شمس نيوز/ غزة
كشف عضو المكتب السياسي لحركة " حماس "، خليل الحية، عن تفاصيل جديدة حول المستشفى الميداني الأمريكي الذي يجري تجهيزه قرب حاجز بيت حانون "ايرز" شمال القطاع، متحدثًا عن مسيرات العودة والانتخابات وملفات أخرى.
وقال الحية في تصريحات عبر (قناة الميادين) إن "قطاع غزة يعاني من أزمة صحية خانقة، وبالقدرة على معالجة أمراض خطيرة"، لافتا إلى وجود مرضى بالقطاع لا يستطيعون السفر عبر الاحتلال أو مصر أو التحويل للمستشفيات الإسرائيلية "فماذا نفعل؟".
وأضاف: "طرحت علينا فكرة بأن هناك مستشفى لجمعية خيرية أمريكية تتنقل بين الدول في بعض مناطق النزاع والخلاف، حيث كانت في دول سابقة"، مشيرا إلى أن حركته عرضتها على الفصائل "ووافقنا عليها".
وتابع الحية: "نحن من حدد مكان هذه المستشفى وهي تبعد عن السلك مئات الأمتار ولا يصل إليها ضمن الاتفاق أي مواطن فلسطيني إلا إذا تم تحويله من وزارة الصحة والمشافي في غزة بقرار طبي".
وأردف القيادي في حماس قائلا: "هم يديرون المستشفى ببعدها الفني وهناك شراكة في الإدارة"، معتبرًا أنه "من حق بعض الناس أن يتخوفوا، لكن هناك كثير من مرضانا يذهبون للعلاج بمستشفيات الاحتلال وهذا أخطر علينا من أن يكون مستشفى بأطباء أمريكان وغيرهم".
وزاد قائلا: "قلنا لكل الفصائل، هذه المستشفى تحت الاختبار"، مبينا أنها "ضمن تفاهمات وإجراءات كسر الحصار، ومن نتائج مسيرات العودة، ووافقنا عليها نحن والفصائل الفلسطينية".
وأكمل: "نحن نطمئن الجميع في قضيتين، الأولى، أن هذه المستشفى لم تفرض علينا بل نحن وافقنا عليها، والثانية، أنها تحت الاختبار فإما أن تقدم الخدمة المطلوبة التي تفي بأغراض الناس وتلبي حاجاتهم أو ترحل".
واستطرد: "أي اخلال أمني نحن نراقبه ونتابعه (..) إما أن تكون هذه المستشفى رافعة إنسانية لشعبنا، وإلا سيطلب مغادرتها فورا عندما نرى أي خطر على شعبنا، ولن نتردد أي لحظة في هذا القرار".
وأوضح أن "المتابعة الأمنية في غزة يقظة، وأجهزتنا الأمنية والعاملين بالأمن يقظون، ونحن نتابع كل عمل يمكن أن يضر شعبنا أو المقاومة، وهذه المستشفى تحت الاختبار".
مسيرات العودة
وفي شأن آخر، أكد الحية استمرار مسيرات العودة وكسر الحصار، مشددًا على أن "قرار الفصائل وكل قوى شعبنا في غزة، أن تبقى حالة وطنية مقاومة كفاحية بصورتها الشعبية السلمية".
وحول أسباب تأجيلها ثلاثة أسابيع متتالية، ذكر الحية أن "إدارة المسيرات تخضع لتقديرات قيادتها (..) بعد عملية اغتيال القيادي بهاء أبو العطا وماتبعه من تصعيد إسرائيلي، هناك حالة من التوجس والترقب داخل قيادة المسيرات".
ولفت إلى أنه جرى تأجيلها لكبح جماح الاحتلال خاصة في ظل فشله في إنجاز حكومة إسرائيلية، مضيفا: "لا نريد لشعبنا أن يبقى مصيدة أمام الرغبات الإسرائيلية؛ للخروج من أزماته".
وقال إنه يعتبر قرار التأجيل كان ذاتيا وصائبا؛ تقديرا للمصلحة الوطنية "لكن باعتقادي أن هذه الأسابيع الثلاثة كافية"، متابعا: "أعتقد أنه في الأسبوع القادم ستنطلق هذه المسيرات مجددا بعنفوانها وبقوة؛ لتبقى حالة وطنية بمواجهة الاحتلال واستنزافه عبر المقاومة الشعبية السلمية".
وأكد أن "العلاقة بيننا والاحتلال، هي علاقة مواجهة ومقاومة ودفاع عن شعبنا"، منوها إلى أن "الحديث عن هدن طويلة الأمد صعب التحقق والمنال؛ لأن الاحتلال لا يكف يده عن القتل والإرهاب وسفك الدماء، ومن حقنا الطبيعي أن نقاومه وندافع عن شعبنا".
