غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

شارك فيها 3000 شخص، مروحيات، وسفن حربية

الكشف عن تفاصيل جديدة حول اغتيال أبو جهاد في تونس

أبو جهاد

شمس نيوز/فلسطين المحتلة

كشفت القناة الإسرائيلية (13)، بعض تفاصيل جريمة اغتيال القيادي الفلسطيني الشهيد خليل الوزير (أبو جهاد)، وشككت بجدواها بالنسبة لـ"إسرائيل".

واغتيل أبو جهاد في أبريل من عام 1988، بعملية للموساد الإسرائيلي في تونس، بعدما "بعدما نسبت له مسؤولية توجيه الانتفاضة الأولى والتخطيط لعملية ضخمة في قلب تل أبيب استنادا لتسجيل صوتي رصد مكالمة للراحل أبو جهاد مع فدائيين كان من المفترض أن ينفذوها".

وأشارت القناة في تحقيق وثائقي بعنوان "اغتيالات"، أن رئيس حكومة الاحتلال آنذاك اسحق شامير تردد في المصادقة على العملية بسبب خطورتها وخشية فشلها وكلفتها لبعدها الجغرافي، وكون أبو جهاد يقيم داخل بيت محاط بالحراس.

إلا أن رئيس الاستخبارات العسكرية وقتها الجنرال الراحل امنون ليبكين شاحك هو من حسم الموضوع بعدما سئل من قبل شامير فكان دعمه للعملية قاطعا. ويستدل من البرنامج التلفزيوني أن "إسرائيل" كانت تعتقد أن اغتيال أبو جهاد من شأنه وقف الانتفاضة الأولى التي أشغلتها وأحرجتها في العالم.

سيناريو اغتيال مكرر وجيش من المجندين**

ووصف التحقيق، عملية اغتيال الرجل الثاني في منظمة التحرير الفلسطينية أبو جهاد بأنها من أكبر عمليات الاغتيال التي نفذتها "إسرائيل"، حيث شارك فيها  3000 شخص  بين التحضير والتنسيق والتنفيذ، إضافة الى خمس سفن حربية وسفينة تحمل طائرات مروحية وتشكيلات من الكوماندوز ووحدات من الموساد ومن الوحدات الخاصة في الجيش والمخابرات.

وكانت تسريبات صحافية إسرائيلية سابقة كشفت في الماضي عن مساعدات معلوماتية قدمها أحد جيران أبو جهاد، وكذلك رجحت أن أحد موظفي بلدية تونس سلم الموساد خرائط بيته، مما ساعد في تخطيط اقتحامه.

غير ان القناة ( 13) أوضحت في تحقيقها أن الموساد حاز على معطيات وصور من داخل بيت الوزير من قبل أشخاص دخلوه كضيوف، يقال إن واحدة منهم انتحلت شخصية صحافية أجنبية، وهذا ما أشارت إليه أرملة الشهيد انتصار الوزير في واحدة من مقابلاتها الصحافية. وحينما سئل رئيس حكومة الاحتلال الاسبق إيهود براك عن معنى تجنيد ثلاثة آلاف شخص لقتل شخص واحد، قال إن أبو جهاد ليس رجلا عاديا. براك نفسه الذي قال مرة لو كنت فلسطينيا لصرت فدائيا، سئل عما إذا كان يحترم أبو جهاد ومقاومته، اكتفى بالقول هذه المرة "لم تكن لأبو جهاد أي فرصة للنجاة والرد في تلك الليلة".

في روايتها قالت القناة (13) إن جنديا انتحل شخصية امرأة رافق جنديا آخر كانا أول من وصل بيت ابو جهاد، وحينما وصلا كان الحارس في مدخل البيت وهو داخل سيارة، فتظاهرا بأنهما ضلا الطريق فسألاه وخلال مشاغلته تمت تصفيته برصاصة من مسدس كاتم صوت، وعندها تقدم نحو البيت 25 جنديًا كانوا في محيطه. وبذلك كررت اسرائيل طريقة الاغتيال بالاحتيال على الحارس كما فعلت ليلة اغتيال القادة الشهداء كمال عدوان وكمال ناصر وأبو يوسف النجار في بيروت قبل سنوات من اغتيال الوزير في تونس.

واستعرض البرنامج تفاصيل كثيرة عن تخطيط وتنفيذ العملية، منها الاتصال مرتين في بيته بواسطة أحد أقربائه هو في غزة تم اعتقاله خصيصا لهذه المهمة بغية التثبت من وجوده في البيت قبيل الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، خاصة بعدما بلغت معلومات طارئة وفحص إمكانية سفره لأوروبا في تلك الساعات المتأخرة من الليل.

كما كشف أن المشرفين على العملية تثبتوا من ذلك من خلال مكالمة هاتفية لجندية إسرائيلية كانت في مقر قيادة العملية في وزارة الجيش في تل أبيب فاتصلت عبر بدالة أوروبية وردت عليها انتصار الوزير، كما قالت القناة الاسرائيلية.

محاكاة لبيت الوزير**

وكشف البرنامج الوثائقي عن عمليات تدريب كثيرة على اغتيال خليل الوزير تم خلالها بناء بيت في منطقة الجنوب يطابق مقاسات بيت خليل الوزير ومعطياته على ساحل بحر تونس. وقبل ذلك كشف موشيه يعلون انه تم التدرب على اقتحام بيت أبو جهاد في بيت شقيقه في منطقة حيفا دون تبليغه بالسر وبهدف التدريب. وعن كيفية إبقاء الموضوع سرًا وقيد الكتمان قبيل تنفيذ الاغتيال قالوزير الجيش الأسبق موشيه يعلون إنه تم حجب هوية الشخص المستهدف بالعملية سوى عن عدد قليل من القادة العسكريين.

وتضمن التحقيق تفاصيل كانت قد نشرت من قبل، بعضها بشكل غير رسمي أو بالتلميح، منها قيادة يعلون بنفسه للعملية وقتها. وهذه المرة الأولى التي يعترف بها يعلون بالصوت والصورة بشكل واضح أنه شارك بالعملية بصفته قائد الوحدة الخاصة التابعة لهيئة الأركان، وقال إنه صعد للطابق الثاني من بيت أبو جهاد.

وتابع :"بعد تفجير مغلاق باب بيته سارع أبو جهاد لاستلال مسدسه وقد سمعنا صوت تجهيزه وكاد يطلق النار علينا ثانية قبل رميه بالرصاص".

يشار إلى أن صحيفة " يديعوت احرونوت" كانت قد نشرت قبل سنوات تحقيقا عن جريمة اغتيال الوزير، وأكدت أن يعلون تثبت بنفسه من موته وأطلق عشرات الرصاصات عليه وهو ممدد على أرضية بيته سوية مع جنود آخرين أفرغوا بجسده مجتمعين نحو 70 رصاصة.

كما كشفت الصحيفة الاسرائيلية وقتها أن الجندي الذي كان أول من أصاب الوزير برصاصات قاتلة قد قتل وتقطعت أوصاله بحادث سير وهو يقود دراجة في طريق وادي عربة نحو مدينة إيلات.

المصدر: صحيفة القدس العربي