شمس نيوز/ توفيق المصري
يترقب الفلسطينيون بغضب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإدارته بنود خطته لتسوية الصراع في الشرق الأوسط والمعروفة بـ "صفقة القرن"، والتي طال انتظارها.، مؤكدين رفضها وعدم قبولهم بأن تلعب واشنطن أي دور بالتوصل للسلام.
ودعت حركتي فتح وحماس، إلى استعادة الوحدة الوطنية، على أنها "أنجع الوسائل" لمواجهة الصفقة التي صاغتها إدارة ترامب وفقًا للرؤية اليمينة الأكثر تطرفًا في "إسرائيل" وعلى حساب القضية الفلسطينية.
نضال لا يتوقف**
رئيس المكتب الإعلامي في مفوضية التعبئة والتنظيم لحركة فتح منير الجاغوب، قال إن "مواجهة الصفقة تبدأ بتوحيد الصف الداخلي الفلسطيني والمرجعيات وتوحيد عملنا الفلسطيني".
وأضاف الجاغوب لـ"شمس نيوز": "سيتصاعد نضال الشعب الفلسطيني الذي لم يتوقف، وليس شرطًا أن يكون بالعنف ولكن هناك طرق كثيرة لمواجهة هذه الصفقة بما فيها رفضها بشكل مطلق وحشد جميع الجهود العربية والدولية".
وشدد على، أن المطلوب الآن موقف عربي وإسلامي ودولي يؤكد على الحق الفلسطيني -حسب الشرعية الدولية- لإيقاف أمريكا و"إسرائيل" عند حدهما.
ولفت إلى، أن لدى "حركة فتح والحركة الوطنية الكثير لمواجهة الصفقة على المستوى الشعبي والجماهيري بتنظيم مسيرات أو اعتصامات أو مواجهات والكثير من البرامج".
كما أكد، أن "الشعب الفلسطيني لن يقف مكتوف الأيدي أمام الانتهاكات الأمريكية والإسرائيلية بحقه وضد قضيته التي يحاولون تصفيتها".
رؤية موحدة**
من جهته، أكد حازم قاسم المتحدث باسم حركة حماس أن "شعبنا الفلسطيني سيواجه هذه الصفقة كما واجه غيرها من المشاريع التي هدفت إلى تصفية القضية الفلسطينية منذ بداية الصراع".
وأضاف قاسم، أن "المؤامرات والمشاريع التي يُراد منها تصفية القضية الفلسطينية تنتهي بتشبث الفلسطيني بحقه، واستمرار المقاومة (سواء الشعبية أو المسلحة)".
وتابع: "إن هذا التشبث سيزداد تماسكًا مع إعلان (صفقة القرن)، وهناك موقف موحد من كل قوى الشعب الفلسطيني يجري الترتيب لبلورة خطوات لتفعيله".
وأشار المتحدث باسم حماس إلى، أن "صفقة القرن" كانت حاضرةً في تفاصيل زيارة رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية لعدة دول، مضيفًا "وكانت المحور الرئيسي في تناول الموضوعات خلال لقاءاته مع الزعماء والدول.. شرح خطورة هذه الصفقة وما المطلوب من أجل منع تمرير الصفقة، وهذا الملف الأهم في جولة هنية، وأحد أهداف الزيارة حشد الموقف الدولي للقضية الفلسطينية".
ويرى قاسم، أن التصدي ومواجهة الصفقة يحتاج إلى رؤية جماعية وليست خطة فصيل أو رؤية فصيل بحد ذاته، موضحًا أنه من أجل ذلك جاءت دعوة هنية للقاء فتح والفصائل بشكل عاجل في القاهرة.
وقال، إن "مواجهة الصفقة مسؤولية الجميع، لأنها تستهدف الوجود الفلسطيني وهوية الأرض الفلسطينية"، داعيًا الكل الوطني للتحرك من أجل رفضها.
