفة The Guardian البريطانية، فإن فكرة التلاعب بالوقت لتوفير الطاقة أو جعل اليوم يبدو أطول تعود إلى أكثر من 200 عام، ولكنها لم تنتشر على نطاق واسع حتى بدأت الحرب العالمية الأولى تأخذ منحى خطيراً.

بسبب نقص إمدادات الفحم في جميع أنحاء أوروبا، اضطرت ألمانيا وحليفتها الإمبراطورية النمساوية المجرية إلى تطبيق نظام تأخير التوقيت في 1916 من أجل توفير الطاقة، وسرعان ما تبعتهما مجموعة أخرى من الدول على جانبي الصراع.

تراجعت العديد من الدول عن تطبيق هذه الحيلة بعد انتهاء الحرب عام 1918، ولكنها عادت مجدداً خلال أزمة الطاقة في سبعينيات القرن الماضي.

جميع الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي سوف تؤخر ساعاتها بمقدار ساعة واحدة يوم الأحد، 27 أكتوبر/تشرين الأول 2019، بموجب القانون الذي ينظم مدة التوقيت الشتوي لمنع انتشار التغيرات الموسمية المختلفة عبر الدول المجاورة.

في الولايات المتحدة، سوف تؤخر الساعات بمقدار ساعة في أول يوم أحد من شهر نوفمبر/تشرين الثاني، والذي يوافق هذا العام 3 نوفمبر.

أما في الدول العربية فغالبيتها ستبدأ العمل ما بين 25 و27 أكتوبر.

على عكس نصف الكرة الشمالي، سيكون النصف الجنوبي من الكرة الأرضية على موعد مع بدء العمل بالتوقيت الصيفي، وقد بالفعل فقد كانت نيوزيلندا أول البادئين عندما قدمت توقيتها ساعة واحدة في نهاية سبتمبر/أيلول وتبعتها الولايات الأسترالية التي تُطبّق التوقيت الصيفي (نيوساوث ويلز، وفيكتوريا، وجنوب أستراليا، وتسمانيا، ومقاطعة العاصمة الأسترالية) في أول يوم أحد من شهر أكتوبر.

أما أستراليا فقررت الاستقرار على نظام التوقيت الصيفي طوال العام منذ 2011، ولكن أدّى ذلك إلى حلول الظلام في وقت الظهيرة في بعض المناطق، لذا قررت في عام 2014 العودة إلى التوقيت القياسي في الخريف. وبقيت الساعات على حالها منذ ذلك الحين.

ما هي الآثار المترتبة على تغيير التوقيت؟

بداية، أجمل وأفضل ميزة هي البقاء ساعة إضافية في السرير. ولكن تغيير التوقيت له تبعات أكبر، على استخدام الطاقة، والزراعة، وحتى الحالة المزاجية.

البعض يقول إن تغيير التوقيت لا يوفر الطاقة فعلياً، لأن توفير الاستخدام المنزلي في ليالي الصيف يُستبدل بالمزيد من الاستهلاك الصباحي.

بينما التأثيرات الصحية التي يُروّج لها على نطاق واسع تتضمن: قدرة الأشخاص على التعرض بشكل أكبر لأشعة الشمس خلال أشهر التوقيت الصيفي، مما يعزز من مستويات فيتامين د لديهم، بينما يشير المنتقدين إلى أن اضطراب الإيقاعات اليومية (أنماط النوم) قد يؤثر سلبياً على صحة الإنسان.

ووجدت بعض الدراسات أن مخاطر الإصابة بأزمات قلبية تزداد خلال أول ثلاثة أسابيع بعد تغيير التوقيت في الربيع.

ولكنهم وجدوا أيضاً أن ساعة إضافية من النوم بعد تأخير الساعات في الخريف تحد من مخاطر الأزمات القلبية خلال أيام العمل الأولى بعد تغيّر التوقيت.

وأشارت الدراسات إلى أنه بالرغم من الحصول على «ساعة نوم إضافية» عند تأخير الساعات لا يدفع الأشخاص إلى النوم لفترة أطول، فإن فقدان ساعة من النوم عند تقديم الساعات يؤثر سلبياً على أنماط النوم لعدة أسابيع بعد ذلك.

هل هناك تأثير اقتصادي؟

نعتقد أن التوقيت الصيفي له تأثير على الاقتصاد، ولكن، مجدداً، الأمور مختلطة بعض الشيء. بالرغم من استفادة مجالات بيع التجزئة والسياحة من ساعة النهار الإضافية في الصيف، قد يعادل ذلك بعض التأثيرات الصحية المذكورة سابقاً.

منذ فترة طويلة، يكره العاملون في مجال الزراعة التوقيت الصيفي بسبب تأثيره على كل شيء، من حلب الأبقار إلى جني المحاصيل. ولكن المتحدث باسم الاتحاد الوطني للمزارعين رسم صورة أكثر دقة، وقال: «في آخر مرة اختبرنا الأمر بين أعضائنا، كانت هناك أغلبية طفيفة لصالح تغيير التوقيت».

