قائمة الموقع

خبر بالصور: مدارس غزة .. نوافذ بلا زجاج و "حصص للتقشيط"!

2014-12-01T14:55:12+02:00



شمس نيوز/علي الهندي

يخرج الطالب محمود أبو طويلة من منزله صباحا قاصدا مدرسته الابتدائية التي يصل إليها بعد قرابة النصف ساعة سيرا على الاقدام حيث لا يوجد سيارات أجرة تسلك طريق مدرسته الداخلية في حي الشجاعية شرق غزة، كحال الكثير من زملائه في الدراسة.

وخلال المنخفض الجوي الأخير وتساقط الأمطار في الأسابيع الماضية، فلا يمر يوما إلا ويصل محمود مدرسته وهو مبلل الملابس والأقدام جراء كثرة البرك والحفر التي يعج بها طريق مدرسته الرملي الذي لم يتم صيانته من سنوات طويلة ويسلكه في كل يوم مئات الطلاب والطالبات ذهابا وإيابا في طريقهم للدراسة.

بالتأكيد، وكما يقول محمود لـ"شمس نيوز" فلا يقتصر الأمر على سوء حال الطريق في هذه الأجواء الماطرة العاصفة، فعندما تنتهي رحلة الوصول للمدرسة واذا سلم منها فان بانتظاره فصلا متهالكا بلا نوافذ تقيهم برودة الجو ومياه الأمطار المتساقطة خلال هذه الأيام من هذا العام ، الذي يعتبر الأسوء للقطاع التعليمي، جراء تعرض العديد من المدارس للضرر الشديد و الهدم الكلي أو الجزئي نتيجة القصف الشديد التي تعرضت لها أو محيطها خلال الحرب العدوانية الإسرائيلية الأخيرة على القطاع.

وحسب وزارة التربية والتعليم الفلسطينية في غزة، فإن الحرب الأخيرة التي شنّها الاحتلال الإسرائيلي في السابع من يوليو/ تموز الماضي، أدت إلى تضرر 244 مدرسة بالقطاع، منها 70 مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، و174 مدرسة حكومية، إذ تسببت الصواريخ الإسرائيلية بتدمير 26 مدرسة منها بشكل شبه كلي.

ويعاني الطلاب والطالبات من المرحلة الابتدائية حتى الثانوية من أجواء الشتاء القارص وغرق الفصول بالمياه ما يتسبب في اضاعة حصص كاملة وتشتيت الدراسة والانتباه ما يترك اثره الواضح على مستوى التحصيل العلمي للطلاب في هذا العام.



نوافذ بلا زجاج!

أما ريم عبيد الطالبة في المرحلة الإعدادية فتجلس في مقعدٍ دراسيّ يقع إلى جانب النافذة التي تكسّر زجاجها، جراء الصواريخ الإسرائيلية التي استهدفت مدرستها ، الواقعة في حي الشجاعية على الحدود الشرقية لمدينة غزة.  

ويغطّي تلك النافذة المحطمة، قطع من "النايلون" الممزّق جراء شدة العواصف والأمطار، والذي يسمح بمرور الهواء والمياه الباردة ، ويتسبب بإغراق حقيبتها المدرسية وكراساتها التي تحاول جاهدة منع وصول الأمطار إليها، كما تقول عبيد.



برودة مزعجة ورطوبة عالية!

بدوره، قال المرشد التربوي في احدى المدارس التي تضررت في الحرب بالشجاعية، إن فصول المدرسة التي من المفترض ان توفر كل سبل الراحة والدفئ للطلاب ليمارسوا طلب العلم بالشكل الأمثل، باتت اليوم مصدر ازعاج وتشتيت لتركيز وانتباه الطلاب جراء شدة البرد والرطوبة العالية.

وأشار في حديثه لـ"شمس نيوز" إلى ارتفاع نسبة مرض الطلاب خلال الفترة الماضية نتيجة تعرضهم لنزلات البرد والزكام جراء برودة الفصل وتسلل المياه الى داخله والهواء البارد وهم يجلسون لساعات داخل الفصول الدراسية، مع ارتفاع نسبة الرطوبة وانخفاض درجات الحرارة وتبلل ملابسهم دون وجود أي مصدر للتدفئة.

ومن المتوقع أن تستمر معاناة الطلاب في المدارس المتضررة في ارجاء قطاع غزة، وذلك خلال الأشهر القادمة من فصل الشتاء لعدم توفر أي حلول سريعة وفعلية تقيهم هذه الظروف الصعبة.



وزارة التربية والتعليم

في هذا السياق، أكد معتصم الميناوي نائب مدير عام العلاقات الدولية والعامة بوزارة التربية والتعليم بغزة، أن هناك معاناة شديدة يمر بها الطلاب في المدارس المتضررة، وهناك صعوبات كبيرة تواجه وزارة التربية والتعليم في هذا الجانب، مشيرا إلى محاولات للتغلب عليها بما يتوفر من ادوات ووسائل بدائية مثل "النايلون" والسترات الجلدية، إلا ان ذلك لا يفي بالحد الأدنى لاحتياجات الطلاب ولا يوفر لهم الحماية الكافية في أجواء فصل الشتاء.

وبيّن الميناوي ان الوزارة ناشدت مرارا وتكرار المجتمع الدولي ووكالة الغوث وتشغيل اللاجئين وجميع الجهات المعنية، للضغط على الجانب الاسرائيلي لادخال مواد الإعمار حتى يتسنى اعادة بناء ما تم تدميره خلال الحرب من مدارس ومنشئات مدنية والتي لا تشكل أي خطر او تهديد وأن هناك رقابة على هذا الأمر.

وطالب بضرورة تحييد هذا القطاع التعليمي، وجميع القطاعات المدنية من أي تجاذبات سياسية او تعنت اسرائيلي يحول دون اعادة بناء المدارس ، لافتا إلى عدم وجود أي وعودات من أي جهة لوضع حل لهذه الأزمة وان كل ما ينشر هو مجرد اخبار اعلامية دون وجود أي تطبيق فعلي لها.

وأوضح الميناوي أن هناك العديد من المدارس مثل : مدرسة الشجاعية وجمال عبد الناصر وغيرها من المناطق التي تعرضت للاستهداف المباشر من الاحتلال الاسرائيلي ،  تعاني من تدمير كبير ولا يمكن اصلاحها بالوسائل العادية بل يجب اعادة اعمارها من جديد.








اخبار ذات صلة