ووفق الحية، فإن الاحتلال يتمنى هدنة طويلة الأمد، مؤكدا عدم وجود مطالبات أو أطروحات بمثل هذه الهدنة على الأرض.
وأردف: "المقاومة وفي مقدمتها حماس لن تنجر وتعطي الاحتلال فسحة وقت بما هو مطروح لأنه لم يلتزم في 2014، ولا بتفاهمات وإجراءات كسر الحصار التي تمت العام الماضي والحالي".
وشدد الحية أنه "على الاحتلال أن يلتزم بما هو قائم ومطروح من تفاهمات. وقف إطلاق النار عام 2014، وما تلاها من تفاهمات واجراءات كسر الحصار".
صفقة التبادل
وفيما يتعلق بملف صفقة تبادل الأسرى مع الاحتلال، نفى الحية وجود أي جديد بهذا الملف، مشيرا إلى أن الاحتلال غير جاد في إبرام صفقة ويستخدم هذا الموضوع لطمأنه الشارع الإسرائيلي.
وقال: "يهمنا في المقاومة وحماس والقسام، أن ننجز صفقة تبادل حقيقية وطواقمنا التفاوضية جاهزة ومطالبنا يعرفها الاحتلال والوسطاء"، مطالبا وسائل الإعلام بتوخي الدقة ومراعاة مشاعر الأسرى وعوائلهم بهذا الإطار.
الاغتيالات والعلاقة مع الجهاد
وبخصوص الضامن لعدم عودة الاحتلال لسياسة الاغتيالات، قال الحية إن "إسرائيل دولة مارقة وكيان قاتل، لا يكبح جماحها إلا المقاومة والنار (..) نحن لا نراهن على أخلاق الاحتلال إنما على توازن الردع الذي أحدثته المقاومة ويقظتها".
وأضاف: "إذا لم يلتزم الاحتلال، فمقاومتنا وسرايانا وكتائبنا وجبهاتنا جاهزة للرد على العدوان الإسرائيلي؛ لأنه من حقنا مقاومة الاحتلال حتى إنهاء وجوده على أرضنا".
وبين أن أي فصيل فلسطيني يبرم اتفاقا عبر الوسيط المصري لكبح جماح الاحتلال "أمر مفيد"، لافتا إلى أن حركته دفعت باتجاه وقف إطلاق النار الأخير وكانت تتابع الحوار بين الجهاد الإسلامي والجانب المصري.
وبهذا الصدد، أكد الحية أن العلاقة بين حماس والجهاد "أعمق وأرسخ"، لافتا إلى لقاءات جرت بين الطرفين، من بينهم لقاء مع الأمين العام زياد النخالة.
وقال الحية خلال حديثه: "الأمور أفضل من سابقتها. التنسيق كامل والتفاهم على الاستراتيجية والتكتيك قائم".
المواجهة الشاملة
وأضاف: "نحن أو أي فصيل لم نكن يوما، على بدء أي مواجهة مع الاحتلال، إنما هو يبدأ بالعدوان والقتل ونحن نرد"، متابعا: "المعركة بيننا والاحتلال مفتوحة على مسارين، الأول الرد على العدوان، فيما الثاني متابعة المواجهة والمقاومة الطبيعية".
وزاد قائلا: "نحن والفصائل الفلسطينية لسنا مستعجلين في مواجهة طويلة الأمد (..) نحن لسنا هواة حروب. نبعد شبح الحرب ما استطعنا حتى نراكم قوتنا وننتظر اللحظة كي تكون أي مواجهة للتحرير وإزاحة الاحتلال".
وألمح إلى أنه إذا اندلعت المواجهة الشاملة فعلى كل قوى المقاومة في المنطقة المشاركة في المعركة".
وردا على مزاعم إعلام الاحتلال حول إحباط تهريب معدات عسكرية إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم، نفى الحية ذلك، معتبرا أن الاحتلال يحاول أن يبرر جرائمه بحق شعبنا.
الانتخابات
أما عن الانتخابات قال خليل الحية إن حركة حماس وافقت على طلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية بأوقات مختلفة، مضيفاً "ننظر للانتخابات أنها خطوة ايجابية ورفعنا كل العقبات لنريح أبو مازن".
وتابع خليل الحية قائلاً "إذا طلب أبو مازن (الرئيس عباس) من قطر أموالاً لتمويل الانتخابات أتوقع أن توافق على طلبه".