كما يتأثر قطاع الطيران بشكل طفيف. تحتاج الجداول الزمنية للرحلات الجوية إلى أن تتغلب على مشكلة تغيير التوقيت في أوقات مختلفة بكل دولة. ولذلك، تعمل جميع الطائرات وجداول المطارات حسب التوقيت العالمي، القائم على توقيت غرينتش.

هل التوقيت الصيفي خطير؟

عندما تتأخر الساعات في الخريف، يعني ذلك أن الظلام يحل خلال معظم أوقات الذروة بعد الظهيرة.

يحدث عدد أكبر من الحوادث لمختلف الأسباب، خلال فترة الذروة ما بعد الظهيرة، وتشير دراسات إلى أن تأخير الساعات في الخريف يزيد من عدد الحوادث.

ولهذا السبب، اقترحت الجمعية الملكية لمنع الحوادث أن تستخدم بريطانيا التوقيت الصيفي طوال العام، مبررة ذلك بأن ساعات النهار الأكثر ظلاماً أفضل، بمقدار هامشي، من الأمسيات الأكثر ظلاماً.

ولأننا نتحدث عن المخاطر، فقد بدا أيضاً أن تغيير التوقيت له تأثير على الجريمة، إذ تنخفض معدلات السرقة بالإكراه في أمسيات الربيع الأكثر إضاءة.

هل يحظى الأمر بشعبية؟

أشار استطلاع على منصة YouGov إلى أن تفضيل أغلبية ضئيلة من الأشخاص لنظام التوقيت الصيفي، إذ يقول 44% إنهم يفضلون الحفاظ على النظام الحالي بتقديم وتأخير الساعات مرة كل عام، بينما 39% يعارضون ذلك ويريدون إلغاء تطبيق هذا النظام.

وأظهر الاستطلاع اختلافات إقليمية مثيرة للاهتمام؛ إذ تؤيد اسكتلندا الوضع الراهن بشدة، لأن تطبيق التوقيت الصيفي طوال العام قد يؤدي إلى شروق الشمس بعد الساعة العاشرة صباحاً في بعض المناطق.

ما الدول التي لا تهتم بتطبيق تغيير التوقيت

هناك حوالي 70 دولة لا تُطبق تغيير التوقيت مثل تركيا والسعودية ومصر والعراق والكويت وليبيا وقطر وتونس، واليابان والصين وأجزاء من كندا.

إضافة إلى معظم الدول حول خط الاستواء لا تلجأ إليه، بسبب الفوارق الطفيفة جداً في طول فترة النهار على مدار العام.

مفهوم الزمن، مائع ونسبي، أليس كذلك؟

في العصور الحديثة للساعات الرقمية، والهواتف الذكية، والجداول الزمنية للقطارات ومزامنة التقويمات، قد يبدو الزمن ثابتاً ومنظماً. ولكن هذا غير صحيح.

قبل تطوير التقنيات اللازمة لمعرفة الزمن على نحو دقيق، كان الناس ينظمون أوقاتهم بشكل أكثر مرونة. قسمت الحضارات القديمة ساعات النهار إلى 12 ساعة بغض النظر عن مدى طول أو قصر النهار.

هذا يعني أن ساعات النهار تصبح أطول خلال الربيع والصيف، وأقصر في الخريف والشتاء.

نعلم أن الحال في روما القديمة كان على هذا النحو، إذ اعتمد الرومان على الساعات المائية لمتابعة الوقت باستخدام مقاييس مختلفة لكل شهر.

حتى مع بدء اختراع الساعات الميكانيكية، ظل الوقت متفاوتاً بشكل كبير من مكان لآخر. في إيطاليا، على سبيل المثال، كانت الساعات في مدينة البندقية تسبق الساعات في تورينو دائماً بمقدار نصف ساعة.

إن فهمنا للزمن الموحد، الذي يُطلق عليه «توقيت الساعة»، مفهوم حديث جداً يعود إلى بدايات تطوير السكك الحديدية.

مع انتشار السكك الحديدية، أصبح تنسيق رحلات السفر باستخدام القطارات أمراً صعباً بسبب وجود توقيت فردي لكل مدينة وكل محطة.

لذا بدأت الدول في توحيد المعيار الزمني بسبب ذلك. وكانت بريطانيا الأولى في ذلك، في أربعينيات القرن التاسع عشر مع شركة Great Western Railway لتشغيل قطارات السكك الحديدية، وبحلول عام 1883، أصبحت جميع قطارات بريطانيا تعمل وفقاً لتوقيت غرينتش.

ثم حذت دول أخرى حذوها، مع بعض التغييرات الطفيفة. حتى عام 1911، عملت الساعات المعلقة على الجدران الخارجية لجميع محطات القطارات الفرنسية وفق توقيت باريس الرئيسي القياسي (الذي يسبق توقيت غرينتش بحوالي تسع دقائق)، ولكن الساعات داخل المحطات والقطارات نفسها تتأخر عن ذلك بمقدار خمس دقائق، لكي تسمح للركاب المتأخرين أن يلحقوا بقطاراتهم.

ولم تُوحّد معايير المناطق الزمنية العالمية حتى ثلاثينيات القرن الماضي. وكانت نيبال آخر دولة تعتمد على التوقيت الزمني العالمي القياسي المرتبط بتوقيت غرينتش، عام 1956.

المصدر: عربي بوست