غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

لا يمكن الوصول إلى حل وسط في مسألة الحدود

خبر معاريف - المفاوضات عالقة

بقلم: شالوم يروشالمي

يتهمون ويعلقون

"أنا لا أحتاج بنيامين نتنياهو"، قال أول أمس الرئيس الفلسطيني أبو مازن للنواب من اليسار ممن زاروه. "أنا لا احتاج أيضا رئيس الأركان. أعطوني ضابطا صغيرا، حتى ملازم، فأسلمه مفاتيح السلطة الفلسطينية. ها هي، خذ وأدر، وفي غضون ساعة أكون في الخارج".

الكثير من الإحباط كان في قول أبو مازن هذا، والذي ترافق وحركات يد واسعة، رغم أنه بدا في اللقاء نفسه متسامحا ومتصالحا. فقد روى أبو مازن لضيوفه  ما عرفوه جيدا، رغم كل التصريحات المتفائلة والنفي من تسيبي لفني. ففي أثناء الأشهر التسعة الأخيرة، منذ بدأت المفاوضات، لم نتقدم في شيء. الأمور صعدت وهبطت، إجرائيا أيضا، ولكن أحدا بعد لم يلمس بجدية ايا من المسائل الجوهرية: القدس، اللاجئين، المستوطنات أو حدود الدولة الفلسطينية.

أبو مازن، يقترح، بالتالي، بأنه عندما تستأنف المفاوضات، يبحث الطرفان في الأشهر الثلاثة الأولى في موضوع الحدود. هذا في واقع الأمر هو شرطه لاستئناف المحادثات. لنفترض أن هكذا حصل، واضح للجميع بان المفاوضات ستتفجر مرة أخرى، وبسرعة. فقد تعرفنا جيدا على هذه المسألة قبل بضعة أشهر، عندما وضع موضوع غور الأردن على الطاولة. أبو مازن لم يكن مستعدا لأي تواجد إسرائيلي على نهر الأردن. وأول أمس كشف النقاب أمام محادثيه بأنه وافق على تواجد أمريكي على النهر.

 ما معنى الأمر؟ أبو مازن لا يوافق على دولة فلسطينية يتحكم الإسرائيليون بحدودها. إسرائيل غير مستعدة لان يكون جنود أجانب مسؤولين عن هذه الحدود. فكيف سيكون ممكنا الوصول إلى حل وسط في هذه المسألة الهامشية نسبيا؟ حتى وزير الخارجية جون كيري لم يجد لذلك جوابا، رغم أنه بعث إلى هنا بجنرال أمريكي مع مئة من رجال الطواقم والخبراء.

سقوط في الجهل

المفاوضات لن تستأنف على ذلك بسرعة. وفي هذه الأثناء فان لعبة الاتهامات المتبادلة في ذروتها. ادعاءات إسرائيل معروفة. وهي في نظر الكثيرين تعتبر مبررة. فالرفض الفلسطيني للاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية مقلق. أبو مازن يحاول أن يري بأنه هو بالذات الرجل الذي يقترب منا على مدى السنين، ونحن الذين ندحره.

"وافقت على دولة مجردة"، قال ابو مازن للنواب حيليك بار، تمار زندبرغ ورفاقهما من اليسار. "وافقت على تبادل للأراضي. أنا الرجل الذي جاء الى الجامعة العربية وقال انه مستعد لتحل مشكلة اللاجئين بشكل يكون مقبولا من اسرائئيل ايضا. وافقت على طرف ثالث على الحدود. ماذا يريدون مني؟". هذه الايام يقدم في تل أبيب معرض رائع للفنان الاسطوري ليوناردو دي فنشي، الذي كان يعيش في القرن الخامس عشر.

"أسوأ شيء يمكن أن يحصل للفنان هو ان يعجبه فنه"، قال دي فنشي ذات مرة. يمكن ان نقول ذات الامر ايضا على السياسيين في الشرق الاوسط، الذين يعرضون حلولا خاصة بهم للنزاع، لا يمكنها أن تقدم أي شيء.

في هذه اللحظة المفاوضات عالقة. ورئيس الوزراء نتنياهو ملزم بايجاد حل يرضي بالذات نفتاليبينيت، في موضوع السجناء الاسرائيليين الذين يفترض أن يتحرروا في النبضة التالية. معقول الافتراض بانه سيتم الوصول الى صيغة، حتى على حساب التفجير المؤقت للمفاوضات مع الفلسطينيين. فأحد لا يعتزم التوجه الى الانتخابات، ولا حتى بينيت.

بالمناسبة، ابو مازن وجد على حد قوله حلا ممتازا للتصريحات المتطرفة لبينيت، بوغي يعلون، زئيف الكين او داني دانون. "أنا أستمع لنتنياهو فقط. من ناحيتي هم ليسوا ذوي صلة"، قال ابو مازن اول امس لضيوفه وكشف عن بعد آخر من الجهل في السياسة الاسرائيلية. فنتنياهو متعلق بحزبه وبائتلافه. وحتى لو اراد ان يتقدم، فهما اللذان يربطان يديه وقدميه.

مسألة الاقصى

كلمة أخيرة عن الحرم. أول أمس بعث اليّ عيرا ربابورت، عضو مركز الليكود ورجل التنظيم السري اليهودي السابق، الرسالة التالية. "صحفي باحث كان سيكون أشد قليلا على وزير الامن الداخلي"، كتب ربابورت، من سكان مستوطنة شيلو. "الوزير يبعث الى يتسهار بوحدة مختارة كي تسيطر على ستة أو سبعة فتيان لم يستوعبوا بعد بانه توجد دولة. في الحرم عشرات المشاغبين العرب يرشقون الحجارة بهدف المس باليهود وبالشرطة ولالقاء شعب اسرائيل من بلاده، وليس للشرطة قوة لهم؟".

"فلعل الوزير يسيطر مثلما في يتسهار على المسجد الاقصى؟ ولكن أسئلة كهذه لن تسأل لان هذا لا يلائم الاجندة"، أجمل ربابورت. إذن ها أنا، سألت.