وعلى الصعيد الدبلوماسي، اعتبر قاسم، أنه بات مطلوب من السلطة خطوات مركزية وتستطيع أن تفعلها وتؤثر بها "بإعلان تحللها من اتفاقية (أوسلو) والتي ضرورية جدًا الآن؛ لأن استمرار تبني النهج والتمسك بهذه الاتفاقات يساعد على تمرير الصفقة".
وشدد على ضرورة تطبيق السلطة للقرارات التي اتخذها المجلس المركزي خلال عام 2015، وتفعيل قرار وقف العمل بالاتفاقات بين السلطة والاحتلال.
"لقد تأخرنا كثيرًا"
واعتبر طلال عوكل الكاتب والمحلل السياسي، أن الجانب الفلسطيني "تأخر كثيرًا" في التوجه نحو اتخاذ سياسات وقرارات لمجابهة "صفقة القرن".
وقال عوكل لـ"شمس نيوز"، "إن صفقة القرن ليس بإعلانها اليوم.. الفلسطينيون يعرفون أنهم أمام صفقة تسعى لتجفيف ومصادرة حقوقهم منذ قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل".
وأوضح: "كان يجب على الفلسطينيين بعد يوم أو يومين من إعلان ترامب القدس (عاصمة لإسرائيل) أن يلتقوا ويتفقوا على إنهاء الانقسام؛ لأن بقائه يُسهل عمليًا تنفيذ (صفقة القرن) التي تنص على دولة في غزة وأخرى بالضفة".
وتساءل الكاتب: "ما الذي يمكن إنجازه في ظل وضع عربي مشرذم؛ أصبح أولوية كل دولة حماية نفسها والبحث عن استقرارها وليس القضية الفلسطينية، وباتت الجماهير العربية منهكة؟"، مستدركًا بالقول إن "الأساس هو أن تُبنى الذات الفلسطينية ثم السعي خلف دعم عربي وإسلامي ودولي".
وأكد عوكل على ضرورة "إنهاء الانقسام فورًا واستعادة الوحدة؛ لأننا أمام مرحلة جديدة انتهت فيها (أوسلو) وبعدها نحن ذاهبون نحو الصراع المفتوح على كل الأرض وكل الحقوق، فالصفقة تنسف أي إمكانية للسلام، ولأي حديث عن الدولة في حدود الـ 67.. إسرائيل أوقفت كل هذا"، كما يقول.
ولفت إلى ضرورة إيجاد استراتيجية وطنية بأدوات وطرق وأساليب عمل جديدة ينخرط فيها كل الشعب الفلسطيني بكل قواه السياسية؛ "لأنه بعد انتهاء (أوسلو) من غير الممكن أن نتوقع انتفاضة شعبية واسعة وشاملة وقوية –في الضفة وغزة معًا- دون تحقيق التوافق الوطني"، وفق قوله.
ونوه إلى، أن العائق الأكبر في مواجهة الصفقة يقع على القوى والفصائل وأولهما فتح وحماس، معتبرًا أن السلطة يمكن أن تتحرك دبلوماسيًا "بدون جدوى" معللاً: "أن بإمكانها الذهاب للجنائية الدولية أو الأمم المتحدة وتأخذ مزيدًا من القرارات، وملف الأمم المتحدة طافح بالقرارات التي "تُنصف" الفلسطيني وهي لا تنصفهم؛ فانصافهم هو حقهم على كل أرض فلسطيني التاريخية".
ويعدُّ العمل الدبلوماسي "يُمكن أن يكون كواحدة من سياقات المواجهة، وأن والسلطة لوحدها لن تحل المشكلة"، داعيًا القوى السياسية للنهوض وتحمل المسؤولية في إعادة بناء السلوك والتصور والاستراتيجية الفلسطينية على أساس المواجهة الحقيقة، "وليس طرف يعتبر نفسه أن بإمكانه المواجهة بنفسه".