قائمة الموقع

خبر الأرض بتتكلم عربي.. وغزة تدخن عربي!! (تقرير مصور)

2014-12-06T08:47:14+02:00

شمس نيوز / عبدالله عبيد

عدسة / حسن الجدي

سجلت أسعار بيع السجائر في قطاع غزة أرقاما قياسية، بسبب إغلاق الأنفاق التي ظلت حتى وقت قريب المصدر الأول لتهريب "التبغ" بأنواعه، حيث شهدت بعض الأسعار ارتفاعا بنسبة 150%، الأمر الذي دفع المدخنين إلى العودة لشراء وتدخين ما يعرف بـ"الدخان العربي والشامي" الذي ظل سوقه راكدا سنوات طويلة، لرخص ثمنه مقارنة بالماركات المعروفة.

ولوحظ في أسواق قطاع غزة مؤخرا انتشار بسطات لبيع "الدخان العربي"، وهو نوع من التبغ يباع بالميزان، إلى جانب ورق للف السيجارة، وماكينات يدوية خاصة لضغطها حتى تأخذ الشكل الجاهز للتدخين.

وتشهد أسعار السجائر في قطاع غزة ارتفاعاً كبيراً عما كانت عليه في السابق، بفعل إحكام السلطات المصرية إغلاق الأنفاق الحدودية ، التي تعد الشريان الرئيسي لإدخال البضائع والسلع الغذائية وخاصة السجائر والتبغ.


مراسل "شمس نيوز" تجول في أسواق غزة، وكانت البداية في سوق فراس، وقابل العديد من بائعي التبغ، وبعض المواطنين المدخنين.

المواطن أبو رائد (47 عاماً) أعرب عن استيائه وتذمره من ارتفاع أسعار السجائر بشكل كبير، ليقول: أنا أدخن منذ 15 سنة، ولا أستطيع ترك التدخين، وأسعار الدخان ارتفعت بشكل جنوني ليصل ثمن علبة السجائر إلى 30 شيقل في بعض الأحيان".

وأضاف "أبو رائد" محادثاً "شمس نيوز": أدخن في اليوم علبتين من السجائر، ولكن بعد ما ارتفع سعره، اكتفيت بعلبة واحدة، إلى أن انتهى بي الحال لتدخين التبغ العربي، لأن سعره منخفض".

وأشار إلى أن سعر الدخان العربي يرتفع شيئاً فشيئاً، بسبب ارتفاع إقبال المدخنين عليه بعد غلاء سعر الدخان العادي، مستدركاً في حديثه: لكن مهما يرتفع سعر العربي، لا يصل لسعر الدخان المستورد"


ارتفاع السعر

أما محمد عطاالله، بائع تبغ، فأرجع سبب إقبال المواطنين المدخنين على الدخان الشامي، أو ما يسمى شعبيا بـ"الدخان اللف" إلى ارتفاع أسعار السجائر المستوردة، موضحاً أن سعر علبة السجائر تجاوز في الآونة الأخيرة الـ30 شيقل، بعد أن كانت 10 شواقل".

ولم يكن أمام البائع عطاالله إلا أن يشتري كميات كبيرة من الدخان العربي "الشامي" لكثرة إقبال المواطنين عليه، ليبين في حديثه لـ"شمس نيوز" أن دائرة الجمارك رفعت قيمة الجمرك على هذا النوع من الدخان.

وقال: كانت الجمارك تأخذ على دخان "اللف" 40 شيقل، لكن الآن رفعوا الجمرك إلى 160 شيقل، وبالفعل نحن نعاني من زيادة الأسعار".

إقبال كبير

أبو رامي شبير، تاجر تبغ أيضا، شارك سابقه عطاالله في الرأي حول أن سعر الدخان العربي في ازدياد بسبب زيادة قيمة الجمارك.

وبيّن شبير لـ"شمس نيوز" أنه في ظل غلاء سعر الدخان المستورد لا يجد سبيلا إلا بيع الدخان العربي، لأن الطلب عليه أكثر من قبل المواطنين، مضيفاً: في هذا الوقت يفضل الناس الدخان العربي، وربما يرتفع سعره بالتدريج".

وأردف قائلاً: إقبال المدخن على الدخان العربي غير طبيعي، فأنا أبيع في اليوم كميات كبيرة، يعني علبة سجائر الدخان بتكلف المواطن 30 شيقل، ولكن علبة الدخان العربي بستة شواقل"، منوهاً إلى أن الدخان العادي "المستورد" سينقرض من أسواق غزة قريبا، حبسب اعتقاد تاجر التبغ.


يدخنه كبار السن

من جهته، أكد الخبير الاقتصادي د. ماهر الطباع، مدير العلاقات العامة في الغرفة التجارية، أن لجوء المواطنين المدخنين في قطاع غزة للدخان العربي "اللف"، جاء نتيجة غلاء أسعار السجائر المستوردة.

وقال الطباع في حديثه لـ"شمس نيوز": دخان اللف يباع بالكيلو ورخيص جداً، وإن زاد سعره قليلاً، إلا أنه يبقى ثابتا حتى حد معين، وليس كالدخان العادي"، مشيراً إلى أن كثيرا من الناس كانوا يدخنون التبغ العربي الشامي حتى في أوقات رخص السجائر ذات الماركات المعروفة.

واستدرك بالقول: لكن الفئة التي كانت تستخدم العربي محدودة جداً، وكانت مقتصرة على كبار السن المعتادين على تدخينه من سنوات".

وأضاف الخبير الاقتصادي: إذا ما استمر ارتفاع سعر الدخان، فسيزيد الإقبال على الدخان العربي، بسبب محدودية دخل غالبية سكان القطاع، والأوضاع الاقتصادية الصعبة، وضعف القدرة الشرائية، بالإضافة إلى البطالة المرتفعة، وزيادة الفقر" وفق تعبيره.

وبمقارنه تقريبية مع نسبة الزيادة في الاستهلاك والإقبال على التدخين، فإن حجم إنفاق الفلسطينيين على السجائر من المقدر أن يرتفع هذا العام إلى 500 مليون دولار حسب معطيات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.

وتزيد نسبة المدخنين في قطاع غزة على النصف مليون مدخن، ينفقون مئات آلاف الدولارات يوميا على شراء السجائر.


اخبار ذات صلة