شمس نيوز / عبدالله عبيد
"الاعتراف بإسرائيل" هو الحلم الكبير الذي تحاول أن تحققه دولة الاحتلال الإسرائيلي.. فمنذ العام 1948 حتى يومنا هذا، فعل الاحتلال الكثير ليحصل على اعتراف بكيانه، فكانت روسيا أول الدول التي اعترفت به، تبعتها الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية الحليف الأكبر لإسرائيل.
ولم يعد الاعتراف بإسرائيل مقتصراً على بلاد الغرب وحدهم، بل إن هناك أنظمة ودول عربية أيضاً قد اعترفت بالكيان الإسرائيلي، وقامت بالتطبيع معه، وأبرمت اتفاقيات سياسية واقتصادية بينهم، ليغردوا سوياً وبعيداً خارج سرب فلسطين المُحتلة، والتي من المفترض أن تكون قضية العرب والمسلمين الأولى.
فلسطين شهدت العديد من المجازر التي ارتُكبت على يد الاحتلال الإسرائيلي، والتي كان آخرها العدوان الذي نُفّذ على قطاع غزة قبل عدة أشهر، واستمر لمدة 51 يوماً وألحق دمارا كبيرا بالقطاع، إلى جانب الأعداد الهائلة من الشهداء والجرحى والمنكوبين، ولم يصدر أي موقف من أي دولة عربية، بل إن بعض الدول العربية ساندت جهارا إسرائيل في حربها ضد المدنيين بغزة، وها هي اليوم لا تحرك ساكناً أمام ما يحدث بالمسجد الأقصى والقدس.
تنسيق أمني
جهات عربية حاولت الضغط على المرابطين والمدافعين عن المسجد الأقصى للسكوت عما يحدث فيه من اقتحامات متكررة للمستوطنين، هذا ما أعلن عنه رئيس الحركة الإسلامية في الداخل المحتل، الشيخ رائد صلاح في وقت سابق، ليشير إلى أن هناك ممثلين عن الدول العربية "قالوا لنا غضوا البصر عن الاقتحامات التي يقوم بها الاحتلال للأقصى" بحسب تعبيره.
وقال الشيخ في تصريحات صحفية: موقفنا واضح، نحن لا نعطي شرعية للاحتلال في دخول الأقصى"، منوهاً في حديثه لـ"شمس نيوز" إلى وجود نوع من التنسيق الأمني بين أنظمة عربية وبين إسرائيل، فيما يتعلق بموضوع القدس والمسجد الأقصى.
وأضاف: من الواضح أن إسرائيل تحاول أن تصنع محوراً إسرائيلياً عربياً أمريكياً في المنطقة، وتبين أنهم متفقون على كل ما هو مطلوب في ملف القدس والمسجد الأقصى".
وتابع الشيخ صلاح: مثال ذلك الدور الذي يقوم به السيسي وزبانيته تحديداً في محاولة إعدام غزة وأهلها بالبث المباشر، وبالطبع الاحتلال هو المستفيد من ذلك"، مشيراً إلى أن أهداف التحالف العربي الإسرائيلي تكمن في الوقوف بوجه التغيرات العربية، بالإضافة إلى محاربة المشروع الإسلامي بكل ثمن.
تفاهم عربي إسرائيلي
حركة الجهاد الإسلامي وعلى لسان القيادي خالد البطش، بيّنت أن هناك قرارات اتخذت من قبل دول عربية للاعتراف بدولة الاحتلال.
حركة المقاومة الإسلامية حماس ترى بدورها أن فكرة الاعتراف بالاحتلال الإسرائيلي، من قبل دول وأنظمة عربية لا تخدم أبداً القضية الفلسطينية، بل على العكس تعطي الغطاء لجرائم المحتل وتحسين صورته أمام العالم ، وهذا ما ثبت من التجارب السابقة.
وقال القيادي في حماس حسام بدران لـ"شمس نيوز": أي توجه من طرف أي دولة عربية نحو الاحتلال سوف يصب في مصلحة العدو الإسرائيلي، ويتناقض مع مصالح شعبنا الفلسطيني".
وأضاف: الاحتلال ثبت فشله في إخضاع قطاع غزة، وهو أعجز أن يفرض إرادته على دول مستقلة إذا ملكت قرارها"، مطالباً الدول العربية والإسلامية بدعم القضية الفلسطينية والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني.
العلاقة أقوى
بدوره، أوضح المحلل السياسي، هاني البسوس، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الإسلامية بغزة، أن علاقة بعض الدول العربية مع إسرائيل الآن، أقوى مما كانت عليه في الماضي، معللاً ذلك بأن هذه الدول تحاول أن تقترب من الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال البسوس لـ"شمس نيوز": هذه الدول العربية تحاول نسج علاقة قوية مع الولايات المتحدة لتنضم لحلفها الأقوى عالمياً، وذلك لا يمكن أن يكون إلا من خلال توطيد العلاقات مع إسرائيل، حليف أمريكا في المنطقة" بحسب تعبيره.
وبيّن البسوس أن النظام المصري الآن يقوم بنسج علاقات قوية جداً مع إسرائيل، تماما كما كثير من الدول العربية التي تربطها علاقات اقتصادية وسياسية وأمنية بدولة الاحتلال".
وأرجع المحلل السياسي توطيد علاقة الأنظمة العربية بإسرائيل إلى الخوف من إمكانية قيام ثورة ضدها، مشدداً على أن هذه الأنظمة والدول لا يهمها القضية الفلسطينية وغير معنية بها، لأن مصلحة هذه الأنظمة هي في السير مع إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية على حساب القدس وفلسطين.