قائمة الموقع

صفقة ترامب وسياسة الأمر الواقع

2020-01-30T08:38:00+02:00
9999497653.jpg

بقلم/ أحمد يونس شاهين


كما كان متوقعا ان يعلن الرئيس الأمريكي ترامب عن ما يسمى بصفقة القرن، فقد اختار الوقت المناسب له ولصديقه نتنياهو فهما بحاجة الى حجة إنقاذ من مأزقهما الداخلي كلا في دولته فنتنياهو يواجه قضايا فساد، وترامب يواجه قضية عزل من منصبه، إن صفقة ترامب أعدت بطريقة متقنة تنسجم مع الرؤية الإسرائيلية وتلبى تطلعات ومطامع دولة الاحتلال فقد اجتهدت إسرائيل منذ سنوات وزاد هذا الاجتهاد منذ تولي نتنياهو رئاسة الوزراء الذي اعتمد في سياسته على مصادرة مساحات كبيرة من الأراضي الفلسطينية لإقامة المستوطنات عليها وشق طرق بينهما وتهويد القدس وهدم منازل الفلسطينيين فيها، وتحدث ترامب في الصفقة عن وحدانية القدس لدولة إسرائيل ومصادرة حق العودة وهذا يعني اغلاق ملف اللاجئين وإنهاء عمل اونروا وما يتبعه من اضرار على الفلسطينيين، كما تحدث عن تعويض الفلسطينيين بأراضي مقابل الأراضي التي استولت عليها إسرائيل والتي أقامت عليها مستوطناتها من مخالفة الخطة تكمن في مصادرة 40% من حدود 1967 وبذلك تكون هذه الخطة تجاوزت قرارات مجلس الآمن 242 ، 338 وإعلان ترامب عن الخطة بحضور طرف واحد من أطراف الصراع وهو رئيس الوزراء الإسرائيلي فهذا دليل قاطع على ان الصفقة اعداد إسرائيلي بامتياز وإلقاء امريكي في مسرحية هزيلة حضورها صهاينة وأمريكان وحفنة
من السفراء العرب.
تأتي هذه الصفقة في ظل ازدياد ارتخاء العرب ومواقفهم الأدنى من حيادية بل يتبجح بعضهم بدعم الخطة سياسياً ومالياً وهم يعلمون ان الصفقة تطال في ثناياها المنطقة العربية بأشملها بما أنها ستعزز من قوة إسرائيل واتساع حدودها من جميع
الاتجاهات، وبناء على ذلك فقد أصبح الفلسطينيون وحيدون في مواجهة هذه الصفقة المشؤومة فليس لهم خيار إلا انهاء الانقسام وتجسيد حقيقي للوحدة الوطنية التي ستقوي الموقف الفلسطيني وتكون صمام أمان للشعب الفلسطيني وتعزز صموده في
مواجهة هذه الصفقة المشؤومة، فالمرحلة بحاجة لخطة فلسطينية استراتيجية تشمل حراك سياسي ودبلوماسي خارجي لحشد مزيد من الدعم السياسي الدولي.
اخبار ذات صلة