شمس نيوز/ فلسطين المحتلة
كشفت القناة "13" العبرية، مساء أمس الأحد، خلال سلسلة وثائقية عن تفاصيل اغتيال الشهيد المهندس يحيى عياش.
ونقل المحلل العسكري للقناة ألون بن دافيد، خلال السلسلة المكونة من 5 حلقات، عن أحد الضباط المشرفين على العملية، أنه تلقى أمرًا واضحًا ومباشرًا بتصفية يحيى عياش، بعد عملية مطاردة طويلة.
كما نقل بن دافيد عن آفي ديختر، قائد المنطقة الجنوبية في "الشابك" وقت تنفيذ العملية، قوله: "قلت لم لا تعطوه هاتف نقال، ورجال التكنولوجيا قالوا، إن كنتم تضمنون أن يتحدث بالجهاز وهو ملاصق لأذنه حينها سنستطيع تجهيز هاتف نقال".
وأضاف: "هاتف كبير نسبيًا بحيث يكون بالإمكان ملؤه بمادة متفجرة ويقوم بالمهمة في اليوم المحدد".
وأوضح (ص) مهندس "الشاباك"، رئيس قسم التكنولوجيا، الذي أشرف على وضع المفجرات في الهاتف: "رأينا أن جميع الأجهزة التي نفحصها لا يوجد بها متسعًا، لكن عثرنا على جهاز من نوع ألفا لشركة موتورولا، يوجد به لسان جلدي تحته فراغ قليل".
وأردف: "قررنا استغلال الفراغ لنضع بداخله مادة متفجرة.. كمية المتفجرات كانت قليلة جدًا بحدود 11 جرامًا".
وقال: "أحتاج متسع لـ11 جرامًا للمادة المتفجرة، للكرات المعدنية الصغيرة، وبالطبع للجهاز الإلكتروني الذي سيؤدي كل المهمة والذي سيوضع داخل الجهاز".
وذكر ديختر خلال التقرير: "حينها حذرونا أنه يجب أن ينفجر وهو يتحدث؛ لأن أي إبعاد للجهاز عن رأسه سيؤدي إلى إصابته أو ربما يقطع له إصبعًا ليس أكثر".
ونشرت القناة، ما قالت إنه جزء من المكالمة الصوتية الأخيرة بين القيادي البارز بكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس يحيى عياش ووالده قبيل وقت قصير من اغتياله عام 1996، بعد أن سمحت الرقابة العسكرية بنشر تسجيل المكالمة.
ويسمع في المكالمة التي جرت في 5 يناير عام 1996، حديث يدور بين الوالد الذي يسكن في قرية رافات بمدينة نابلس، وبين يحيى الذي كان حينها قد وصل لقطاع غزة عقب اشتداد ملاحقة الاحتلال له على خلفية وقوفه خلف عديد العمليات ضد قوات عسكرية إسرائيلية.
وفي المكالمة، يرد والد يحيى السلام على شخص كان برفقة نجله في غزة، ثم تنتقل بعد ذلك إلى يحيى نفسه، ويدور حديث قصير جدًا بينه وبين ووالده قبل أن ينقطع الخط، وهي اللحظة التي يعتقد بأنه جرى خلالها تفجير الهاتف الملغم بيحيى.
ويحيى عياش مهندس متفجرات أطلق عليه لقب المهندس، وهو من أبرز قادة كتائب القسام، وطاردته "إسرائيل" لفترة طويلة وتنقل بين الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، ونجح في تشكيل خلايا عسكرية نفذت عمليات أوقعت قتلى وجرحى.
وولد عياش الابن عام 1966، وينحدر من بلدة رافات في محافظة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، وحصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية.
ونجحت "إسرائيل" في اغتياله عام 1996 في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة بواسطة جهاز تلفون محمول مفخخ كان يجري مكالمات عبره مع عائلته في نابلس.
ومن المقرر أن تعرض القناة الـ 13 العبرية تقريرًا حول الاغتيالات الإسرائيلية ضد قادة فصائل المقاومة الفلسطينية من بينهم عياش، في تفاصيل شملت لقاءات مع والده وأفراد من عائلته.